*السؤال الأول:*
*إخواننا في ماحص -نسأل الله أن يحفظنا وإياهم- يسألون عن وثيقة، سموها وثيقة شرف، وثيقة أهالي محاص، ابتدؤوها بقوله تعالى: «شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ»، ونصها: نحن الموقعون أدناه أهالي ماحص إيماناً منا والتزاماً بمبادىء الشريعة الإسلامية الغراء والنهج النبوي الشريف؛ ارتأينا أن نؤسس هذه الوثيقة للحفاظ على هذا الوطن العزيز ومقدراته، ولتخفيف الأعباء المالية التي باتت تثقل كاهل المواطن، بسبب أعراف وعادات خاطئة سادت المجتمع الأردني في مناسبات العزاء.*
مداخلة من الشيخ: لم تسد فقط في المجتمع الأردني، بل سادت في غيره من البلدان، نحن في جنة على ما يقع بيننا، ولما زرت إخواني في *الكرك*، يقولون: من يموت أقل عزاء يكلف من عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف، حتى أن بعضهم قال -وصدق فيما قال-، قال: *عندنا تبعات الوفاة أشد علينا من الوفاة.*
فإخواننا في *السودان* عزائهم أربعين يوما، ويجتمع القاصي والداني.
تكملة السؤال: *يقول أخونا في الوثيقة أن: العزاء يكون في اليوم الأول بعد صلاة العصر إذا كان الدفن ظهرا، أو بعد المغرب إذا كان الدفن عصرا، راجين عدم عودة المشيعين من أهالي ماحص إلى بيت العزاء.*
الجواب: العزاء في الشرع لم يحدد في زمان ولا مكان.
(ولا عزاء فوق ثلاث) *حديث لا أصل له،* الحديث الشائع بين الفقهاء وبين الناس الذين يزعمون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا عزاء فوق ثلاث، وهذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح.
فالعزاء مطلق.
ماذا يعني مطلق؟
يمكن أن تلقى أخاك بعد سنة كيف حالك أبو فلان، كيف والدك؟
يقولك لك: والله والدي مات.
تقول له أنت: عظم الله أجركم، كيف ابنك؟
قال: رزقه الله بزوجة صالحة.
تقول له: مبارك.
تلتقي معه بعد فترة تعزيه، العزاء في الشرع لم يحدده لا بزمان ولا بمكان.
ماذا يعنى بمكان؟
يوم وفاة والدي كان عندي درس يوم الثلاثاء في صحيح البخاري في هذا المسجد فدرَّست، وجاء إخواني من الكرك يعزونني في المسجد وتم العزاء، فالعزاء لا يلزم منه مكان معين.
السائل: *يكون العزاء في اليوم الثاني والثالث بعد العصر للرجال والنساء، يعد الطعام في اليوم الأول لذوي المتوفى فقط، وللضيوف من خارج ماحص.*
الشيخ: هذا البند طيب.
ما هو البند؟
أن الذي يموت له عزيز يطعِم أم يُطعَم؟
يُطعَم: أي يصنعون الطعام لأهل الميت.
ويطعم من أجل المواساة، فالطعام مشروعا لمن؟
فالنبي صلى الله عليه وسلم لما مات جعفر قال: *«اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا».*
ما قال: اصنعوا لقريش.
نحن نقول: اصنعوا لقريش طعاما في أيامنا هذه، لا نقول اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، بل نقول اصنعوا لقريش طعاما، نصنع لكل العائلة، وهذا خطأ، وتدرون وللأسف من الذي يأكل؟!
كل الناس إلا من صنع الطعام من أجلهم، هؤلاء لا يأكلون، أنت مطلوب منك أن تصنع الطعام وأن تؤاكل ، فتواسيهم وترفع الحزن عنهم.
لكن الآن الضيف الذي يأتيك من خارج البلاد ماذا تفعل؟
تداخلت الأحكام، إكرام الضيف سنة، فأنا لو صنعت طعاما لمن جائني، وفي عادتي في غير مناسبة الوفاة اصنع الطعام لمن جائني فهذا إكرام ضيف، وهذا أمر لا حرج فيه، إذا جائني إنسان لأجل وفاة والدي من مكان بعيد، من بلد إلى بلد، فأنا أكرمه وعادتي أن أكرمه، فلا حرج في الإكرام، والله يشهد ويعلم من قلبي أنني لا أريد شيئاً من أجل الميت، وإنما أريد إكرم الضيف.
تكملة السؤال: *إفساح المجال للسلام على أهل المتوفى في المقبرة للضيوف من خارج ماحص، باعتبارهم ضيوف على جميع أهالي محاص، وإلغاء العادات التي تشمل الغداء وعشاء الأسبوعية والأربعينية، واختصار الضيافة على القهوة العربية والماء.*
الشيخ: على كل حال فيها ولها، وأن نخفف الأعباء على أهل المتوفى وأن نحيي السنة بإطعام أهل الميت، ونقضى على البدعة في الإطعام في مناسبات بأن لا نتشبه بأهل الكتاب، كإحياء ما يسمى عند الناس بفك الوحدة أو يوم الأربعين أو الذكرى السنوية، وتجديد الأحزان ولا سيما في الأعياد فهذه كلها من البدع، نسأل الله جل في علاه العفو والعافية.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
٢٨ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
١٠ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?
⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام* http://t.me/meshhoor
⬅ للاشتراك في *الواتس آب*
+962-77-675-7052