السؤال الرابع: ماهي مراحل ووسائل التأديب والتربية للأبناء بعد بلوغهم التكليف الشرعي، ومتى يحق لي أو يجب علي طردهم من البيت، ومنع الإنفاق عليهم، أم هل نصبر عليهم لو أنهم فرطوا في بعض أو جميع أركان الإسلام؟

السؤال الرابع:
ماهي مراحل ووسائل التأديب والتربية للأبناء بعد بلوغهم التكليف الشرعي، ومتى يحق لي أو يجب علي طردهم من البيت، ومنع الإنفاق عليهم، أم هل نصبر عليهم لو أنهم فرطوا في بعض أو جميع أركان الإسلام؟

الجواب:
موضوع التربية موضوع مهم، والسر في النجاح في التربية، ان تكون أنت قدوة لهم، وأن يحبوك وأن تتربع في قلوبهم، بعض الآباء التربية عنده صراخ وشتم ولعن وبهدلة، ويقول لك: أنا ربيت أولادي، أنت تحتاج أن تربي نفسك قبل أن تربي أولادك، إذا هذه هي طريقة التربية عندك، يجب أن تربي نفسك، وتحفظ لسانك، بعدها تربي أولادك، وفاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكن لوالد أن يربي أولاده ويستجيبون له، -إلا إن شاء الله تعالى بتوفيق منه ورحمة، -والوالد فاقد التربية.
فالمفتاح في موضوع التربية، لأن تربية الأولاد دعوة إلى الله في ساحة مكشوفة، ما يحتاج معها بلاغة كلام.
فخطيب الجمعة، والمعلم، والمدرس إذا أوتيا نصيبًا من علم أو بلاغة أو بيان أثروا في الناس.
لكن التربية في الساحةالمكشوفة التي تعيش فيها، لا تكون باللسان، إنما تكون بالأعمال، إنما تكون بالقدوة.
فأنت أعد برمجة طرقك بداية، ربِّهِم بالقدوة، والقدوة تكون منك ومن أمهم، ثم تتحبب إليهم، وتربع في قلوبهم، ليسمعوا كلامك، ثم كلامك يكون فيه شفقة.
ثم أن الله -جل في علاه- حباك وخصك بدعاءٍ لأولادك.
فدعاء الوالد لأولاده مستجاب.
من أحوج الأولاد للدعاء؟
أكثرهم بعدًا، وأكثرهم شرودًا.
تبتل إلى الله بالدعاء، ثم الصبر، تصبر، لا تتعجل النتائج.
فإذا كنت أنت على طريق غير مستقيمة ثم اهتديت، فرَأَوا منك سابقا القدوة بالشر، فالهدم ثم البناء، وإزاحة الأنقاض أمر يحتاج لوقت.
فأنت إن رأيت قصورًا في نفسك يا أيها السائل والمربي، إذا أردت أن تغير هذا القصور، كم تحتاج لوقت؟
فانظر إلى حال الأولاد، ثم أنت أيها الوالد، نسأل الله أن يحفظك ويحفظ أولادك، أنت رَبِّ أولادك مراعيًا حالهم ووقتهم، ولست مراعيًا حالك ووقتك.
أنت عندك زوجتك، ولعلك كبرت، والشهوة في حقك ضعيفة بسبب كبر سن أو لوجود الزوجة.
وهم ليسوا كذلك، فلا تقسهم على حالك، راعِ حالهم، وراعِ ضعفهم.
وامشِ مع ضعفهم، ولا تيأس.
ومن أهم أسباب التربية الصحبة الصالحة، اصنع لأولادك بيئة صالحة.
ومن أهم أسباب التربية أن تجهد أن تربطهم بالمسجد وبالقرآن.
فمن بركات المسجد أنهم يجدون شبابًا بعمرهم، ولذا الوالد الذي له أولاد، ولا يأتي بهم إلى المسجد مجرم في حقهم، هذا أب مجرم.
الوالد متى بلغ ولده، وأصبح فيه شيء من الرجولة، وبدايات البلوغ، ليكن في المسجد، والله -عزوجل- يحفظه.
ومن جلس في المسجد، وجلس فيه كحالنا الآن، كما يقول سلمان -رضي الله تعالى عنه-: (من جلس في بيت الله، فهو زائر على الله).
وحق على المزور أن يكرم زائره.
فأسأل الله أن يكرمنا، وأن يكرم أخانا السائل، بأن يصلح ذريته، وأن يصلح أولاده.
نسأل الله أن يصلح ذرياتنا جميعًا.

٢٨ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
٧ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال الرابع: ماهي مراحل ووسائل التأديب والتربية للأبناء بعد بلوغهم التكليف الشرعي، ومتى يحق لي أو يجب علي طردهم من البيت، ومنع الإنفاق عليهم، أم هل نصبر عليهم لو أنهم فرطوا في بعض أو جميع أركان الإسلام؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052