السؤال الثامن عشر : امرأة سبّت وشتمت زوجها أمام إخوانها وأمام والدتها وقامت أيضاً والدتها بالصراخ عليه والسبّ كذلك وقاموا البعض من إخوانها بالصراخ عليه والسبّ أيضاً علماً أن زواجهما ما أكمل السنة والمشكلة من البنت ( الزوجة ) وبعد ذلك كله قاموا بعد يومين بالندم والتأسف على ما عملوا معه وقاموا بوضع واسطة بين الطرفين للصلح ، فما نصيحتكم في ذلك هل يُطلّق أم يتأنّى ؟

ا

الجواب : من تأنّى نالَ ما تمنّى ، ولا يتعجل الإنسان فالطلاق فراق والطلاق لا يحبهُ الله عز وجل لكن هذه الزوجة تحتاج إلى تربية ولا يفهم واحدٌ منكم إذا قلنا فلان يحتاج إلى تربية أن يُضرب فلا يلزم من التربية الضرب فلا تفهموا من كلامي أن التربية الضرب .
والإنسان يسمو بِخُلُقه وكلما علا الإنسان في خُلِقه وضع الله تعالى له القبول فيكون له شأن وتكون له منزلة عظيمة يقول ابن القيم في كتابه ” مدارج السالكين ” يقول 🙁 كان بعضُ أصحاب ابن تيمية يقول : يا ليت أصحابي يعاملونني كما كان ابن تيمية يعاملُ خصومهُ وأعدائه )، ابن تيمية كَبُر وأصبحَ إنسانا كبيرا لأن الله رزقهُ عفواً ورزقهُ حُسنَ معاملةٍ مع الخصوم .

يقول ابن القيم في المدارج : يقول جئتهُ ذات يوم مبشراً له بأن أشدَ أعدائه قد هَلَكْ ، قال : فغَضِبَ منّي واسمعني مالا أحب وترحم عليه ، قال فقام وقمتُ معه إلى أهله ،فعزاهم وقال لهم : إن احتجتم شيئا فأنا في خدمتكم ، قال : فكنت أعجب منه ،بعض خصوم شيخ الإسلام بن تيمية وهو كشميري وهو من كبار علماء الحديث له شرح لصحيح البخاري كما في فيض الباري شرح صحيح البخاري كان يقول عن شيخ الإسلام بن تيمية كنت اجده انسانا طويلا قد خلقهُ الله طويلاً، كنت إذا أنا أردتُ أن أراه فلا استطيعُ رؤيته إلا أن أنبطحَ على ظهري حتى أرى ابن تيمية فاحتاج لأنبطح على ظهري حتى أراه فبعض الناس خلقهم الله تعالى طوالا ، بعض الأقزام يقزموا ويصغروا الكبار هذا الزمن الذي نعيش فيه – وإلى الله المشتكى – ، فالكبير كبير شاء من شاء وأبى من أبى والقزم قزم شاء من شاء وأبى من أبى ، الأقزام اليوم صغروا الكبار هذه حياتنا وهذه جُلُّ معاصينا في هذه الحياة ولا حول ولا قوةَ إلا بالله، فأنت ابقى كبيراً وهذا الكلام الذي سألتني إياه ذكرني بذاك الكبير .. فأنت ابق كبيراً وابقى طويلاً وليبقى العفو عندك والناس يعرفون قيمتك والمعادن تُعرَف بالحك ، معدن يُحَك فَيُعرَف ، فلما الناس تحكك-نسايبك- فانت بعدك حديث عهد معهم تقول سنة لم يعرفوا معدنك فهذه أخلاق الكبار ، اسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم أخلاق الكبار .

والله تعالى اعلم.

⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*

25 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 15 افرنجي

↩ *رابط الفتوى:*

⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان*.✍✍

⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*

http://t.me/meshhoor