السؤال الخامس و العشرون: ظهرت مؤخرا فتوى لبعض العلماء حفظهم الله قالوا لو أن رجلا خرج من الرياض إلى مكة لزيارة أحد العلماء ثم أراد أن ياتي بعمرة عليه أن يُبيِّت النية قبل الخروج من الرياض ، ثم عندما يصل إلى مكة يلبس ملابس الإحرام و يأتي بعمرة علما شيخنا أنه وقع لغط بسبب هذه الفتوى جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
نرجع للحديث لما سمى النبي ﷺ المواقيت المكانيّة للحج والعمرة فقال النبي ﷺ «هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أهلِهِنَّ لِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَة ».
و الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال«« أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ: ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ: الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ: قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ: يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ.»» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
صحيح البخاري (1524)، وصحيح مسلم (1181).
فرجل ذهب إلى مكة و يريد زيارة رحم أو تجارة ولا يريد حجا ولا عمرة هل يلزمه أن يلبس ملابس الإحرام؟
لا يلزمه.
رجل عنده حملات وغير متفرغ ليعتمر أو يحج ويقول انا مشغول أنا لا استطيع ان أجمع بين أمرين وأنا أريد أن أخدم حملتي، فكيف يدخل مكة؟
كما هو لأن النبي عليه السلام قال لمن أراد الحج و العمرة .
أنا أُريد الحج و العمرة وأريد زيارة عالم ، هل هذا ممنوع شرعا أن أجمع بين النيتين؟
ليس بممنوع شرعا .
لكن في مسألة لعل الأخ ما انتبه لها وهذه المسألة ننبه عليها أكثر من مرة ولا سيما في مسألة تِكرار العمرة من التنعيم.
بعض العلماء يقولون من مكث ثلاثة أيام في (مَحِله) في مكة مثلاً انقطع سفره وأصبح مقيما كإقامة من هو بين ظهرانيها.
سافرت لمكة و زرت العلماء ومكثت في مكة ثلاثة أيام وأريد أن أعتمر ، فبعض العلماء يقولون يعتمر مثل أهل مكة.
كيف أعتمر مثل أهل مكة؟
تذهب لأدنى الحِل فتذهب الى (التنعيم) و تُحرم من التنعيم .
بعض مفتي مكة في هذه الأيام لما يُسأل، يقول أنت مُنذُ متى وأنت في مكة؟
فإذا قلت له أكثر من ثلاثة أيام يقول لك اذهب للتنعيم .
هو لما قال لك منذ متى وأنت في مكة هل هذا سؤال بالنسبة إليه له ثمرة أم أنه لغو؟
له ثمرة.
ما هي الثمرة بالنسبة إليه؟
أنك أنت بمُضي الثلاثة أيام أصبحت مَكّي فلما أصبحت مَكّياً فالمَكّي لما يريد أن يعتمر كيف يعتمر المَكّي؟
يذهب إلى أدنى الحِل، أي مكان لما يخرج عن حدود الحرم وله أن يذهب إلى عرفة ولكن الأحسن من عرفة أن تذهب إلى التنعيم، و التنعيم مسجد مبني و فيه أماكن للإغتسال وأماكن للبس الإحرام فتذهب الى التنعيم.
فبعض الناس يقول لك إذا زرت عالم أو مكثت ثلاثة أيام صرت من أهل مكة فأنت لست مطلوبا منك أن تُحرم من المواقيت المكانية.
لكن أنا أسأل سؤال هل من يمكث في مكه أكثر من ثلاثه أيام لا يعتبر مسافر ؟
الحضور :لا
الشيخ :طيب
ثبت أن النبي ﷺ لما فتح مكة مكث فيها تسعة عشر يوما و كان النبي ﷺ في التسعة عشر يوما يقصر.
فالبخاري في صحيحه يرى أن أقصى حد للسفر تسعة عشر يوما.
يعني قبل التسعة عشر يوما له أن يقصُر و بعد التسعة عشر يوما يُتِم، هذا إختيار البخاري في صحيحه رحمه الله.
فأظن أن هذه هي المسألة.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٧، ربيع الآخِر، ١٤٤٠ هـ
١٤ – ١٢ – ٢٠١٨ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor