السؤال الأول يقول:كيف نوفق بين طلب العلم وتزكية النفس؟
الجواب:
لا تعارض البتة بين تزكية النفس وبين طلب العلم ، بل قال غير واحد من السلف : ” طلبنا العلم لغير الله ؛ فأبى الله إلا أن يكون له “.
فاطلب العلم واثبت عليه ، واسأل ربك جل في علاه الإخلاص فيه ، وجاهد نفسك على الإخلاص ، فالعلم من حسناته وكله حسنات، أن من طلبه لغير الله، فإن صدق في الطلب؛ فإن النية تتحول إلى أن تكون لله عز وجل، طلبنا العلم لغير الله فأبى الله إلا أن يكون له.
لكن هنالك مزالق في طلب العلم ينبغي أن يبتعد عنها الطالب، والطالب كلما كان ضعيفاً أحتاج إلى أستاذ يعلمه ويرشده، ولا سيما في بدايات الطلب، فإذا الإنسان بدأ يجرد وبدأ يقرأ دون فهم ، فيحفظ أشياء من هنا ومن هناك و دون قواعد ودون فهم ، خصوصاً إذا بدأ يمتحن من يعلمه من المشايخ في جزئيات يسيرة حفظها من هنا وهناك ، فيصيبه داء التعالم ، فيصبح لسانه يقول : لو أن العلماء اجتمعوا بين يديّ في صعيد واحد ثم نفخت عليهم نفخة واحدة لأصبحوا هباءا منثورا، بعض الناس هذا حالهم نسأل الله العفو والعافية.
ولذا طالب العلم في البدايات يحتاج أن يعرف علوم الآلة وأن يحفظ شيئاً من كتاب الله وأحاديث النبي ﷺ ، ثم يؤخِّر مرحلة جرد المطولات والكتب الطويلة إلى آخر حياته.
طالب العلم ينبغي أن يجد ويجتهد ، وينبغي أن يستفيد من وقته ، طالب العلم يبز أقرانُـه إن استفاد من وقته ، طالب العلم ما يَعرِفُ فراغاً، طالب العلم متى عمل في عمل فبعدها يرجع طالب علم .
بعض الناس كيف يقرأ ؟
يقول : أنا أقرأ على المزاج !
لا ، طالب العلم لا يُعرَف عنه إلا القراءة ( إما أنه يُحضر وإما يحفظ وإما أنه يَجرُد) ، وكما قلتُ: جَرد المطولات يكون في المرحلة الأخيرة.
طالب العلم يحافظ على كل دقيقة من وقته، وهذا الأمر من أجل الطاعات، قال الإمام أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قول الله تعالى : {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 97].
قال : الأعرابي هو الذي لَم يَـسُسه سائس، ولَم يجثو على الرُّكَـب بين يدي العلماء ؛ فهذا أجدر أن لا يَـعلَم حدود ما أنزل الله.
طالب العلم ينبغي أن يُساس -هيِّن ليِّن- ، وينبغي أن يجثو على الركب بين يدي العلماء، حتى يبتعد عن كونه أعرابياً.
{الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ …} [التوبة : 97]
هؤلاء أجدر أن لا يعلموا ، فالله عز وجل يقول هذا.
فإذا متى تطلب العلم ؟
الإجابة :
لَـمَّا تَترك رعونات النفس ، لَـمَّا تُزكِّي نفسك، فمعنى أنك أقبلتَ على العلم ، ومعنى أنك جثوتَ على الركب بين يدي العلماء ؛ أنت زكَّـيتَ نفسكَ ، هذه بداية التزكية، فلا تعارُض بين التزكية وبين العلم.
⬅️ ندوة *الفتن وسبل النجاة منها* لشيخنا مشهور بن حسن أل سلمان والتي ألقاها في الدار البيضاء بالمغرب يوم الخميس ١٨ جمادى الآخرة ١٤٤١ هجري.
↩️ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor