السؤال الثالث عشر :
شيخنا الفاضل يكثر في هذه الأيام الكلام عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وما يخرج على الإذاعة أو على التلفاز من إجازة لهذا الاحتفال ويشجع الناس عليه ويرد بتهكم على من ينكر هذا الحتفال، أفيدونا مأجورين؟
الجواب:
أنا معهم.
أنا لا أنكر الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
أنا أقر مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم على *الطريقة الشرعية الثابتة في صحيح السنة* ، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الإثنين وكان يقول ذلك يوم ولدت فيه .
فاحتفالات أهل الآخرة بإتباع النبي صلى الله عليه وسلم .
واحتفالات أهل الآخرة بتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم .
واحتفالات أهل الدين بأن يقتدوا بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
واحتفالات أهل الدنيا :
رقص وطعام وشراب.
وأول من احتفل بالطعام والشراب صاحب *إربل العُبيّدي* المجرم فالعبيديون و أغلب غلاة الشيعة احتفلوا بالمولد النبوي بالرقص وبالغناء والطبل والقيام والقعود والأكل والشرب والتوسع.
ليس هكذا احتفالنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، النبي عليه السلام علمنا كيف نحتفل بمولده ، فكان يصوم الإثنين ، وفي صحيح مسلم قال : ذلك يوم ولدت فيه.
فمن أراد أن يحتفل بالنبي صلى الله عليه وسلم فليحتفل به بالطريقة التي جاءت على لسان رسول الله وعلى صنيع أصحابه رضوان الله عليهم .
يا من تحب رسول الله ، ويا من تريد الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم صم الإثنين ، وكن متبعاً في احتفالك ، كن متبعاً لنبيك عليه السلام في احتفالك ، لا تحتفل برأسك .
طريقة الاحتفال كيف تكون بالسنة ولا تكون بالبدعة ؟
تكون بالإقبال على الآخرة وليس بالتزود بالدنيا ؟
والله احتفلنا بالمولد النبوي واحضرنا راقصة ما رأيكم في الاحتفال هذا ؟
يجوز هذا ؟
فطريقة الاحتفال يجب أن تكون شرعية، طريقة الاحتفال الشرعي بالنبي صلى الله عليه وسلم أن نصوم اليوم الذي بعثه الله فيه ، النبي عليه السلام يقول : ذلك يوم ولدت فيه فهذه طريقة الاحتفال .
فنحن ننكر طريقة الاحتفال ولا ننكر فرحنا برسول الله ، فنبي الله صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة فهو الرحمة التي أهدانا الله تعالى إياها وامتنَّ الله علينا بها بأن بعث فينا نبياً منا ، هذا امتنان وهذه منَّة عظيمة ، فنحمد الله تعالى عليها فيا رب لك الحمد حمداً كثيراٍ طيباً مباركاً أن جعلتنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
كان موسى عليه السلام يتمنى لو كان واحداً منا ، فالحمد لله أننا من أمة محمد والحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله أننا على طريقة أهل السنة والحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله أننا من أهل الشام ، وأننا نعيش بأرض الشام ، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المقيم في بلاد الشام له أجر المرابط على الحقول والثغور في الجهاد في سبيل الله .
أهل الشام أهل رباط لأن الله تعالى سيقيم الدين من الشام في النوبة الثانية فإقامة الدين من الشام فيارب لك الحمد أن جعلتنا من أهل الشام ، هذه من نعم الله الكثرة علينا.
أبو أمامة الباهلي أخبرنا وكلامه في مسند الإمام أحمد وكلامه له حكم الرفع يقول : لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام وحتى يتحول شرار أهل الشام إلى العراق ، فالشام لا تقبل إلا الخيرين ، والأشرار تتخلص منهم فهذه سنة لله فلا يمكن لأحد أن يخالف الله في جل في علاه في سننه ، الطرق ليست عندنا فالطرق عند الله عز وجل ، فالطرق كيف يحصل هذا ؟ هذا ليس عملنا ، هذا عمل الله جل في علاه ؛ الشام بلاد مباركة يبقى فيها الطيبون مباركون والشام تنفي خبثها ، الخبيث في العراق كثير من الناس ذهبوا من بلادنا بإسم الجهاد إلى العراق مع أن الخبر جاء عنهم أنهم شرار الناس يعني تعلق الاسم لا يغني عن صاحبه شيئاً لو تعلق باسم بمجاهد أو غير مجاهد لكن حقيقة الأمر تخلصت هذه البلاد من شرارها فالحمد لله ، فهذه سنن لله عزوجل ولن تجد لسنة الله تبديلا فترى كثير من العقول لا تتحمل ووالله كثيراً ما تضرعت إلى الله وسألت ربي جل في علاه يا رب يا رب لب الشام دمشق لب الشام الشام ماذا يجري فيها ؟!
مآالها إلى خير على ما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن هذه أيام الله عز وجل يداولها بين الناس .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
29 ذو الحجة 1437 هجري
2016 – 9 – 30 افرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍🏻✍🏻