http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/AUD-20161220-WA0000.mp3إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ،ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله ،أمّا بعد .
فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده إلى أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : *”منعت العراق قفيزها ودينارها ومنعت الشام مُدْيها ودينارها ومنعت مصر إردبّها ودينارها وعدتم كما بدأتم وعدتم كما بدأتم وعدتم كما بدأتم”* .
قال أبو هريرة على إثر الحديث : *” شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه “* .
النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن هذه البلاد ( الثلاثة ) والناظر فيها يعلم أن الكثرة الكاثرة والعد الغالب للعرب فيها فتصيبها فتنٌ تبدأ ( بالعراق ) وتنتهي ( بمصر ) ، ويكون بينها ( الشام ) وأنها ستمنع خيراتها عن أهلها ، وأن خيرات هذه البلاد يطمع بها الكفار .
فمنعت العراق قفيزها ودينارها ، مسلم رحمه الله أورد بعد هذا الحديث حديث جابر بن عبد الله وفيه فسئل جابر من قِبل من ؟
قال : من قبل العجم .
قوم لا يجمعهم نسب ، تجمعهم عجمة لسان ، لا يردون إلى قبائل وعشائر ونسب .
وفي مسلم عن جابر أيضًا : سئل — الشام تمنع مديها ودينارها ،
القفيز والمدية والاردبّ هي عبارة عن آلات كيل يكال بها الأقوات ، أهل مصر مازالوا يقولون اردب ، وأهل الشام يقولون : مدي ، وفي هذا إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما يدور حوله، حتى هذه الأدوات التي يكال بها في البلاد التي حول النبي صلى الله عليه وسلم يعرفها .
تمنع الكيل ، هذا الكيل الذي ستمنعه ( العراق ) أهلها وستمنعه ( الشام ) أهلها وستمنعه ( مصر ) أهلها .
ففي الأثر الذي له حكم الرفع في مسلم ،الكلام كلام جابر ، لكن علماء الحديث يقولون الصحابي إن تكلم بغيب فيما لا يدرك برأي فهذا موقوف له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام له حكم الرفع للنبي صلى الله عليه وسلـم ، يعني هذا الذي بلغنا ، وإلا النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئًا إلى قيام الساعة إلا أخبر به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه – كما في صحيح مسلم – لما صعد النبي صل الله عليه سلم المنبر بعد الفجر فبقي يحدثهم إلى غروب الشمس في خطبة واحدة فما ترك النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا إلى قيام الساعة إلا أخبر به .
بحثت طويلاً وتعبت وفتشت كذلك آليا الكتب الحديثية والأجزاء المخطوطة و المطبوعة، مكثت أشهر وأنا أبحث :
أهل مصر من الذي يمنعهم ؟
[ فما وجدت ]
لم [ أجده ] في رواية ، و يا ليت طلبة العلم وخاصة هؤلاء الذين يستخدمون الحاسوب يبحثون لكني بحثت وطولت فما وجدت .
أهل مصر ما علمنا من قبل من يمنعون،
أهل الشام جاء بالقيد من قبل من ؟
جابر قال من قبل من ؟
قال : من قبل الروم .
قوم يجمعهم نسب يردون إلى روم بن عيص بن نوح يجمعهم نسب .
العراق الذي يدمرها أقوام لا يجمعهم نسب .
لا أريد أن أدخل في إسقاط الأحداث على الأحاديث ، فليس منهج أهل السنة في الفتن كما بينت في كتابي الذي وزّع في الدرس الماضي والذي قبله في هذا المسجد أن إسقاط الأحداث على الأحاديث ليس منهج لأهل السنة ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لنا معالم عامة حتى تنتبه الأمة .
في صحيح مسلم من كلام عمرو بن العاص قال : “لاتقوم الساعة حتى يكون العرب أقل الناس .
والتتر والعجم طمعوا ببلاد المسلمين مرات وكرات ،وكانوا يفعلون أفاعيلهم في كل مرة في حلب ، وهذا أمر معروف موجود .
بداية بابن رسلان الذي أوقف المد العبيدي وانطلق من حلب ليحاربهم بعد أن فعلوا في حلب الأفاعيل ، وانتهاءً بفرج ابن برقوق الشركسي الذي جيّش جيوشًا من القاهرة ، رحم الله، فالناس على ضعفهم في ذاك الزمان كانت تجيش الجيوش من بعض البلاد .
*كثير من الإخوة يسألون ماذا نفعل لحلب ؟*
حلب تحتاج إلى حكام .
حلب لا تحتاج إلى أفراد .
الأفراد لا يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا إلا الدعاء ، ولا نستهين بالدعاء .
لكن هذه الأحداث الجسام ما ينبغي أن تكون إلا جيوش تتحرك مقابل جيوش ، فكانوا يدحرون من حلب ، وقوم قرأوا التاريخ وفهموه ، وتشعر أنهم يشعرون أن بيننا وبينهم ثأراً ، وأن الثأر لا يموت ، وأنهم لا بد أن يثأروا لما حصل معهم ، مع أنهم هم المعتدون .
النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث الفتن يذكر لنا هذه الأحاديث لا لنهملها ، ولا يذكرها لنا لنكون من أهل الجبر نقف مكتوفي الأيدي ننتظر حصولها .
يذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم معالم عامة في أحاديث الفتن حتى نخطط لكيفية مواجهتها ، وكيف ندرأها عنا ، وكيف نمنع نوارها من الانعقاد ، وكيف نجفف مواردها .
فمخطئ في أحاديث الفتن طرفان وطرف مصيب
من أهملها مخطئ ، لأن أحاديث الفتن من الغيب الذي أظهره الله تعالى لنبيه وأخبره به ‘ فمن أهملها مخطئ ، ومن انتظرها ولم يفعل شيئًا فهذا منهج بدعيٌّ على مذهب أهل القدر ( القدريون الجبريون ) هكذا يفهمون أحاديث الفتن .
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهموها : ليجففوها ويبعدوها عن أمتهم .
فالفتنة إن لم تغزها غزتك ، وإن لم تحاربها جاءتك .
فالواجب على الأمة أن تفهم فهمًا جمليًا كلّيًا سنة الله تعالى في الفتن .
وكنت أقول وقلت هذا تكرارًا ومرارًا في هذا المجلس وغيره منذ أن حصل ما حصل في العراق قديمًا ،من قرأ وفهم ما يجري في الأمة مشتتًا موزّعًا ، وليس بعقلية جامعةٍ لما يجري في بلاد المسلمين من أحداث لن يصيب ، ما يصيب إلا من يقرأ الأحداث بعينٍ واحدة .
معالم عامّة في الحديث تبدأ الأمور في ( العراق ) تنتقل ( للشام ) بعد الشام تنتقل ( لمصر ) .
والله أوصي الناس كلهم بمصر ، لا تهجروا مصر، مصر يراد بها شرٌّ عظيم ، احرصوا يا مسلمين عليها .
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : ” *استوصوا بأهل مصر خيرًا “* .
لماذا ؟
لما سيدركوه من أشياء .
فالفتن معالمهما العامة عندنا في النصوص الشرعية وكانت ( مصر ) هي التي توقف الفتن التي تكون من قبل التتار ومن قبل الغزاة .
اقرأ عليكم شيئًا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في المجلد الثامن والعشرين (28)، صفحة ( 527 ) وبعدها بورقة والكلام طويل أنصح إخواني طلبة العلم أن يراجعوه وأن يقرأوه بتمامه وكماله .
يقول : الرافضة تحب التتار ، طوال عمرهم ، يحبون أعداء الإسلام ،فهذه سنن .
كيف أنت طويل وذاك قصير وذاك أبيض وذاك أسود والشعب الفلاني عيونهم ملونة وهكذا ، في طباع في الشعوب ، فالطبع الذي لا ينفك عن الرافضة على مدى تاريخهم أنهم يحبون التتار ويحبون أعداء الله عز وجل ويبغضون ويفرخون ويبقون في وقت احتلال الكفار لبلاد المسلمين .
أتمنى أن يجيبني أحد على هذا السؤال :
كم معركة خاض الرافضة ؟
من البطل الذي عندهم ؟
من الذي فتح بلاداً منهم ؟
يترصدون .
تأمل معي حتى تفهم .
الرافضة والخوارج وجهان لعملة ، إذا وجدت رفضًا فابحث عن خوارج تجد ، وإذا وجدت خوارج فابحث عن روافض تجد .
النبي عليه السلام أخبرنا عن الخوارج أنهم يقتلون أهل الإسلام لم قال يقاتلون ، هم لا يقاتلون ، هم يتربصون ويترصدون ، متى تمكنوا من الرقاب قتلوهم ، وإلا هم جبناء بعداء لا يخوضون معركة ، يتحينون فرصًا .
طالب علم الحديث يدرك معنى كل كلمة ، كل فعل جرى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو دقيق .
لماذا قال : يقتلون أهل الإسلام ولم يقل]يقاتلون أهل الإسلام ؟
لا يقاتلون إنما يصنعون فيقتلون فقط ، يتربّصون ، متى ضعف المسلمون قتّلوهم .
فشيخ الإسلام في كلماته دراسة سُننية .
هل شيخ الإسلام يعرف الغيب ؟
من أين له أن يعرف الغيب شيخ الإسلام .
شيخ الإسلام لا يعرف الغيب ، لكن شيخ الإسلام فهم النصوص وفهم التاريخ وفهم سُنن الله على وجه صحيح ، فمن يفهم هذه الأشياء على وجه صحيح يقرّر الأشياء قبل وقوعها ، لأنه يفهم سُنة الله تعالى .
قالوا ماذا اقول في حلب ؟
قلت : والله يا إخواننا الجمعة الماضية قلت الذي جرى في حلب وما كان قد جرى -الذي جرى ما كان قد جرى- قلت :
المسلون في أحد انهزموا و الإسلام انتصر
المسلمون في سوريا انهزموا والإسلام انتصر
في لله سُنن، وهذه السُّنن لا تتخلّف و لا تتبدّل أبدًا .
الرافضة تُحب التتار ودولتهم لأنه يحصل لهم بها من العز ما لا يحصل لهم بدولة المسلمين .
إذا دولة المسلمين قائمة فالرافضة ما لهم عز ، هم اذلاء .
والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين ، وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التّتار ( دخول روسيا )- قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان والعراق والشام وكانوا من أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريتهم ، وقضية ابن العلقمي وأمثاله مع الخليفة وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب .
هذا كلام شيخ الإسلام .
قالوا : ( التاريخ يعيد نفسه ) مقولة مشهورة يعرفها عموم الناس وكذلك في الحروب التي بين المسلمين وبين النصارى بسواحل الشام قد عرفها أهل الخبرة ( أهل الخبرة الذين يعرفون سنن الله ) قد عرفها أهل الخبرة أن الرافضة تكون مع النصارى على المسلمين وأنهم عاونوهم على أخذ البلاد لما جاء التتار وعز على الرافضة فتح عكا وغيرها من السواحل وإذا غلب المسلمون النصارى والمشركين كان ذلك غصّة عند الرافضة ، وإذا غلب المشركون والنصارى المسلمين كان ذلك عيدًا ومسرّة عند الرافضة .
انظروا الآن الرافضة بم يصرّحون وماذا يعلّقون وماذا يقولون عن حلب ؟
يفرحون ويرقصون على الذي جري في حلب .
هذه سُنة لله جل في علاه في هؤلاء القوم .
قال : ودخل في الرافضة أهل الزندقة والإلحاد من النصيرية والإسماعيلية وأمثالهم من ملاحدة القرامطة وغيرهم ممن كانوا بخراسان والعراق والشام ….. إلى أخر كلامه .
يعني جاءهم الشر الموجود في أقصى الشرق
أقول لأخواني طلبة العلم اقرأوا هذا وأحيلهم على ما في هذا المجلد 28 .
لأن حقيقة الذي يجري في بلاد المسلمين يحتاج منا أن نتدبر وأن نفهم سنن الله عز وجل .
لله حكم وقانون المدافعة يقضي أن يكون الأمر بإذن الله تعالى للحق وأن الباطل يسبق الحق { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه } .
لو سألت نفسك سؤالا أيهما يسبق الحق أم الباطل ؟
الجواب : الباطل .
لذا علماؤنا يقولون في مناظرة أهل الباطل : ما ينبغي للمحق أن يبدأ ينبغي أن يبدأ المبطل لأن الله يقول : { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه } المحق إذا بدأ المبطل يصبح يدخل معه في نقاشات جانبية وتضيع الحقيقة ، اجعل الباطل يتكلم .
لذا موسى لما قال له السحرة: أنلق أم تلق ؟
قال : ألقوا .
موسى عليه السلام يفهم هذه الحقيقة .
فالمبطل يسبق لكن المحق إن تكلم فكلام المحق إذا كان ربانيًّا صادقًا فكعصا موسى يأكل جميع العصيّ، يأكلها ويذهب بها ويضيعها هذه سنن الله عز وجل .
دحروا في حلب بعد أن فعلوا الأفاعيل ، وقتلوا المسلمين ( التتار) في المرة الاولى والمرة الثانية والمرة الثالثة ما وجدوا من يذب عنهم ومن يحرك وجدانهم .✍?✍?