[لو جاز التوسل بالجاه ؛ لذهب الصحابة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فتوسلوا به]
٥١٦ – وَعَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ – رضي الله عنه – كَانَ إِذَا قَحِطُوا يَسْتَسْقِي بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَقَالَ:
«اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَسْقِي إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا, وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا، فَيُسْقَوْنَ»
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
قال الشيخ مشهور حسن في شرح الحديث:
إذا التوسل في هذا الحديث إنما هو توسل بدعاء العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ، والتوسل بدعاء الرجل الصالح الحي مشروع ، وليس بممنوع ، وليس هذا هو التوسل بالجاه ، توسل ليست بذوات وجاه الناس ، وإنما هذا توسل بدعاء الرجل الصالح الحي ، فهذا مشروع ولا حرج فيه.
وظهر ذلك من خلال تتبع المحدثين لدعاء العباس ، فالعباس لما توسل عمر به وأمره أن يدعو ؛ كان يقول العباس:
إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ، ولم يكشف إلا بتوبة ، وقد توجه بي القوم لمكاني من نبيك ، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ، ونواصينا إليك بالتوبة ، فاسقنا الغيث.
فأرخت السماء مثل الجبال ، حتى أخصبت الأرض وعاش الناس.
هذا هو دعاء العباس ، فتوسل عمر بدعاء العباس ، وهذا أمر لا حرج فيه.
لو جاز التوسل بالجاه ؛ لذهب الصحابة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فتوسلوا به ، وقبر النبي صلى الله عليه وسلم مشهور معروف عند الصحابة ، ولذا قوله ها هنا:
«كَانَ إِذَا قَحِطُوا يَسْتَسْقِي بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»
أي يستسقون بدعائه ، وهو صالح حي.
والله تعالى أعلم.
المصدر:
المحاضرة الأولى من شرح بلوغ المرام – من باب صلاة العيدين – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله
بتاريخ :
هجري 10 محرم 1447.
ميلادي 5 يوليو 2025.✍️✍️
◀️ رابط الفتوى في الموقع الرسمي:
[لو جاز التوسل بالجاه ؛ لذهب الصحابة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فتوسلوا به]