[كيفية غسل الميت وتكفينه – الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله]
[ وألف ابن أبا الدنيا جزءا حديثياً طبع -أكثر من مرة- وذكر فيه من عاش بعد الموت]
٥٤٢ – وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ فِي الَّذِي سَقَطَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَمَاتَ: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ, وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
قال الشيخ شارح الحديث:
حديث مهم وفيه أحكام كثيرة الحديث اختصر أوله حافظ ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي سقط عن راحلته فمات ، الذي سقط عن راحلته رجل من الصحابة كان واقفاً على راحلته بعرفة في حجة الوداع وكان محرماً ، فسقط عن دابته فانكسر عنقه فمات ، فأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يغسلوه وأن يكفنوه ، وأن يكفنوه في ثوبين ، وأقل الكفن الثوبين ، وإذا ما وجد إلا الثوب فهذا الذي هذا هو موجود ، ولكن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتكفينه في الثوبين الذين أحرم بهما وفي بعض ألفاظ الحديث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا تحنطوه.
من مات محرماً يكفن في الثوبين الذين أحرم فيهما ولا يُـطيَّب الثوبان لا تحنطوه ولا تخمروا وجهه ، لا تغطوا وجهه وعلل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك بقوله فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً.
هذا لما يبعث وهو محرم ولا يُـطيَّب ولا يغطى وجهه ، أول ما تقوم الساعة يبعث وهو يقول لبيك اللهم لبيك.
ففي الحديث استحباب الإسراع بتجهيز الميت ، والإسراع في دفن الميت مقيد بقيد ، وهذا القيد ألا يكون قد مات فجأة ، فمن مات فجأة علماؤنا يقولون لا يستحب الإسراع في تجهيزه لأنه قد يعيش.
وألف ابن أبي الدنيا جزءا حديثياً طبع -أكثر من مرة- وذكر فيه من عاش بعد الموت ، من ظهر أمام الناس أنه مات ثم قام.
التقيت مع بعض الناس قال:
غُـسِّلتُ ، كُـفِّنتُ ودُفِنتُ ، وهم يدفنونني قمتُ واستيقظتُ ، هذا موجود عند الناس.
لذا يقول العلماء :
استحباب تجهيز الميت ودفنه يكون في حق من لم يمت فجأة ، فمن مات فجأة فيستحب الانتظار حتى يُـتيقَّن على وفاته بعلامات قاطعة بأنه ميت.
فالتغسيل فرض كفاية واجب على المسلمين جميعا إن قام به بعضهم سقطت الفريضة عن جميع الناس.
وفي الحديث وجوب التغسيل وتنقية أمر الميت وتنظيفه ، قال النبي ﷺ :
« اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ».
السدر يدق ، السدر معروف ، السدر شجر النبق ، الذي يسمونه بعض العوام شجر الدوم ، السدر معروف.
فيأخذ من السدر ويُدق ويوضع مع الماء وتكون له رغوة ويغسل الميت برغوة الماء والسدر ، حتى ينقى ، ثم تُـفالةُ السدر يدلك بها جسد الميت ، فهو مادة منقية أولاً ، وتجعل الجسم صلباً ، فلا يسرع إليه الفساد ، فالسدر رغوته في الرأس ، ويدلك به جسد الميت.
قال -صلى الله عليه وسلم- :
اغسلوه بماء وسدر وكفنوه.
الواجب في التكفين أن يكون من مال الميت. الميت إن مات أول عمل نعمله أننا نجهزه بماله ، ثم بعد التجهيز بماله نسد دينه ، ثم بعد سداد الدين ننفذ وصيته ، شريطة أن لا تزيد عن الثلث ، ثم بعد ذلك نوزع المال ميراثاً ، يعني قبل الميراث تسبقه أشياء (تجهيز الميت / سداد الدين / الوصية فننفذ وصاياه المباحة على ألا تزيد عن الثلث / ثم نوزع المال على الورثة).
قال وكفنوه في ثوبين ، أقل الكفن ثوبين ، وسر ذكر الثوبين لأنه مات محرِماً ، فعليه ثوبان.
المصدر:
القناة الرسمية لفضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان على يوتيوب.
البث المباشر – المحاضرة الثانية 🔸شرح بلوغ المرام (باب صلاة العيدين – آخر كتاب الزكاة)
بتاريخ :
10 محرم 1447 هجري
05 يوليو 2025 ميلادي✍️✍️
◀️ رابط الفتوى:
[كيفية غسل الميت وتكفينه – الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله]