[هذا الحديث أبطل جميع الأعياد إلا عيدي الفطر والأضحى]
وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ, وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا. فَقَالَ: «قَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى, وَيَوْمَ الْفِطْرِ».
أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
قال الشيخ مشهور حسن في شرح الحديث:
هذا حديث مهم لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً إليها ، فوجد أن أهل المدينة قد تأثروا بالفرس ، فكان لهم يومان يفرحون بهما ، وعلامة الفرح اللعب يلعبون ويمرحون.
وهذان اليومان الأول النيروز ، وهو مأخوذ من الفرس ، ومعنى النيروز بالعربية “اليوم الجديد” ، وهو أول يوم تتحول فيه الشمس إلى برج الحمل ، واليوم الثاني المهرجان ، وهو معرَّب المهرجان ، وهو أيضاً فارسي ، وهو أول يوم تتحول فيه الشمس إلى برج الميزان ، فقلدهم العرب قبل الإسلام.
وكانت هذه عادة اعتادها الناس ، لذا سمي عيداً ، قلت لكم أن العيد من العَـود ، كلما جاء العيد كانوا يفرحون في هذين اليومين.
فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم العادة المأخوذة من الفُـرس ، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، ودقِّق في قوله صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم :
«قد أبدلكم بهما».
أي بالنيروز والمهرجان.
«خيرا منهما».
دل على وجوب اجتناب أعياد الكفار ، ويحرم أن نتشبه بالكفار في أعيادهم.
وأقر النبي صلى الله عليه وسلم اللعب والغناء في أيام العيد ، «أبدلكم الله بهما خيرا منهما».
أي كل الاعياد ، وهذا في حق الرجال ، وفي حق النساء ، وفي حق جميع امة محمد صلى الله عليه وسلم فكل الأعياد باطلة حتى التي صبغها الناس مؤخراً بالصبغة الدينية مثل عيد المولد النبوي.
عيد المولد النبوي 12 ربيع الأول ، وعلى الراجح أن هذا تاريخ وفاته لا ميلاده ، وأول من أظهر عيد المولد النبوي الفاطميون العبيديون الكفار ، ولم يُـعرَف احتفال النبي صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه بعيد المولد النبوي النبي.
النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم ، كان يصوم يوم الاثنين ، فيُسأل ، يقول :
ذلك يوم ولدتُ فيه.
والعيد يَحرم الصيام فيه ، فبطل أن يكون يوم ميلاده من هذا الحديث في صحيح مسلم عيداً.
فإذا أردت أن تكون محتفياً مقتدياً برسول الله صلى الله عليه ؛ احتفِل كل أسبوع يوم الإثنين ، بصيام يوم الاثنين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فكل الأعياد في الشرع باطلة حتى ما صبغ بالصبغة الإسلامية ، عيد الميلاد النبوي ، وعيد الإسراء والمعراج ، وكذلك الأعياد الوطنية ، وكذلك أعياد الأسرة ، وعيد الأم ، وعيد الأب وعيد رأس السنه الميلادية ، والأعياد التي استوردناها من الكفار ، واستبدلناها بالإثنين المذكورين في هذا الحديث ، وما أدري يعني هذه الأعياد كثيرة ، عيد الحب وما لا يخفى عليكم من سائر هذه التسميات.
فهذا الحديث أبطل جميع الأعياد إلا عيد الفطر والأضحى.
المصدر:
المحاضرة الأولى من شرح بلوغ المرام – من باب صلاة العيدين – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله
بتاريخ :
هجري 10 محرم 1447.
ميلادي 5 يوليو 2025.✍️✍️
◀️ رابط الفتوى في الموقع الرسمي: