السؤال السادس عشر : ما قولكم فيمن يقول إنه: لا يجوز قراءة السجدة في صلاة الفجر يوم الجمعة في كل جمعة، لكي لا تصبح واجبًا على الناس، وهل يُسَنُّ للإمام التكبير عند ورود السجدة؟

السؤال السادس عشر :
ما قولكم فيمن يقول إنه: لا يجوز قراءة السجدة في صلاة الفجر يوم الجمعة في كل جمعة، لكي لا تصبح واجبًا على الناس، وهل يُسَنُّ للإمام التكبير عند ورود السجدة؟

الجواب:
أولًا : هذه مسألة ذكرها *الزكي المنذري*، ونقلها عن شيخه *القرافي*.

الناس في مصر- وذكرت هذا في كتابي “القول المبين في أخطاء المصلين”- يظنون أن صلاة الفجر يوم الجمعة في الركعة الأولى ثلاث سجدات، ومن لم يسجد للتلاوة فهذا صلاته باطلة، ولا يفرقون بين سجدة التلاوة وسجدتي الفجر.

فقال *المنذري* -رحمه الله- وذكرها عن شيخه *القرافي*: يُسن للإمام أن يترك السجدة؛ حتى يفهم الناس متى هو سجد إنما كان لأجل قراءة الآية التي فيها سجدة، وليس لثلاث سجدات في فرض الفجر، وذكر هذا جمع منهم *ابن قدامة* في *”المغني”*، وغير واحد.

فالإمام متى رأى أن الناس يوجبون السجدة الثالثة، فيترك السجدة بين الحين والآخر.

وهنا مسألة، وذكرها *ابن حجر* في *” فتح الباري”* -رحمه الله تعالى- قال الغالب في هديه -صلى الله عليه وسلم-؛ هو الغالب في هدينا، والمغلوب في هديه -صلى الله عليه وسلم-، هو المغلوب في هدينا .

تأمل معي، والكلام دقيق.
النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسجد، لكن هل ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسجد عندما قرأ سورة السجدة في صلاة الفجر ؟

الأصل أن من قرأ سجدة أن يسجد، لكن الحديث الذي فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسجد فيه للسجدة عند *الطبراني* في *”الصغير “*
من حديث علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الصبح في تنزيل السجدة.
_والحديث ضعيف._

هذا لا يمنع أن نسجد، لأن الأصل أن من قرأ سجدة أن يسجد.

لكن الشاهد ثبت في *”موطأ الامام مالك”* -رحمه الله- من حديث رقم (492):
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَرَأَ سَجْدَةً ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَنَزَلَ فَسَجَدَ ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ ، ثُمَّ قَرَأَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى؛ فَتَهَيَّأَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ ، فَقَالَ : *عَلَى رِسْلِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكْتُبْهَا عَلَيْنَا ، إِلَّا أَنْ نَشَاءَ، فَلَمْ يَسْجُدْ، وَمَنَعَهُمْ أَنْ يَسْجُدُوا.*

فالناس تبع للإمام، فلو أن الإمام قرأ وما سجد، لا حرج، فالإمام إن سجد سجدنا، وإن لم يسجد لم نسجد.

فيمكن للإمام أن يقرأ السجدة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قرأها ولكن له أن لا يسجد، فإذا أنت صليت خلف إمام قرأ السجدة ولم يسجد؛ فلا تسجد، حتى يتعلم الناس أن صلاة الفجر ليست في الركعة الأولى ثلاث سجدات، وإنما سجدتان.

فالتدابير من قبل الإمام أمرها سهل.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة:

٥ محرم – ١٤٤٠ – هجري.
١٤ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال السادس عشر : ما قولكم فيمن يقول إنه: لا يجوز قراءة السجدة في صلاة الفجر يوم الجمعة في كل جمعة، لكي لا تصبح واجبًا على الناس، وهل يُسَنُّ للإمام التكبير عند ورود السجدة؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب:
+962-77-675-7052