[تفصيل في مسألة صيام يوم السبت]
قال الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
طيب تذكرون ماذا قسمنا العموم في درس سابق وسأرجع إليه وأمثل بمثال يلزم المسلمين ، وكان يلزمهم في السبت الماضي في صيام يوم السبت ، وأذكر كلمة عن صيام يوم السبت في الدرس ولن أخرج عن الدرس وأنا أريد أن نفهم المسائل أن نفهمها من أصولها وجذورها.
قلت لكم العموم أما عموم يبقى على عمومه “والله بكل شيء عليم” كل من ألفاظ العموم بكل شيء عليم مضاف لشيء ، وعموم مخصوص والمخصوص إما أن يكون بقرينة في السياق ، وإما أن يكون المخصص من خارج السياق على خلاف موجود بين الأصوليين ، ويأتينا بتفصيل وهو مهم وسبب كبير من أسباب اختلاف الفقهاء في كثير من الفروع بين الحنفية من جهة وبين الجمهور من جهة، رحم الله تعالى الجميع.
السبب الثالث المشكل الذي يقع فيه خلاف الذي سميناه العموم الوجهي، ما هو العموم الوجهي ؟
عندنا نصان عمومان فأي النصين نسلط على الآخر ، قلت لكم قول النبي -صلى الله عليه وسلم- :
يخطب؛ لقول النبي ﷺ:” إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين “أخرجه الشيخان في الصحيحين.
أحدكم: نكرةفي سياق الشرط فهي من الفاظ العموم وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحيح الآخر في الصحيحين:
«لا صَلاةَ بعْدَ الفَجْرِ»
فالداخل للمسجد بعد أن صلى الفجر قبل طلوع الشمس ” لا صلاة…” ، وهونكرة في سياق النهي وهو من ألفاظ العموم.
فإذا دخل الإنسان المسجد بعد الفجر يصلي أو لا يصلي؟
طيب إن عملنا بعموم فلا يجلسن حتى يصلي ركعتين.
إذا شرطية
أحدكم نكرة في سياق الشرط ، والنكرة في سياق الشرط من ألفاظ العموم.
إذا قلنا بالعموم الأول قلنا صلي قبل أن تجلس وإذا قلنا بالعموم الثاني لا يصلين أحدكم بعد الفجر قلنا لا تصلي.
أي العمومين نسلطه على الآخر؟
قلنا هذا وقع فيه خلاف بين الفقهاء ، قلنا علماء الحنابلة والشافعية يقولون تجوز الصلاة التي لها سبب والحنفية والمالكية يقولون لا تجوز الصلاة أبداً وينبغي أن تجلس ولا تصلي وذكرنا الخلاف في ذاك الحين وهذا من قريب في الدرس قبل الماضي ، لكن أنا الآن أريد أيضاً أن أمثل على مسألة أرجأتها عن عمد إلى هذا الدرس وهي مسألة صيام السبت.
الخلاف فيها هو من قبيل العموم وجهي والعموم الوجهي لا بد أن يختلف فيه العلماء، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في الصحيح “أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً”.
أحب الصيام إلى الله صيام داود، فكلمة صيام نكرة مضافة،
والنكرة المضافة من ألفاظ العموم والنبي -صلى الله عليه وسلم- كأنه يقول الصيام أنواع والله يحب الصيام وأحسن الصيام الذي يحبه الله صيام داوود.
وفصل النبي -صلى الله عليه وسلم- في كيفية صيامه فقال كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.
ويقيناً أن الذي يصوم يوماً بعد يوم سيأتي يوم السبت في يوم من الأيام السبت في صيام النافلة ، وعلى هذا وما هو مثله اعتمد القائلون بجواز صيام السبت.
هذا عموم ، لفظ عام، وهذا العموم تنازعته الأدلة.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
روى الترمذي (744) وأبو داود (2421) وابن ماجه (1726) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ عَنْ أُخْتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلا فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلا لِحَاءَ عِنَبَةٍ، أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ صححه الألباني في “الإرواء” (960)
قال عليه الصلاة والسلام “لا تصوموا يوم السبت…” فيوم مفرد وهو مضاف، واضيف إلى السبت فهذا من ألفاظ العموم، قال إلا فيما افترض عليكم ، ولذا وقع خلاف بين العلماء في صيام السبت وهذه مسألة تقع بسببها فتن ولا داعي للفتن ، افهم المسألة فهماً شرعياً صحيحاً ، وأي النصوص تسلط بعضها على بعض.
الفقهاء الذي درج بينهم يقولون أن الأحاديث الشهيرة في صيام السبت كثيرة والأحاديث الشهيرة الكثيرة أقوى من الحديث الواحد ولذا جماهير أهل العلم يجوزون صيام السبت.
بعض أهل العلم دقق ، قال نمشي وإياكم حديثاً حديثاً ونبحث المسألة ونضعها على بساط البحث وننظر في الأدلة نظرة دقيقة مفصلة جزئية.
قال المجوزون:
ما قال أحد بكراهية صيام السبت أبداً إلا الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- وقبله ما قال أحد بذلك.
قال المانعون :
أنتم تتكلمون فيما تعلمون وإن كنتم لا تعلمون أحداً قد منع صيام السبت فهذا من قصور علمكم ، فقد أسند الطحاوي في شرح معاني الآثار كراهية صيام السبت عن مجموعة من التابعين ومنهم إبراهيم النخعي الكوفي ومكحول الدمشقي وطاووس اليماني طاووس ابن كيسان.
فقال المانعون للجائزين قال هؤلاء من طبقة واحدة ما تواطئوا فيما بينهم على منع صيام السبت ، وهذا كوفي وذاك شامي والثالث يمني ، فكيف قالوا بمنع صيام السبت وهم من بلدان متعددة؟!
لو كانوا من بلد واحد لعل رجلاً سبق والآخر تبع ، فهؤلاء من طبقة واحدة ومن بلدان مختلفة فهذا يدل على أنه قول للسلف وهؤلاء كلهم من التابعين، وقول الصحابة والتابعين كذا مكروه لا يدل إلا على الحرمة فالكراهية في كلام السلف لا يدل إلا على الحرمة هذه واحدة.
الثانية :
أنتم ما نظرتم في كتب الفقهاء ابن رشد في كتابه “بداية المجتهد” يقول والصيام الممنوع أقسام وذكر من الصيام الممنوع صيام يوم السبت ، ولم يسم من قاله فهو معروف ، ثم قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه “القضاء الصراط المستقيم” قال -رحمه الله تعالى- وقد كره بعض أصحاب الإمام أحمد -رحمه الله- كراهية صيام السبت.
فإذا اعتراضكم على من يقول بمنع صيام السبت وأنه لم يقل به أحد من السابقين ليس بصواب فدعوكم من هذه الشنشنة وابحثوا في صلب المسألة وابحثوا في الأدلة فالقول بأن صيام السبت ممنوع لأنه ما قال به أحد هذا الكلام باطل وليس بصحيح.
إذاً ننزل للأدلة ونتباحث في الأدلة قالوا الأدلة منسوخة قلنا من الناسخ؟
المنسوخ يحتاج للناسخ ، ائتونا بالناسخ حتى نقول به
من الخطورة بمكان أن تقول كذا منسوخ ، لأن القول بالمنسوخ إبطال للنص ، وافتئات على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن تقول كذا منسوخ ، ولم تأتي بالناسخ وأنت لم تعرف الناسخ.
طيب قالوا :
أحاديث النهي عن صيام السبت قد وردت عن الصماء بنت عبد الله الصحابية أو عبد الله بن بسر ، وهذا مضطرب لأن صحابي الحديث (مخرج الحديث، أصل الحديث) وقع فيه بين خلاف بين العلماء قلنا ليس كل اضطراب يعل به الحديث ، فدار الحديث على عبد الله بن بسر أو أخته الصماء وكيفما كان فهذا باتفاق هذا صحابي وهذه صحابية فهذا نوع من الاضطراب باتفاق أهل العلم لا يعل به الحديث.
نتحاكم للمسائل المقررة في علم الحديث قالوا خالَف الحديث أحاديث كثيرة ؛ قلنا أما المخالفة في الظاهر نعم ، ولكن كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يضطرب وليس فيه مخالفة ، والمخالفة في الظاهر.
انتبه يا طالب العلم في شيء عند علماء الحديث أو عند علماء الشريعة شيء يسمى تعارض وشيئاً يسمى تناقض ما الفرق بين التعارض والتناقض؟
التناقض يستحيل أن تجمع بين المتعارضين ، وأما التعارض أن تجد وجهاً للجمع فإن وجدت وجهاً للجمع فهذا إيش يسمى؟
تعارض ولا يسمى تناقض.
نقول لهم:
لا تهولوا الأمور لا تقولوا الأحاديث متناقضة قولوا متعارضة ، لأن التعارض غير التناقض.
إذا الأحاديث فيها تعارض نحتاج إلى أن نجمع بينها على طريقة صحيحة شرعية فنبحث الأدلة بحثاً علمياً فاذكروا أدلتكم على المنع.
قالوا ورد عند أبي داود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحب صيام السبت وصيام الأحد ، فكيف لا تصوم يوم السبت؟
قلنا دققوا في إسناد أبي داود فالراوي للحديث عن عائشة أو أم سلمة أنا لا أذكر الآن من صحابي الحديث ، لم يسمع منها ، انظروا في تهذيب الكمال كتب الرجال من روى من التابعي تابعي هذا الحديث.
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم السبت والأحد التابعي لم يسمع منها فهذا إسناد منقطع ضعيف فأبعدوه.
قالوا : عندنا أحاديث كثيرة.
قلنا: هاتوا ما عندكم قالوا: عندنا حديث بالبخاري ومسلم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل جويرية وكانت صائمة يوم الجمعة والحديث في الصحيح.
أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا يَومَ الجُمُعَةِ وهي صَائِمَةٌ، فَقالَ: أصُمْتِ أمْسِ؟، قالَتْ: لَا، قالَ: تُرِيدِينَ أنْ تَصُومِي غَدًا؟ قالَتْ: لَا، قالَ: فأفْطِرِي، وقالَ حَمَّادُ بنُ الجَعْدِ: سَمِعَ قَتَادَةَ، حدَّثَني أبو أيُّوبَ، أنَّ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَتْهُ: فأمَرَهَا فأفْطَرَتْ.
الراوي : جويرية بنت الحارث أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
طيب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أصمت يوماً بعده؟
إيش بعد الجمعة؟
السبت قال فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لجويرية أصمت يوماً بعده إيش معناه؟
معناه مشروعية صيام يوم السبت.
قلنا لهم تمهلوا ، رجل ما صام الخميس وصام الجمعة ، يحرم شرعاً أن يصوم الجمعة منفرداً ، فمن لم يصم يوم الخميس وصام الجمعة ؛ يكون صيام السبت في حقه واجباً فرضاً ، وهذا لا يتعارض مع قوله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيام السبت إلا فيما افترض عليكم.
فأنتم تقولون بقولنا من لم يصم الخميس وتلبس بصيام الجمعة
فالواجب عليه ألا يفرد الجمعة بصيام ، فالواجب عليه إيش ؟ أن يصوم يوم السبت.
فقالوا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول أحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.
قلنا قارنوا بين الحديث وبين ما ورد في الباب مما يسميه العلماء العموم الوجهي.
ونسألكم سؤالاً فنقول لكم، النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلسن حتى يصلي ركعتين.
في الحديث نص صريح لا يجوز للإنسان أن يجلس في المسجد حتى يصلي ركعتين ، وورد في الحديث الآخر وسميناه العموم الوجهي لا يصلين أحدكم بعد الفجر أي صلاة التطوع، لو أن الحديث ورد هكذا لا يصلين أحدكم بعد الفجر إلا ركعتي تحية المسجد لو ورد هكذا على التنزل لا يصلين أحدكم بعد الفجر إلا تحية المسجد ، فجاء رجل وقد توضأ فأراد أن يصلي ركعتي سنة الوضوء بعد الفجر فماذا نقول له؟
نقول له الحديث في تحية المسجد ، استثنى النبي -صلى الله عليه وسلم- تحية المسجد فلذا ممنوع في حقك إن وردت الزيادة ، والزيادة غير واردة ، لكن نقول هذا تفقهاّ ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول إلا فيما افترض عليكم.
فأنتم صيام داوود هل هو داخل إلا في مفترض عليكم ، لو كان نهى عن صيام السبت هكذا لكان هناك وجه للتخصيص بناء على ما يأتينا أنه ما من عام إلا وقد خُـصِّص ، طيب لا تصومون يوم السبت إلا فيما افترض عليكم هذا عموم مخصص ولا غير مخصص في إيش ؟
بدل ما قلنا هناك إلا تحية المسجد ؛ هنا قال النبي ﷺ إيش؟
قال إلا فيما افترض عليكم ، فما دام أن النبي خصص إلا في ما افترض عليكم فلا وجه لصيامه لأن صيام داود صيام نافلة وهذا المستثنى.
إلا فيما افترض عليكم :
مستثنى في الفريضة وليس في النافلة ، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فحسب ، بل أكده -صلى الله عليه وسلم- بقوله إلا فيما افترض عليكم فمن لم يجد إلا لحاء عنبة أو جذع شجرة.
لحاء مفرد مضافة ، لحاء عنبة ، جذع مفرد مضافة ، فمن لم يجد إلا لحاء عنبة أو جذع شجرة فليمضغها فتمضغها حتى لا تكون صائما ، فالنبي ﷺ أكد إلا فيما افترض عليكم بعموم آخر ، من لم يجد إلا لحاء.
قال فماذا خرجنا من هذه النتيجة؟
خرجنا بأن صيام السبت ممنوع.
لذا شيخنا -الله يرحمه- لما قال بحرمة صيام السبت بعد فترة ذهب للمدينة ، وكان القول جديداً على مسامع الناس ، والذي ذكر النهي عن السلف ما كان أحدٌ قد اطلع عليه ، النهي المذكور عن النخعي والمكحول وطاووس ما كان معروفاً ، ما عرفه الباحثون إلا بعد وفاة الشيخ ، وهو حي ما عرفه أحد.
اجتمع عليه علماءىالمدينة ومنهم الشيخ ربيع -رحمه الله- الذي توفي أول أمس وبدأ الكلام طويل فهبوا في وجهه وتكلموا يعني بكلام فيه إنكار
كان كلام الشيخ يعني يتكلم واحد ، لا يتكلم الجميع هكذا ،
نبحث المسألة فليتكلم واحد ، وجرى النقاش وطال النقاش ، فقال الشيخ ربيع أسأل الله أن يرحمه ، قال يا شيخ الحمد لله الذي جعلك حنيفي ، ولم يجعلك حنفي متعصب ، ما نقدر عليك ، على حججك التي سمعناها ما عندنا جواب.
فالقول باستهجان صيام السبت هو دلالة على عدم إحاطة بالمسألة ، ومن أحاط بالمسألة من ناحية أصولية ونظر إليها ونحن نبحث الآن العموم الوجهي ، فالمسألة مسألة عموم وجهي.
والعموم الوجهي أدلة فيها تعارض بين عمومات ، فأي العموم نسلطه على الآخر ؟
إن سلطنا إلا فيما افترض عليكم قضينا بالمنع ، وإن سلطنا أحب الصيام إلى الله صيام داود أيضاً عموم إن سلطناه على إلا فيما افترض عليكم جاز الصيام.
لذا ما ينبغي أن يقع نكران في تسليط العمومات على بعضها بعضاً ، وإنما يقع المباحثة بين أهل العلم ، وكشف الأتربة على جذور المسألة ، ونصل للجذور ونُـقدِّر الخلاف ويظهر الخلاف.
بعضهم قال :
حديث صيام السبت منكر.
لماذا؟
قال لأنه حِـمصي (مدينة حمص السورية) ، إيش يعني حمصي؟
عبد الله بن بسر من حمص ، استقر به من الحال هو وأخته الصماء من حمص.
طيب صحابي سمع من النبي صلى الله وسلم ذهب لحمص يعني هل يصبح حديثه غير حجة؟
قال أحمد وغيره في التلقين للميت حمصي ولم يثبت شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في التلقين.
التلقين حمصية شامية ، لم يُـعرَف تلقين الميت إلا من حديث الشاميين ، وأحمد غمز فيه وقال هذا حديث قاله تابعي ، حمصي وليس صحابي ، وإنما تابعي.
طيب صحابي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وذهب إلى حمص ، تقول حمصي وتجعل صيام السبت الحديث الوارد فيه كالحديث الوارد في التلقين المرفوع للنبي -صلى الله عليه وسلم- حديث أبي أمامة الباهلي صدي بن عجلان ، إسناده ضعيف جداً ، وصح الحديث عن بعض التابعين في الشام.
هذا ليس بصحيح.
قالوا الزهري ما حدثت به إلا بعد أن اشتهر الحديث، قلت : كلام الزهري ما حدثت به إلا بعد أن اشتهر الحديث ،
هذا تضعيف ام تصحيح؟
قوله ما حدثت به إلا بعد أن اشتهر حديث.
سعيد بن المسيب رواه عن ابن سلمة
“إذا هل هلال ذي الحجة فلا يأخذن أحدكم شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته”.
لا:نهي، شيئاً :نكرة ، تفيد إيش؟
تفيد العموم.
سعيد بن المسيب دخل الحمام والتابعون وغيرهم يرون أن الناس يمتثلون أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وماتت السنة سنة النهي عن أخذ الظفر والشعر والبشرة.
إيش يعني البشرة؟
من عنده جلد يتسلخ ، ففي العشر الأوائل من ذي الحجة ممنوع ينزع الجلد كقص الشارب وحلق اللحية من باب أولى حلق اللحية معروف الحكم فيها وأخذ الظفر
فرأى الناس في الحمام وكان الناس لهم حمامات عامة رآهم يحلقون في العشر الأوائل من ذي الحجة فذكر الحديث، فالذي أشهر الحديث ما رآه سعيد بن مسيب من أخذ الناس بسبب الغفلة عن الحديث ، فرضي الله عن سعيد ، ورحم الله سعيد بن المسيب ، وما زال كلام سعيد الذي رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بواسطة أم سلمة نحن نعمل فيه ولو ما وصلنا حديث أم سلمة لكنا نأخذ من شعرنا و… ، فلما صح النهي لم نأخذ.
فقوله أن هذا حديث ما قلت به إلا بعدما اشتهر ، وكان الناس على خلاف ذلك ، فخلاف الناس في الحديث ليس حجة ، فمن خالف نصاً آية أو حديثاً بجهل فهو معذور.
فكيف ما قلبوا مسألة النهي عن صيام السبت ؛ لا يستطيع طالب العلم المتحرر ويعرف المسائل من ناحية أصولية ؛ لا يستطيع أن يصادر صيام السبت ، وأن يقول صيام السبت ممنوع.
أنا أقول هذا لطلبة العلم ، وأقول حتى نفهم أصل المسالة:
أنا لا أجبر أحد أن يصوم السبت.
السبت هذا لي قريب قبيل المغرب بقليل اتصل بي ابن أخي قال لي يا عم أنا صائم وشربت ناسياً ، أبقى صائم؟
فأجبته بجواب علمي فقلت من أكل أو شرب ناسيا في صيام نافلة فصيامه صحيح.
كلامي صح أمو خطأ ؟
صحيح، وباقي نصف ساعة للمغرب والصيام صحيح ولما ألتقي به أشرح له المسألة.
فالشاهد -بارك الله فيكم- ما تستطيع أن تجعل الخلاف في مثل هذه المسألة صفراً ، سواء تحمست لمنع صيام السبت أو تحمست لصيامه ؛ هكذا الخلاف ينبغي أن يُـذكر ، ينبغي أن يذكر الخلاف متحرراً من كل شيء.
بمناسبة كلامنا عن العموم الوجهي وكذلك عن
المفرد المضاف ، فالمفرد المضاف من ألفاظ العموم.
إيش يعني مفرد مضاف؟
مثاله أحب الصيام إلى الله صيام داوود.
وصيام داود مفرد مضاف ، صيام مفرد مضافة لنبي الله داود -عليه السلام- ، فصيام داود هذا عموم لكن خالفه عموم عموم آخر.
المصدر:
القناة الرسمية لفضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان على يوتيوب.
الدرس الرابع – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه.
بتاريخ :
20 محرم 1447 هجري
15 يوليو 2025 ميلادي✍️✍️
◀️ رابط الفتوى: