السؤال الأول: أخ يسأل يقول من الشبه التي يلقيها الأشاعرة على شباب أهل السنة أن السلفيين يقبلون التأويل في آيات المعية، {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد : 4]
ولا يقبلون التأويل في آيات الإستواء، {الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ} [طه : 5] ويقولون أيضاً كما أن المذاهب الفقهية الأربعة فالمذاهب العقدية ثلاث: (ماترودية، وأشاعرة، وسلفيين)، نريد منك رداً مبسطا على هذه الشبهة؟
الجواب: المقصود من الأخ الرد السهل، وليس الرد المبسط فالمبسوط هو الطويل.
{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ } [الحديد : 4]
ماذا تفيد لغة؟
لما تقول مشيت مع القمر هل القمر جزء منك أم أن القمر خارج عنك؟
خارج عنك ، فنقول إن القمر معنا وهو في السماء.
ولذا نجري آيات المعية على ظاهرها،ونقول هو معنا حقيقة،وهو في السماء فوق كل شيء،فهي معية تليق بالله،خاصة به.
وقول الله عز وجل ”
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ”
[الفتح : 29]
الذين آمنوا معه؛ هل هم في داخله معه؟ !!هل نحن ممن آمن معه؟
نرجوا الله.
فلا يلزم ممن آمن معه أن يجتمعوا لا في مكان ولا في زمان.
فإذا قلنا :قوله تعالى “وهو معكم أينما كنتم”؛ نحن نفهمها فهما صحيحاً دون تأويل .
فلا يلزم من قول الله عز وجل “وهو معكم أينما كنتم”؛ أن يكون رب العالمين مختلط بالخلق (والعياذ بالله )فهذا لا توجبه اللغة.
فالمعية أبداً لا تلزم أن يكون الله تعالى فينا، وكما يقول بعض أهل وحدة الوجود-نسأل الله العفو والعافية- يقولون ربنا عز وجل فينا، وكان بعضهم يضم الجُبة، ويقول: ما في الجبة إلا الله، أعوذ بالله.
فهذه الآية نفهمها على وفق اللغة وتلك الآية نفهمها على وفق اللغة، فهذا ليس تأويلا، فهذا الفهم لـقول الله عز وجل “وهو معكم أينما كنتم” ليس تأويلا، هذا فهم صحيح شرعي وفق اللغة العربية.
وقول الله عز وجل: “الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى”
فاسأل به خبيرا.
من أعلم الناس بالله عز وجل؟
الله عز وجل.
ثم أعلم الناس بالله من؟
الأنبياء.
“سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} [الصافات : 180-182]
أثنى الله بعدها على من؟
على الأنبياء
لماذا؟
لأن أعلم الناس بالله الأنبياء.
ولذا كل صفة ثبتت في كتاب الله تعالى، أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفات الذات أو من صفات الفعل؛ نؤمن بها كما جاءت.
نعرف ربنا من خلال كتابه، ومن خلال أحاديث أنبيائه، فما ثبت قلنا به على العين والرأس، لا نُـؤَوِّل ولا نشبه ولا نمثل.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:
١٠ – صفر – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
١٩ – ١٠ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.
↩ رَابِــطُ الْفَـتْــوَىٰ:
⬅ خِدمَةُ *الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ* مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):
http://t.me/meshhoor
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):
+962-77-675-7052