السؤال العشرون:
رأيت رجلا يلبس ثوبا.
فقلت له: ما شاء الله هذا لباس السّنّة.
فقال لي: إن الرسول عليه السلام كان يلبس لباس قومه، ولم يغير من لباسه، وكان قومه ملتحين، وبقي كما هو.
فقلت له: هذه السنة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها.
فقال : لا، عندنا الناس الآن يلبسون البنطال ويجب أن نلبس مثلهم.
الجواب:
أولًا: موضوع اللحية ورد فيه أحاديث صحيحة منها ما رُوي عن عبيد الله بن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ” جَاءَ مَجُوسِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَعْفَى شَارِبَهُ وَأَحْفَى لِحْيَتَهُ فَقَالَ : ( مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ ) ، قَالَ: رَبِّي ، قَالَ : ( لَكِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُحْفِيَ شَارِبِي وَأُعْفِيَ لِحْيَتِي ) .
أخرجه ابن أبي شيبة في “المصنف” (7/ 346) مرسلًا، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في “تخريج فقه السيرة” (ص359).
فالقول بأن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان ملتحياً؛ لأنه بين قوم ملتحين، ولو كان في زماننا لكان النبي – صلى الله عليه وسلم- ليس له لحية؛ فهذا قول باطل.
الرجل يحب المرأة لِدلِّها ونعومتها، والمرأة تحب الرجل لخشونته ولحيته.
وكانت عائشة رضي الله عنها تقول والذي زين الرجال باللحى .
فإذا خرجت امرأة قد تغير مزاجها…
وتغيرت الموازين والقيم فهذا شأنه وهذا من الفساد الذي
طرأ عليه.
فاللحية واجبة على أرجح الأقوال.
أما اللباس فكان الرجل الأعرابي يدخل ويقول: أيكم محمد صلى الله عليه وسلم؟
فكان النبي صلى الله عليه وسلم ليس له لباس خاص .
اللباس يخص كيفية ستر العورة، العورة أن تستر سترا صحيحا، اِلبس ما شئت، اللباس أنت فيه بالخيار، لكن طريقة ستر العورة في اللباس هي التي تختلف.
رجل لابس بنطالا ضيقا، هذا ساتر عورته أم ليس بساتر عورته؟
ليس بساتر عورته.
واحد وهو ساجد كل شيء ظاهر، لكن مغطي بالبنطال، هذا ليس ساتر عورته،
ولذا البنطال – نحن ما زال فينا بقية خير – لله الحمد والمنة-:
لو أن امرأة لبست البنطال وصلّت، هل صلاتها صحيحة؟!
لا ليست بصحيحة.
كنت أدرِّس في إندونيسيا في جامعة من الجامعات، وأمامي أناس عددهم كبير، بعد المحاضرة سُئلت فتكلمت بشيء من هذا، فجاءتني أسئلة ما رأيت أسئلة مثلها، طاولة مليئة بالأسئلة، ومعظمهما أسئلة عن البنطال، أخواتنا الجالسات وأنا أدرّس يلبسن اللباس الشرعي، وفي أثناء الدرس خلعوا اللباس الشرعي، صارت البنت أمامي بشعرها لابسة القميص النصف الكم.
فلما تكلّمتُ وبيّنتُ أن هذا حرام، تبين لي أنهم يعتقدون أن هذا لباس فقط للصلاة، والمرأة بعد الصلاة لها أن تفعل ما تشاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعضهم يقول: الرجل يلبس البنطال، لماذا نحن لا نلبس البنطال؟
الرجل يصلى بالبنطال، لماذا نحن لا نصلّي بالبنطال؟
مواصفات ستر الدبر بين الذكر والأنثى الأصل أنهما سِيّان في ذلك، الأصل هذا ستر وهذا ستر.
فالشاهد:
الأصل في لباس المرأة ولباس الرجل أن يكون ساترا، ولا يُحجِّم العورة، ثم بعد ذلك كيف تلبسون ؟
هذه في الجزائر، وهذه في الهند، وهذه في المملكة العربية السعودية، وهذه في الأردن، كل واحد يتخذ له لباسا، هذا الأمر واسع، لكن العبرة أن يكون اللباس ساترا العورة.
ممكن تلبس وتنظر في المملكة العربية السعودية: ترى عباءة من فوق إلى أسفل، وهذا الأقرب، لكن تنظر في الجزائر: تجد شيئا آخرَ، اللباس يختلف، لكن صفة اللباس واحدة؛ أن لا يُحجّم العورة، وأن لا يَشِف، وأن لا يَصِف، وما شابه.
لذا قال ولد لابن الزبير لأمه أسماء، وقد أهداها ثوبا من كازاخستان ، وهذا الثوب خفيف المحمل، وكانت امرأة قد كبرت وأضرت (أصبحت عمياء) فلما أهداها إياه رمته.
فقال: يا أمّاه: إن هذا الثوب يستر. فقالت أسماء – رضي الله تعالى عنها-:
يا بنيّ: إنه يحجم العورة، فإن كان لا يشف فهو يصف، هكذا قالت.
يعني يستر البدن وهو ثوب رقيق ولا يشف ما تحته، إلا أنها قالت عنه يصف.
ماذا يعني يصف؟
يعني يُحجّم العورة.
تحجيم العورة حرام، ولباس المرأة وهو يشف حرام أيضا.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:
٢٥ – مُحَــرَّم – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
٥ – ١٠ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.
↩ رَابِــطُ الْفَـتْــوَىٰ:
⬅ خِدمَةُ الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):
http://t.me/meshhoor
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):
+962-77-675-7052