السؤال الأول: أخ يسأل يقول: إذا كنا نهينا عن الدعاء بالرحمة والمغفرة لمن مات كافراً، فكيف يقرأ المؤمن الذي مات أبواه كافرين قول الله تعالى في سورة نوح: {رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } [نوح : 28]، وقوله تعالى كما في سورة الإسراء: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء : 24]؟

السؤال الأول: أخ يسأل يقول: إذا كنا نهينا عن الدعاء بالرحمة والمغفرة لمن مات كافراً، فكيف يقرأ المؤمن الذي مات أبواه كافرين قول الله تعالى في سورة نوح: {رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } [نوح : 28]، وقوله تعالى كما في سورة الإسراء: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء : 24]؟

الجواب: أن تقرأ دعاءًا واردًا في القرآن من باب الحكاية، كما لو قرأتَ قول الله تعالى على لسان فرعون: {وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الزخرف : 51]
هل هو مالِك مصر؟
هل يُصبِح بمثل هذا القول أن يكون مِمَّن تجري الأنهار من تحته؟
الجواب: لا، هذا تشويش، جاء في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28)} [الزخرف : 26-28]
أن تتبرأ من الكافر؛ هذه كلمة قالها الله على لسان إبراهيم عليه السلام وجعلها في عقبه.

فكل من كان على ملة إبراهيم يتبرأ من الكفار ولو كانا أبويه.
فالاستدلال بمثل هذا هو ناقص عند علماء الأصول، وهذا تشويش، والنبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم (153) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار» .
فما لَم يؤمن الكافر بالنبي صلى الله عليه وسلم، فالمطلوب البراءة من الكفار ولا يجوز الترحم عليهم.
من أسلم وكان أبواه أو أحدهما كافرا فليس له بمجرد أن يقرأ هذه الآية أن يترحم على أبويه.
وهذا أمر مُجمَع عليه إلا عند الخلوف، الذين أصبحوا منبطحين على وجوههم، وأصبحوا يفكرون بضغط الكفار وبطريقة الكفار، ولا يدورون مع النصوص الشرعية، ويقولون لك كيف أنا أقرأ قول الله: ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا، فهذا حكاية، والحكاية شيء آخر غير أن تدعوا أنت.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة:

١٩، جمادى أَوَّل، ١٤٤٠ هـ
٢٥ – ١ – ٢٠١٩ افرنجي

↩ رابط الفتوى:

السؤال الأول: أخ يسأل يقول: إذا كنا نهينا عن الدعاء بالرحمة والمغفرة لمن مات كافراً، فكيف يقرأ المؤمن الذي مات أبواه كافرين قول الله تعالى في سورة نوح: {رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } [نوح : 28]، وقوله تعالى كما في سورة الإسراء: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء : 24]؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

? للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor