*السؤال الثالث والعشرون: أخت تسأل وتقول: دعاني أخي لحضور عرسه وأنا لا أريد حضور العرس*.
مداخلة من الشيخ: طبعا ما تسأل عن القطيعة، من جراء هذا الأمر.
يتصل بي واحد ميكانيكي بالتلفون -ويا ليتني ما رددت عليه- يقول: أنا سيحضر أخوي من الإمارات وعنده غنى وعنده سيارة فارهة، وأنا خجلان أن آخذ منه فلوس، قال: أريد أسرق قطعة من سيارته هل يجوز؟
لا إله إلا الله.
هذا الأخ مع أخيه قال: أنا خجلان آخذ منه فلوس، أريد أفتح السيارة وآخذ قطعة بدل أجري يجوز ؟
هذا حال الأخ مع أخيه،
*تكملة السؤال: تقول الأخت: دعاني أخي لحضور عرسه وأنا لا أريد حضور العرس، السبب أن هناك فيه رقص ومنكرات وكشف عورات، وإن لم أذهب فإن أخي سيخاصمني أنا وزوجي، أفيدوني.*
الجواب: جزاها الله خيرا هذه الأخت.
هناك رواية عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وكلنا يحفظ حديث *من دعي فليجب* كلنا يحفظ الحديث.
حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها”.
أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
وفي لفظ متفق عليه “أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها”. قال: وكان عبد الله يأتي الدعوة في العرس وغير العرس ويأتيها وهو صائم”.
وفي لفظ لمسلم وأبي داود “إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرساً كان أو نحوه”.
هل كل وليمة يدعى إليها المسلم يجب عليه الوفاء؟
الجواب: قطعا لا، لو كل دعوة يجب على المسلم أن يفي بها؛ لدخل شيء من الضيق والشدة على الناس.
هناك حديث فيه زيادة *من دعي إلى وليمة عرس فليجب*، فمن حق أخيك في وليمة عرسه أن تجيبه.
فيا أختي اذهبي للوليمة والعادة في أعراسنا ما تكون المنكرات في الوليمة، *وأما إذا كان هنالك منكر في الوليمة فلا تذهبي.*
أما إذا ما رأيت منكرا في الوليمة فاذهبي أو لا تقطعي أخاك واذهبي إليه فيما بعد وهنئيه، وأنت الآن في موقف ضعف، وأنت مخطئة، فأنت الواجب عليك منذ البداية لما تعرفي أن العرس فيه كذا وكذا؛ أنت تبادرين بالنصيحة وتبادرين بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر، ثم يصبح هؤلاء يطمعون منك ألا تجيئي.
بعض أقاربي من رحمي دعاني لجاهة ولده للزواج.
قلت: فيه غناء.
قال: طبعا.
قلت: ترى إذا سمعت غناء، سأدخل على النساء وأغمض عيني وأغض بصري، وأتكلم وأعظ.
قال: لا لا لا لا تجيء .
إذا الآن تريد أن تخرب علينا لا تجيء.
فأنتِ لو صنعت مثل هذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، فعلى أقل الأحوال بركة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يجعلك تؤاخذين بالغياب عن العرس.
قال علماؤنا -وهذا من دقيق فقههم ومن دقيق تفريقهم-، قالوا: *من ذهب لتشييع ميت ورأى منكرا، لا يرجع يبقى في التشييع، وقالوا: من ذهب لتهنئة عرس فرأى فيه منكرا؛ فعليه أن يرجع.*
قالوا: ما الفرق؟
قالوا: في العرس حق للحي، وفي التشييع حق للميت.
فإن رأيت منكرا لا ترجع لأنه حق للميت، فأنت لا تذهب من أجل الأحياء، فلما تذهب ؟
من أجل الصلاة على الجنازة .
من أجل الحي أم من أجل الميت؟
من أجل الميت.
فإن رأيت منكرا هل ترجع ؟
لا.
أما في العرس أنت تذهب من أجل من؟
تذهب من أجل الحي.
فإن رأيت منكرا فالواجب عليك الرجوع.
*فأنتِ يا أختي كوني فاعلة، كوني آمرة، كوني ناهية عن المنكر، لا تكوني سلبية.*
*سؤال من الحضور: ماذا لو كان في الجنازة منكرا والميت يقر هذا المنكر قبل وفاته؟*
الجواب: إذا كان الميت هو الذي وصّى بهذا فهذا من أهل الضلال ومن أهل الفساد ومن أهل البدع، واحد ميت أوصى ببدعة، مثلا تضرب عِدة، ويضرب غيرها من الأمور، فهذا الأصل إن مات من أهل البدع وهذا حاله ألا تحضر جنازته، الأصل فيمن مات على هذا لا حرمة له، حرمة المسلم في تمسكه بكتاب الله وبسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- بإصلاح ظاهره وباطنه فإن اشتد إصلاحه بمقدار إصلاح الظاهر والباطن تشتد حرمة المسلم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
١٤ ذو القعدة – ١٤٣٩ هجري.
٢٧ – ٧ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
السؤال الثالث والعشرون: أخت تسأل وتقول: دعاني أخي لحضور عرسه وأنا لا أريد حضور العرس
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام.
http://t.me/meshhoor