*السؤال الثالث: أنا رجل لي على رجل دين له سنتان وأنا أطالبه كثيرا لأني بحاجة وعلي دين وأراد أن يأخذ من البنك قرضا لكي يسدُّني أنا وغيري وأنا كاره من أن يأخذ من البنك وقلت له لا تأخذ ونصحته، لكنه قدَّم المعاملة وينتظر أن يأخذ القرض فهل علي شيء إن أعطاني مالي لأني بحاجة شديدة له؟*

*السؤال الثالث: أنا رجل لي على رجل دين له سنتان وأنا أطالبه كثيرا لأني بحاجة وعلي دين وأراد أن يأخذ من البنك قرضا لكي يسدُّني أنا وغيري وأنا كاره من أن يأخذ من البنك وقلت له لا تأخذ ونصحته، لكنه قدَّم المعاملة وينتظر أن يأخذ القرض فهل علي شيء إن أعطاني مالي لأني بحاجة شديدة له؟*

الجواب: سؤال مهم ،وسؤال له فروع وله ذيول ويرد إلى أصل وهذا الأصل ينبغي أن يكون واضحا عند الناس، وبسبب عدم وضوحه تسوِّغ النفس ويوسوس الشيطان لبعض الناس أن يقع في الهلكة* وأن يقع في الحرام، فالمال يُسأل صاحبه عنه يوم القيامة من أين اكتسبته وفيما أنفقته، فالنبي عليه السلام يقول: لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: وذكر النبي صلى الله عليه من بينها: وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، (جامع الترمذي ٢٤١٥)
فأنت لا تسأل يوم القيامة عن المال الذي في جيبك هل صدر من البنك أم لا، بعض الناس الشيطان يوسوس له وسواساً خطيراً جدا يقول له كل الأموال حرام، كل الأموال من البنوك، فلماذا الورع؟
أعوذ بالله، هذا في ضلال، وهذا في غفلة عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: تسأل عن مالك من أين اكتسبته، هو ذهب يأخذ الربا من البنك، أنت تبيع أغراض حلال أحلها الله في سوبر ماركت في مخبز في ملحمة الخ ، ليس مطلوب منك حتى تبيع الناس أن تسأل كل واحد من أين المال قد حصلته، ليس مطلوب منك تسأل كل واحد يبيع ويشتري من أين أتيت بالمال، فهذا الموضوع يتطلب ان يكون عندك جيش محققين من المحاسبين والباحثين كل واحد يسأل سؤال ويعمل قصة قبل ما تبيع الشيء، فيوم القيامة ربي جل في علاه يسألك عن مالك من أين اكتسبته، يا ربِّ هذا الذي عليه دين وأعطاني الدين، فمن أين أعطاني الدين، أنت أخذت دينك، أنت أخذت ثمن سلعة تبيعها حلالاً والله يعلم لو كانت حراما ما بعتها أو لو كان هذا الأمر حراماً ما صنعته وما اشتغلت فيه، ولكن يحرم عليك أن تضايقه حتى تلجئه للبنك لأن الله تعالى يقول: ﴿وَإِن كانَ ذو عُسرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيسَرَةٍ ﴾ إلا في الدين الحال.
ما هو الدين الحال؟
الدين الذي له وقت، فإذا كان هذا الرجل يماطل مماطلة كبيرة ويريد أن يضيع حقوق الخلق فهذا يعاقب بأن يحجر عليه، يعني تأخذ ماله بقوة السلطان، ثم يوزَع على أصحاب الحقوق محاصصة، يعني مثلا عليه دين ألف دينار ومجموع ما يملك خمسمائة دينار، فكلٌ يأخذُ نصفَ دينه، عليه ألف دينار وجدنا عنده 250 دينار كل دائن يأخذ رُبُعَ دينه، هذا الذي يسمى محاصصة ،أما أنت يوم القيامة ما تسأل إلا عن مالك من أين أتيت به، الأموال في زمن الصحابة من أين؟

من الفرس والروم، فأول من ضرب الدينار والدرهم فيما قيل عمر بن الخطاب، يعني لو جمعت كل الأقوال لن تجد قولاً قبل عمر يعني الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والناس في زمن أبي بكر كان يتعاملون بالدينار والدرهم الفارسي والفرس عندهم ربا ولكن الصحابة ما كان المال الذي بين أيديهم إلا بطريقة حلال، تجارة وما شابه حلال ،وقيل وهو المشهور وهو الراجح أن أول ما ضُرب المال هو في زمن هشام بن عبد الملك يعني تأخر الأمر للأمويين ،فالشاهد أن المال الذي أنت تأخذه الله يحاسبك يوم القيامة من أين اكتسبته ،أنت يا رب أذنت لي أن أبيع كذا فبعت وأنت يا رب تعلم لو كان حراما ما بعت ،الآن أنت مش مطلوب منك أنك تسأل أما ليس لك أن تضايقه فهو بتدبير من عنده ذهب للبنك فأخذ مال وسدَّ للديون ، فأخذُك للدين ليس حراما أبدا، مثل إنسان أخذ من البنك اشترى منك شقة اشترى منك بيتا ما عليك شيء بس ليس لك أن تعطيه شيئا يعنه على أن يأخذ الربا ، أما واحد جاءك قال لك بدي اشتري شقة أو اشتري بيتك ،فليس مطلوب منك شرعا تقول له: أثبت لي أن المال الذي بين يديك حلال ،أثبت لي أن المال الذي بين يديك أنت ما أخذت قرضا ربوياً فلا يلزمك هذا ،ما بلزمك تسأل،
لذا الأمام أحمد رحمه الله وهذا مذكور عند الفقهاء هل يجوز للمسلم أن يشارك نصراني؟
يجوز، يجوز للمسلم أن يشارك النصراني بس ما بجوز أن يشارك نصراني والنصراني يعمل بالربا وتكون إدارة المال وطريقة إدارته بطريقة فيها حرمة ،فإذا كان علماؤنا يتخيلون قديما أنه مش ممكن أن تتعامل بالربا إلا إذا كان شريكك نصرانيا، فلا أدري ما أقول اليوم لما يتشارك اليوم المسلمان فيما بينهما يعني واحد تقي بعيد عن الربا وعنده واحد تاجر يريد أن يعمل له شركة وهو لا يتورع عن عن الربا، فهل يجوز أن يشاركه؟
يجوز يشاركه لكن بشرط ان تكون شركتك معه تكون بطريقة حلال، تكون بطريقة حلال وما تكون الإدارة المالية وطريقة استثمار المال بيده فلا يخاف الله ويتعدى حدود الله وهكذا

والله تعالى اعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

23 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 9 إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1908/

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

⬅ للإشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor