السؤال: هل ينصح الشيخ بأخذ العلم من غلاة التبديع؟

السؤال:
هل ينصح الشيخ بأخذ العلم من غلاة التبديع؟

الجواب:
لا؛ لا أنصح أن يؤخذ العلم منهم.

إخواننا:
لسنا بحاجة إلى علم العلماء فقط.

الناس كما يحتاجون لعلم العلماء، وحاجتهم للعلم أشد من حاجتهم للطعام والشراب، فهم أيضا محتاجون لسمت العلماء، وطريقة العلماء في معرفة الأمور.

ولذا أهنأ الناس اليوم: الذين عاشوا عند العلماء الكبار، وفي قلوبهم رحمة على الخلق.

أول أمس أرسل لي بعض الإخوة مقطعا لإنسان طويلب علم غير متمكن، هكذا حكمت عليه من خلال سماعي، وللأسف يبث على الفضائيات.

يكفر جميع السعوديين، ويقول: لا يوجد سعودي مسلم إلا أنا!!!.

فالمذيع سعودي يقول له: وأنا.

يقول له: أنت كافِريَن، وليس كافر فقط، وعلى الفضائيات!!!.

لماذا تكفرهم؟

قال: قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد وهذا منكر ولم ينكره أحد.

نريد أن نتابعك: قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- منكر (وحاشاه أن يكون كذلك)، وما أنكر أحد، هل الذي لا ينكر المنكر كافر؟

طبعا؛ الذي يحاوره ليس بعالم، ما عرف كيف يلجمه.

فبعض الناس تشعر أنه لا يوجد في قلبه رحمة على الناس.

إذا قلت كلمة يقول لك: أنت قصدك كذا.
تقول له: يا أخي: أنا والله ماقصدت كذا.
قال: لا؛ أنت قصدت كذا.

يا رجل: أنا نيتي في الأعمال الصالحة أنا لا أعلمها، وأجاهد نفسي، وأمسك نفسي، وأخشى أن يدخل عليها الرياء -لا قدر الله-، وأنت تدخل في نيتي وتعرف نيتي!، وأنا أخاف على نيتي!.

عملك صالح في ظاهر الأمر، فيدخل في قلبك ويجعل نفسه رب العالمين، ويفسد عملك الذي في ظاهره الصلاح، فيدخل في قلبك ويدخل في نيتك ويفسد عملك بنيتك.

هل هذا صنيع العقلاء؟
هل هذا صنيع أناس يخافون الله؟

والله؛ بعض الغلاة لو عشت معهم سنة وسنتين، وثلاثة وأربعة وخمسة، تعلم أنه ما صام نافلة قط، ما قرأ ورقة من كتاب الله.

له مؤلفات وله مصنفات وله اسم رنان، ما قرأ ورقة من كتاب الله منذ عشر سنوات، ما صام نافلة قط، ما قام ليلا قط، ما صلى نافلة قط، لا وتر ولا صلاة نوافل!.

والله اعتمرت مع بعض هؤلاء في مكة، غير طواف العمرة ما طاف ولا صلى في بيت الله.

وبعض إخواننا الفضلاء في أمريكا، كان مسؤولا عن المركز، ولعله معنا الآن، فهو في إجازة ويسكن في حَيِّنا.

يقول:
أقول لهم: يا إخواني أين تربية الناس على الأذكار والصلوات وترقيق القلوب؟
قالوا: هذه تركناها للصوفية هذه ليست لنا، هذه للصوفية.
أعوذ بالله.
فلا ترى فيه ديانة، ولا ترى فيه خشوعا، ولا ترى فيه سمتا، ولا ترى فيه صلاحا، ولا ترى فيه حرصا على الطاعة والعبادة.

في مكة لا عمل له إلا من بيت لبيت، وسب وشتم للعلماء، فلا عمل له إلا السب.

ينتقل من مكان لمكان، ومن بيت لبيت، ومن وليمة لوليمة، وشتم ولعن العلماء.
والمساكين الذين يعملون له الوليمة، يظنونه شيخ الإسلام، ويظنونه على صلاح وعلى تقوى، ولو عاشوا معه، والله لما احترموه وما قدَّروه.

أنا أتكلم هذا عن معرفة ببعض الأشخاص، وعلى منهج النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: مابال أقوام، أنا ما سميت أحدا؛ نسأل الله الرحمة ونسأل الله العافية.

فبعض الناس، في قلبه غل على العلماء، ويحمّل كلام العلماء ما لا يحتمل.

فبعضهم يقول: أنت قلت كذا.

يا أخي الحبيب، أنا قولي هذا بمنطوق قولي أم بلازم قولي؟

قال: بلازم قولك.
إذا: لازم قولي ليس بمذهب.
أنا أخبرك: أنا لست ممن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

لما كان كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كان لازم المذهب مذهب.

أما غير ربنا -سبحانه-، وغير نبينا -عليه السلام- لازم كلامهم ليس بمذهب، مجرد ما فهمت لازم كلامي على وجه، وأنا أقول لك: ليس هذا الذي أريده؛ يجب عليك أن تنصاع، هكذا كلام أهل العلم.

يا أخي إن صدر مني هذا؛ فهذا لازم مذهب، وأنا لا أقول به.

قال: لا، لازمٌ تقولُ به!.

يا أخي إن صدر مني فإني أتوب.

قال: لا تقبل توبتك!.

و هل أنا أتوب لك؟!!.

قال: توبتك غير مقبولة!!.

أعوذ بالله.
أي دين هذا؟
هذا يمارس باسم الدعوة السلفية -للأسف-.

فهذا مسلك لا أحبذ لأحد أن يأخذ من أصحابه، ولا أن يجثوا على الركب بين أهله.

نسأل الله عز وجل الرحمة والعافية .

تاريخ : 2015 – 7 – 31

↩ رابط الفتوى :

السؤال: هل ينصح الشيخ بأخذ العلم من غلاة التبديع؟

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍🏻✍🏻