السؤال الرابع والعشرون:
ما هو حكم اصطفاف الكراسي في الصف، وهذا يؤدي إلى مشاكل في المساجد؟
الجواب:
أولاً نبَّهْنا أن الناس يتساهلون في موضوع الصلاة على الكراسي. بل رأيت في هذا المسجد بعضَ مَن يصلي على الكراسي له محل قريب، طول النهار واقف، طيب يا أبا فلان! لماذا تصلي على الكرسي؟ ما شاء الله عليك ؟ قال: والله لما آتي إلى الجامع أتعب، فأصلي على الكرسي.
بل رأيت شباباً صغاراً في المسجد يجلسون على الكرسي؛ تقليداً للكبار، خصوصاً لما أخونا (الإمام) أبو أحمد يطيل الصلاة قليلاً.
تجده شاب صغير وجالس يصلي على الكرسي.
فالقيام في الصلاة ركن، الله سبحانه وتعالى يقول: { وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}.
والصلاة على الكرسي لها فقه، فليس كل من لا يستطيع الصلاة قائماً يشرع له الصلاة على الكرسي؛ لأنه ثبت من حديث أنس في صحيح البخاري: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رَكِبَ فرسًا، فصُرِعَ، فجُحِشَ شقُّهُ الأيمنُ، [أصيب شقه الأيمن]، فصلَّى صلاةً منَ الصَّلواتِ وَهوَ قاعدٌ”.
وفي في صحيح البخاري: قاعداً، وخارج البخاري: متربعاً.
فأحيانا الواجب أن تصلي على الأرض، تجلس على الأرض، ما تصلي على الكرسي.
علماؤنا يقولون في قواعدهم: [الميسور لا يسقط بالمعسور].
فتخيل معي: إنسان لا يستطيع القيام، ولا يستطيع الركوع، ولا يستطيع السجود هذا نقول له: صلِّ على الكرسي.
إنسان لا يستطيع القيام، ولا يستطيع الركوع، ولكن يستطيع السجود، فهذا إذا صلى على كرسي فصلاته باطلة بإجماع المسلمين.
يعني: واحد يستطيع أن يسجد، و يستطيع أن يركع لكن لا يستطيع أن يقوم، فيصلي ثم عندما يأتي للركوع يقوم ويركع، وأغلب الناس الذي يستطيع السجود فيصلي على الكرسي فصلاته باطلة، فاتته السجدة الأولى وفاتَه الاعتدال بين السجدتين، وفاتته السجدة الثانية، وهذه أركان ثلاثة، وهذه أمور ميسورة في حقه.
[والميسور لا يسقط بالمعسور]. الميسور السجود: فلا يجوز لك أن تلحق إمكانية سجودك بالذي لا تستطيعه وهو القيام، فتصلي على الكرسي، فيصبح السجود معفواً في حقك، هذا خطأ، لأن [الميسور لا يسقط بالمعسور]. هذا أمر مهم جداً الصلاة على الكراسي.
الأمر الآخر وهو مهم الصلاة على الكرسي ينبغي أن يكون الكرسي ليس طويلاً، اليوم في بعض مساجد المسلمين تجد كراسي ثابتة في أطراف الصف.
والصلاة على الكراسي هو صنيع النصارى في كنائسهم ليس هو صنيع المسلمين.
وإذا اضطر الإنسان أن يجلس على الكرسي ينبغي أن يكون الكرسي غير عميق.
أنا أتمنى أن نتشبه بالحرمين الشريفين (مكة والمدينة) ويكون في المسجد كرسيٌّ مثل الكراسي التي في الحرم، لو وضعته وصليت عليه وأنت جالس ما تضايق من خلفك، أما الكرسي هذا الأبيض البلاستيك الطويل فدائماً الذي يصلي عليه يبتعد عن الصف ولا يمكن أن يسوي الصف.
اليوم في عالم الاختراعات الجديدة هناك كراسي لما يحتاج المصلي ينزله ولما لا يحتاجه يبقى قائم.
فعلى أي حال الأصل في الكرسي أن يكون مع الصف، وأن لا يؤذي من خلفك، وأن لا تتقدم على من بجنبك.
فتستطيع أن تصلي على الكرسي عند الحاجة والضرورة بالفقه المذكور، والكرسي في الصف، والكرسي لا يضايق من يصلي خلفك.
وأنا ما رأيت مثل هذه الكراسي في بلادنا وما أدري لِمَ.
يعني هذه الكراسي الصغيرة التي تطوى وما تؤذي من هو خلف المصلي ما أدري لماذا ابتعد عنها الناس.
والله تعالى أعلم
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٤، ربيع الآخِر، ١٤٤٠ هـ
٢١ – ١٢ – ٢٠١٨ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
السؤال الرابع والعشرون: ما هو حكم اصطفاف الكراسي في الصف، وهذا يؤدي إلى مشاكل في المساجد؟
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor