السؤال الرابع: فتاة تريد الزواج من شاب سوري، وأهلها رفضوا لأنه سوري، والبنت تريد الشاب، وأهل البيت أصبحوا يعاملوا الفتاة بطريقة سيئة حتى أن الفتاة تفكر في الانتحار.

*السؤال الرابع: فتاة تريد الزواج من شاب سوري، وأهلها رفضوا لأنه سوري، والبنت تريد الشاب، وأهل البيت أصبحوا يعاملوا الفتاة بطريقة سيئة حتى أن الفتاة تفكر في الانتحار.*

الجواب: هذا حقيقة عدم تفطن من قبل الولي.

ولي الأمر يجب أن يفهم ويقدر وأن يعمل بالأصلح الذي يراه.

وهنالك أشياء تستغرب وتقول: *رحم الله الآباء والأجداد، مع أنهم كانوا غير متعلمين إلا أن الله تعالى رزقهم فطنة.*

قال تعالى: *{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص : 26].*

لما جاءه قال: *قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ.*

والله الذي لا إله إلا هو إحدى ابنتيه هاتين هي التي قالت استأجره،
فهذا الأب الذكي، هذا الأب الذي عنده فهم ، فقالت يا ابت استأجره، علم أن لها ميلا له.

فحتى ما يسترسل الشيطان بينهما، وأنى له ذلك وهو كليم الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، لكن فهم ابو البنت فقال أني أريد ان انكحك.

*بنتك تدندن حول شاب، والشاب صاحب ديانة ، لماذا ترفضه؟*

ثم تقول لك بنتك إني أريد أن انتحر.

هل تعلمون أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال فيما ثبت عنه في سنن ابن ماجه قال: *لم ير للمتحابين مثل النكاح.*

يعني أنت تعلم أن ابنتك تميل لابن عم او لابن خالة او لابن خال او لابن الجيران، والرجل شاب طيب ، لكن المُربي ينبغي لما يُربي
أن يرعى حال المَُربى، وليس حالك، لما تُربي ربِّ ولدك لزمنه وليس لزمنك.

الواحد يكون شبعان وعنده زوجة و عنده كل الحاجات ملباة، لكن لما يريد أن يعامل ولده أو ابنته يعاملها بحاله وهذا خطأ كبير.

البنت اذا كانت متزوجة ثيب فقد ثبت في صحيح مسلم حديث عبدالله بن عباس – رضي الله تعالى عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : *الثيب أحق بنفسها*.
وفي رواية *الأيم أحق بنفسها من وليها*.

إذا كانت المرأة ثيب وجاءها صاحب الدين وصاحب الخلق هي أحق بنفسها.

يحرم عليها عند جمهور العلم أن تزوج نفسها بنفسها ولا بد من ولي لها ولكن لا يجوز للولي أن يصادر رأيها، وأن لا يقبل ولا يوافق على اختيارها، إلا بسبب شرعي معتبر، *فما لم يحصل السبب الشرعي المعتبر فالأصل فيه القبول ، فهي أحق بنفسها منك.*

عندنا اليوم المطلقة أو من مات زوجها فهذه كأن النكاح في حقها حرام، وحاجة المرأة المطلقة لزوج أشد من حاجة البكر للزوج.

بالتالي: هذا الذي جاءه الزوج والزوج كان سوريا، فما الذي يعيب السوري.

في النظرة الحضارية القديمة ،
أين الشامي من العراقي؟

أيهما أعلى حضارة؟

أين السوري من الأردني؟

فالحضارة البعيدة في عمق حضارتنا وعلمائنا،.

فكان العراقي أكثر الناس متعة وأعلى الناس رتبة وأكثر الناس غنى، ثم بعده يأتي السوري.

*فالشاهد – بارك الله فيكم – إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، الإنسان لا يُرد لأنه مصري، ولا يرد لأنه سوري، ولا يرد لأنه عراقي، لا يرد لهذا السبب،

لا ينظر لهذا لكن هي تُخير، إن قبلت طيب، ما قبلت الأمر إليها، ليس لي أن أجبر مُوليتي على أن تتزوج.*

أنا لو جائني مثلا إنسان مصري أو إنسان عراقي ، أنظر لدينه وخلقه
” إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه .”
ثم أخير ابنتي، فإن قبلت يجب أن أقبل، وإن هي تقول أنا لا أستطيع ، أنا يا والدي لي أشياء ما أستطيع فهذا شأنها ، فلك أن تُظهر القبول ثم تُخير.

*أما هذه النظرة الجاهلية التي عند الناس أنه بمجرد كذا لا يزوج، هذه ليس صحيحا، هذه ليست نظرة شرعية، النظرة الشرعية تنظر إلى الخلق وأن تنظر إلى الدين.*

والله تعالى أعلم.

⬅مجلس فتاوى الجمعة.

6 رجب 1439 هجري.
3-23- 2018 إفرنجي.

↩رابط الفتوى:

السؤال الرابع: فتاة تريد الزواج من شاب سوري، وأهلها رفضوا لأنه سوري، والبنت تريد الشاب، وأهل البيت أصبحوا يعاملوا الفتاة بطريقة سيئة حتى أن الفتاة تفكر في الانتحار.


⬅خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

⬅للإشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor