السؤال الثامن: شخص أصيب بورم سرطاني في الفخذ، ولما دخل المستشفى قال له الطبيب: إما أن نبتر رجلك وتشفى -بإذن الله-، وإما أن نستأصل الورم ولكن بعد ثلاثة شهور سيرجع لك الورم، ولكن أكثر بثلاث أضعاف مما هو عليه اليوم، وممكن أن تموت

السؤال الثامن: شخص أصيب بورم سرطاني في الفخذ، ولما دخل المستشفى قال له الطبيب: إما أن نبتر رجلك وتشفى -بإذن الله-، وإما أن نستأصل الورم ولكن بعد ثلاثة شهور سيرجع لك الورم، ولكن أكثر بثلاث أضعاف مما هو عليه اليوم، وممكن أن تموت.

الجواب: انتبه معي الآن حتى أُؤَصِّل لك أصلًا وتبني عليه، ويبدو في الأصل التعارض، وإذا نوعنا زال التعارض.

النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “عباد الله تداووا، فإن الله تعالى ما أنزل داءً إلا وجعل له دواءً”.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “سبعون ألفاً يدخلون من أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب”، وفي رواية صحيحة: ومع كل واحد منهم سبعون ألفاً، وذكر من صفاتهم صلى الله عليه وسلم فقال: لا يتداوون.

في الحديث الأول عباد الله تداووا -أمر-، والأمر يدل على الوجوب.

والحديث الثاني من شدة توكلهم على ربهم لا يتداوون، فكان مآلهم دخول الجنة دون عذاب ولا حساب.

قال علماؤنا: المرض على أقسام:
فالمرض المهلك يجب دفعه بالتداوي على وجه الوجوب.

يعني هذا الذي يسأل إذا ما بترت قدمه مات، نقول له: يجب عليك أن تبتر قدمك، ندرأ بالمفسدة الصغرى المفسدة الكبرى، بتر القدم مفسدة صغرى، والموت مفسدة كبرى، فلما يتعارضان ندرء بالمفسدة الصغرى المفسدة الكبرى.

هل على هذا نص؟

الجواب: على هذا نصوص.

أما قوله “لا يتداوون” فهذا فيما لا يُهلك، يعني إنسان أصابه رشح مثلاً، يمكث أسبوعاً ثم يهدأ، فهل يجب عليه أن يأخذ الدواء؟

لا يجب.

فإن ترك الدواء، ولا يضرر بنفسه، ولا يضرر بمن يعول، مثل إنسان مرض فجلس عن العمل، فضرر أهله بعدم النفقة عليهم، فيجب عليه التداوي.

لكن إنسان مرض مرضا فهو لا يعرض نفسه للهلاك، ولا يضرر من يعول؛ مثل مرض صغير قصير المدة، أو مرض لا يمنعه من العمل، وتَرك التداوي فلا حرج في ترك التداوي.

إن كان تركك للتداوي من باب التوكل على الله، وترى أن لك في حال ضعفك مسكنة زائدة مع الله وتضرع، فالمريض يشعر بضعفه، والضعيف إذا ابتهل ودعا الله عز وجل، يدعوه بقلب منكسر، يدعوه بمسكنة.

لذلك، لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم “من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة”؟

فهذا يكون في طريق الموت وعلى فراش الموت، والشهوات تعطلت، والفزع واللجوء إلى الله حاصل، فلو أن العبد قال هذه الكلمة وهو على هذا الحال في غير فراش الموت فله الجنة، لكن أنَّى يكون للعبد هذا الحال وهو في قوته وشهوته وآماله لا تغيب عنه.

لذا كان قول العبد وهو في فراش الموت له صورة لا يمكن أن تتكرر، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة” -بالحال التي هو عليها-.

فالشاهد أن هذا الإنسان الذي يسأل وتولد وفاة ، إذا الأطباء جعلوا احتمالًا غالبًا للوفاة، فيجب على العبد أن يمتثل في بتر القدم.

والله تعالى أعلم.✍?✍?

? مجلس فتاوى الجمعة

      ٢٠ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
      ٣١ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي
رابط الفتوى

السؤال الثامن: شخص أصيب بورم سرطاني في الفخذ، ولما دخل المستشفى قال له الطبيب: إما أن نبتر رجلك وتشفى -بإذن الله-، وإما أن نستأصل الورم ولكن بعد ثلاثة شهور سيرجع لك الورم، ولكن أكثر بثلاث أضعاف مما هو عليه اليوم، وممكن أن تموت


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052