السؤال الرابع والعشرون: ما هو موقف طالب العلم أمام السياسة وما يحصل في بلاد الإسلام من تغيّر في هذه الأيام؟

السؤال الرابع والعشرون:

ما هو موقف طالب العلم أمام السياسة وما يحصل في بلاد الإسلام من تغيّر في هذه الأيام؟

الجواب: الذين يتكلمون في السياسة ويغوصون فيها يقعون في ضلال.

فكم من متكلم في السياسة مرة، ومرتين ، وعشرًا ، وعشرين ويخطئون، ويبقون مدمنين على الكلام في السياسة.

أفهم ما يجري في الكون وفق سنن الله فيما ذكر الله تعالى في كتابه، وفيما ذكر النبي _ صلى الله عليه وسلم _ في أحاديثه.

فالذي يجري إنما هو من جراء أعمالنا: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى:٣٠].

الواجب علينا أن نغير أنفسنا؛ ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾[الرعد:١١].

وهذه الآية وما قبلها وما بعدها ذكر الله تعالى سننًا كونية، فهذه سنة كونية لله تعالى.

فالانشغال بالسياسة وتفاصيلها، فهذا له دَهانِقَتُها، وله تخصص وما شابه.

الواجب علينا أن نعلم ماذا يجري معنا، وأن نحذر أمتنا والناس حولنا من المزالق والمخاطر التي تُصنع لهم، وأن يحافظوا على دينهم.

وأما تفاصيل هذه الأحداث فهذا أمر ليس بحسن، ولا سيما من قبل خطيب الجمعة.
خطيب الجمعة إذا بقي يتكلم في السياسة، وخرجت الأشياء على خلاف قوله؛ ماذا يصبح موقفه؟

مثلما طلع مرة واحد، وقال على المنبر: صدام منصور من أربعين وجه، فبعضهم حلقوا لحاهم، وأرسلوها في الرسائل، قالوا له: (هذه اللحى ،تبنا إلى الله -عز وجل-لأن الناس يعتقدون أن كلام الخطيب هو كلام الشرع، وهو يمثل الشرع، فإن أخطأ فيشكّون في الشرع، لا يقولون فلان أخطأ، يقولون الشرع أخطأ.

وهذه مصيبة من المصائب، وهذا مزلق من المزالق، والتضخم في العمل الإسلامي في السياسة تضخم سيء وليس بحسن.

فالواجب ولا سيما على الخطيب وهو على المنبر: أن لا يتكلم إلا بالشرع والحقائق الشرعية.

يعني مثلًا -وكتبت هذه في مقدمتي لكتب (الشيخ أبي إسلام) أسأل الله له الرحمة-
،ونقلت كلاما (للعز بن عبد السلام) : أن الخطيب لا ينبغي أن يتكلم وهو بعيد عن الناس، لكن لمّا يتكلم ويريد أن يقرب الناس، ينبغي أن يعتمد على أصول ثابتة، وليس فيها شك.

يعني مثلًا الناس يعتقدون نصرًا، وسنة الله عز وجل أن النصر غير متحقق، أنا كخطيب أخطب عن غزوة احد اذا رأيت عدم تحقق نصر يتعجله المتحمسون ، يوجد في السيرة النبوية كل ما يلزم الناس، والذكي الذي يستطيع أن ينقل الناس من خلال النصوص الشرعية، من خلال السيرة النبوية، من خلال الحديث النبوي، فيعدل على الناس ما يتوهمونه وما يتصورونه، وما ابتعدوا فيه عن سنة الله تعالى في التغيير، ولكن أن تسمع وأن تفهم وماذا يكاد للإسلام هذا أمر حسن، ولكن لا تُشغل الناس إلا بالحقائق الشرعية.

والله تعالى أعلم.

⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:

٣ – صفر – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
١٢ – ١٠ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.

↩ رَابِــطُ الْفَـتْــوَىٰ:

السؤال الرابع والعشرون: ما هو موقف طالب العلم أمام السياسة وما يحصل في بلاد الإسلام من تغيّر في هذه الأيام؟


⬅ خِدمَةُ الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):

http://t.me/meshhoor

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):

+962-77-675-7052