كلمة معنى كلمة الأعراب
كلمة معنى كلمة الأعراب
الأعراب و قد أومأتُ في كلمتي و ما أتممتها و هي كلام أبي حيّان في (البحر المحيط) في تفسير قول الله عز وجل في “التوبة”: { الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ }(التوبة:97) قال الأعراب هم الذين لم يسسهم سائس و لم يجثُوا على الرُّكَب بين يدي العلماء، أما من كان في البادية يجاهد نفسه و يتعلم فالله عز وجل مدح الأعراب، فالممدوح غير المذموم، قال عز وجل في “الأحزاب”: { وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ }(الأحزاب:99)، هذا الأعرابي الذي يتخذ ما ينفق قربات عند الله عز وجل و يؤمن بالله ورسوله هذا جدير بأن يتعلّم، و أما الإنسان الذي ليس جديراً بأن يتعلم فهذا مذموم، و هذا يؤكد مجموعة من الأحاديث والآثار التي تدل على أن العلم وقَبوله هو الذي يكون فيه المفاضَلة بين الناس، والعلم لا يُراد لذاته و إنما يراد بالعلم العمل، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، التزام العلم، فالباب منسجم ومؤتلف وليس بمختلف، فإذا الذي كان بعيداً تعلَّم و امتثل أمر الله عز وجل فليس بمذموم، بل المذموم من الأعراب الأشد كفراً و نفاقاً قال الله عنهم { وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ }.✍️✍️
===============
قال أبو حيان في ” البحر المحيط ” (5/ 491) في تفسيره لقول الله تعالى : ﴿الأعْرابُ أشَدُّ كُفْرًا ونِفاقًا وأجْدَرُ ألّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [ التوبة : 97]:
نَزَلَتْ في أعْرابٍ مِن أسَدٍ، وتَمِيمٍ، وغَطَفانَ. ومِن أعْرابِ حاضِرِي المَدِينَةِ، أيْ: أشَدُّ كُفْرًا مِن أهْلِ الحَضَرِ. وإذا كانَ الكُفْرُ مُتَعَلِّقًا بِالقَلْبِ فَقَطْ، فالتَّقْدِيرُ: أشَدُّ أسْبابِ كُفْرٍ، وإذا دَخَلَتْ فِيهِ أعْمالُ الجَوارِحِ تَحَقَّقَتْ فِيهِ الشِّدَّةُ. وكانُوا أشَدَّ كُفْرًا ونِفاقًا لِتَوَحُّشِهِمْ واسْتِيلاءِ الهَواءِ الحارِّ عَلَيْهِمْ، فَيَزِيدُ في تِيهِهِمْ ونَخْوَتِهِمْ وفَخْرِهِمْ وطَيْشِهِمْ وتَرْبِيَتِهِمْ بِلا سائِسٍ ولا مُؤَدِّبٍ ولا ضابِطٍ، فَنَشَئُوا كَما شاءُوا لِبُعْدِهِمْ عَنْ مُشاهَدَةِ العُلَماءِ ومَعْرِفَةِ كِتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، ولِبُعْدِهِمْ عَنْ مَهْبِطِ الوَحْيِ. كانُوا أطْلَقَ لِسانًا بِالكُفْرِ والنِّفاقِ مِن مُنافِقِي المَدِينَةِ، إذْ كانَ هَؤُلاءِ يَسْتَوْلِي عَلَيْهِمُ الخَوْفُ مِنَ المُؤْمِنِينَ، فَكانَ كُفْرُهم سِرًّا ولا يَتَظاهَرُونَ بِهِ إلّا تَعْرِيضًا. (وأجْدَرُ)، أيْ: أحَقُّ، (ألّا يَعْلَمُوا)، أيْ: بِأنْ لا يَعْلَمُوا. والحُدُودُ هُنا: الفَرائِضُ. وقِيلَ: الوَعِيدُ عَلى مُخالَفَةِ الرَّسُولِ، والتَّأخُّرِ عَنِ الجِهادِ. وقِيلَ: مَقادِيرُ التَّكالِيفِ والأحْكامِ. وقالَ قَتادَةُ: أقَلُّ عِلْمًا بِالسُّنَنِ. وقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «: ”إنَّ الجَفاءَ والقَسْوَةَ في الفَدّادِينَ“» . (واللَّهُ عَلِيمٌ) يَعْلَمُ كُلَّ أحَدٍ مِن أهْلِ الوَبَرِ والمَدَرِ، (حَكِيمٌ) فِيما يُصِيبُ بِهِ مُسِيئَهم ومُحْسِنَهم مِن ثَوابٍ وعِقابٍ.
◀️ شرح صحيح مسلم
الخميس ٣-٧-٢٠٢٥
◀️ رابط الفتوى: