السؤال الرابع عشر: أخت تقول رمضان لعام 2017 لم أصمه، كنت في نفاس، و ما أديته كله، وفي رمضان هذه السنة كذلك لم أصم وكنت أرضع الصبي، والآن لا أستطيع الصوم فمعي فقر دم وأدوخ وربنا تعالى لم يأمرنا بالهلاك.


السؤال الرابع عشر: أخت تقول رمضان لعام 2017 لم أصمه، كنت في نفاس، و ما أديته كله، وفي رمضان هذه السنة كذلك لم أصم وكنت أرضع الصبي، والآن لا أستطيع الصوم فمعي فقر دم وأدوخ وربنا تعالى لم يأمرنا بالهلاك.
مداخلة من الشيخ : هذا السؤال والجواب هي تسأل وتجيب ما شاء الله.
تكملة السؤال: ماذا أعمل يا شيخنا هل أدفع الكفارة، فوضعي المادي لا يسمح أن أدفع مالاً والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الجواب: أولا: الراجح من أقوال العلماء أن الذي عليه الصيام الواجب عليه أن يصوم على الفور، ويحرم التأخير.
وأما ما ثبت عن عائشة رضي الله تعالى عنها من قولها: “إن كانت إحدانا لَتُفطرُ في زمانِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فما تقدرُ على أن تقضِيَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، حتى يأتي شعبانُ”. صحيح مسلم – 1146. فهذا يدل على أن القضاء ليس واجباً على الفور.
“كانت إحدانا ” تقول عنها وعن سائر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يعني يمضي علينا أحد عشر شهراً، فشعبان هو الشهر الذي قبل رمضان.
فهذا الاستدلال على هذا الحال ناقص ولا بد لمن استدل بهذا الخبر أن يتممه.
فتقول عائشة رضي الله تعالى عنها كنا نصوم ما فاتنا من رمضان في شعبان ننشغل بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي سلمة، قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: كان يكون عليَّ الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان، قال يحيى: الشُّغل من النبي أو بالنبي صلى الله عليه وسلم. صحيح البخاري:(3/ 45).
هذا التعليل مهم ننشغل بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعليه فإن عذر التأخير، أوسع من عذر الإفطار.
يعني المرأة تؤخر بسبب أنها مشغولة بخدمة زوجها وزوجها مضياف كثير الأسفار كحال النبي صلى الله عليه وسلم، فالوفود دائماً عنده والناس المسافرون عنده، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغزو كل عام مرة للجهاد في سبيل الله إلى آخره.
فهي تقول: سبب التأخير كنا ننشغل بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من منا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
من منا حال زوجته كحال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؟
فمن استدل بهذا الخبر فهو مخطئ وما فهم الحديث أو اقتصر على جزء من الحديث ولم يستدل بالحديث على وجه التمام والكمال.
فالواجب على المرأة متى تمكنت من القضاء فيجب عليها القضاء، الواجب في الأوامر الشرعية الفور.
والواجب على المرأة أن تقضي مباشرة.
فهي أخرت هي تتكلم عن 2017 وتتكلم عن 2018 في رمضان والواجب عليها أن تقضي.
لو أخرت المرأة بعض أيام وكانت معذورة في التأخير فالعذر في التأخير أوسع من العذر في الفطر، فالواجب عليها إذا كان الإفطار فقط لحيض أو نفاس القضاء.
وأما المراة النفساء وهذه مسألة تحتاج لبيان وبيناها كثيراً في مجالس رمضان، فالنفساء إذا كانت مرضعاً فيتداخل السببان، وبالنظر إلى أن الشرع أوجب على المرأة الرضاع وحثها على الحمل والمرأة حملها ووضعها ورضاعها في جزء من حياتها وهذا الأمر يكون في حقها الفدية.
لماذا تكون الفدية؟ .
قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184.
هذا عذر متجدد كالمرض الذي يتجدد، فالمرأة بين أنها حامل وبين أنها مرضع، فإذا ما أذن لها الشرع بالفدية تجتمع عليها سنوات طوال وأشهر طوال، والشرع لا يريد هذا، الشرع يريد ان يبرئ ذمة المكلف.
ولذا رخص غير واحد من الصحابة والتابعين وأدخلوا تحت قول الله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ)، قالوا: (الشيخ الهرم، والمريض المزمن، والمرأة المرضع، والحامل) هؤلاء الأربعة نص غير واحد من الصحابة والتابعين أنهم هم المعنيون بقوله تعالى:(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ) هو يستطيع أن يصوم لكن إن صام يحتاج لجهد زائد جهد يكاد أن يهلك ويتعب تعباً شديداً.
فيجوز لمن كان هذا حاله كالمرأة الحامل والمرأة المرضع أن تدفع الفدية ولا حرج في ذلك.
ما تستطيع يبقى ديناً عليها، وتوصي.
وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم (من مات وعليه صيام فليصم عنه وليه).
إذا ما يستطيع وعليها قضاء توصي تقول : يا أبنائي يا بناتي أنا عليَ شهر وأوصي بأن تصوموا عني ومن أوصى بالصيام فالواجب تنفيذ وصيته.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢١، ربيع الآخِر، ١٤٤٠ هـ
٢٨ – ١٢ – ٢٠١٨ افرنجي

↩ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatwa/2675/

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍?✍?

? للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام:
https://t.me/meshhoor