السؤال الثاني: هل يجوز أن نقول في دعائنا؛ يا من رغمت له الأنوف؟

السؤال الثاني:

هل يجوز أن نقول في دعائنا؛ يا من رغمت له الأنوف؟

الجواب:

قطعاً؛ العبادة ذُّل، والإنسان يضع أنفه في الترابِ تذللاً لله جلَّ في علاه. ولذا عبادتنا في حبنا لربِّنا ليست كعبادتنا في حبِّنا لنَبيِّنا، العبادة الواجبة تجاه الله، ليست كالعبادة الواجبة في اتجاه النبيِّ صلى الله عليه وسلم. لذا معاذ بن جبل لما كان في اليمن فرأى أناساً يسجدون …… وكان في شوقٍ لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع شديد محبةٍ له، فلما رآه في المدينة أول ما دخل المدينة سجد لرسول الله صلى الله عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ؛ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها”، من عِظَمِ حق الزوج على زوجته.
فالسجود فيه ذل وهذا الذل لا يكون إلا لله، لا يجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع المحبة العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذا إذا كنتم تذكرون في مثل هذا المجلس قديماً، أيحبُ غيرُ الله لذاته؟ فأجبتكم حينها أنه يحب أيضاً رسول الله صلى الله عليه وسلم لذاته ولكن مع التنويه والتفريق بأن الحق الواجب في المحبة لله تعالى غير الحق الواجب في المحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم، و إذا انتبهنا لهذا القيد، قلنا أن النبي عليه السلام يجب لذاته، ولذا قلنا محبة نبينا هي فرع من محبة ربنا ،ولا يحب أحد لذاته بمعنى أنه لا تجب عليك الذل /.. إلا لله.

وبالتالي الإنسان يذل أنفه لله؛ لكن هذا ذل في مقام عز كما كان يقول بعض أهل العلم، كان يقول في وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة، ذل لله ولكن يكون في مقام عز، فإن العبد إذا ذل لله فإن الله يكرمه ويرفعه. وكان حقاً على الله ما ارتفع شيء في الدنيا إلا وضعه، أما ما ارتفع من الآخرة فلا يمكن لأحد أن يضع ما رفعه الله.

والله تعالى أعلم.

⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*

٢٨ جمادى الأخرة 1439هـجري.
١٦ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ *رابط الفتوى:*

السؤال الثاني: هل يجوز أن نقول في دعائنا؛ يا من رغمت له الأنوف؟


⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍

⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*

http://t.me/meshhoor