الرابط في اليوتيوب:
السؤال:
اختلفنا في أفضلية الصحابة على سائر الأمة؟
الجواب:
“الصحابة بالجملة أفضل من سائر الأمة بعدهم، ولكن ذلك لا يمنع أن يبلغ أحدٌ من أواخر هذه الأمة منزلة بعض الصحابة من الإيمان واليقين، بدليل قول الله تعالى:
{ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14)} [الواقعة : 13-14]
وقبلها :
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة : 10]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
«لكلِّ قرنٍ من أُمَّتِي سابِقُونَ»
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5172
فالصحابة فيهم سابقون، والتابعون فيهم سابقون، وتابعو التابعين فيهم سابقون، إلى عصرنا هذا، ففي هذا العصر سابقون، وأنا دائمًا أقول لأحبائي وإخواني: “الحمد لله الذي أوجدنا في هذا الزمان، نستطيع أن نسابق ونسبِق، ولو كنا في عصر الصحابة أو التابعين أو تابعيهم، فكيف نسبق ، كيف للعُرجان والعميان أن يسبقوا أولئك الفرسان؟!
فالسابقون في المنزلة غير منقطعين، ولهم من الجزاء، فهم {ثُلَّةٌ مِنَ الْأولين}، ولكن {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ}، والسابقون في العصور الأولى ثلة، والمتأخرون قليل.
“الصحابة لهم الأفضلية جملة وتفصيلًا،” إخواني، ما ينبغي لأحد أن ينسب نفسه إلا لجهة معصومة، والنسبة إلى الجهة غير المعصومة قصور، وفي بعض الأحايين ضلال.
النسبة للسلف، نسبة لجهة معصومة (الصحابة، التابعين، تابعيهم)، تقول ملخصًا هذه النسبة: “أنا سلفي”، لأنك نسبت نفسك إلى جهة معصومة، فهذا مما يحبه الله ويرضاه، لا إلى حزب يرأسه فلان أو علان.
بعض الناس يعتقد إذا قلت:
أنا “سَـلَفِـي” ، أنني من حزب يرأسه في هذا الزمان الشيخ الألباني)، وإذا كان في الحجاز (يرأسه الشيخ ابن باز)،وهذا خطأ، فليست السلفية هكذا!
السلفية هي النسبة إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم، لا يجوز لك أن تنسب نفسك لجهة غير معصومة أو أفراد من أمثال الأئمة ، بعض الناس استحكم في عقله أن السلفي هو ابن باز والألباني، فقال: “أنا شافعي”، ثم تبدأ المقارنة: من أعلم؟
الشافعي أم الألباني؟
لا، الشافعي أعلم، والشافعي أعلم من ابن تيمية.
يا من تنتسب للشافعي، انتسب للشافعي تفقهًا وتعلمًا، وإن وجدت حديثًا للنبي صلى الله عليه وسلم يخالف قول الإمام فقل:
“إمامي معذور بتركه للحديث، وأنا معذور بتركي لقول إمامي، ولا أتبع إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأتبع السلف الصالح”.
فكل أتباع الشافعي هم أتباع الصحابة والتابعين.
أفضل هذه الأمة الصحابة، وأفضل الصحابة على الترتيب:
أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي.
وكان سفيان يفضل عثمان على علي، ثم تاب من هذا التفضيل.
فأفضل خلق الله عز وجل بعد الانبياء والمرسلين الصحابة ، وأفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، بالجملة، والمفاضلة علم وعمل، بالعلم والعمل.
لذا قال أهل العلم إن الصحابة اختلفوا على قولين، فدائمًا الراجح مع الفريق الذي فيه أبو بكر وعمر، لماذا؟
لأنهم هم أعلم خلق الله بعد الأنبياء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر” رضي الله عنهما.
لكن هل يلزم من هذا أن يكون أبو بكر وعمر لا يخفى عليهما شيء؟
لا، لكن بالجملة، عِـلم أبي بكر ، وعِـلم عمر هو أحب إلى الله وأقرب وأصوب من أقوال المتأخرين، هل يُستدرك عليهم؟ نعم، يُستدرك عليهم، فكم من مفضول استدرَك على فاضل، وكم من تلميذ استدرك على شيخ له، فالاستدراك في بعض الجزئيات لا ينافي هذه الأفضليات.
فأفضل خلق الله عز وجل الصحابة، وأفضلهم بالترتيب ، بترتيب وجودهم في الخلافة، وهذا مما اجتمعت فيه سنة الله تعالى في خَـلقه وكونه مع سنته في شرعه، وهذا الاجتماع يحتاج لتتبع في القضايا الكبيرة، يحتاج إلى تصنيف وسرد، وليس فقط في الأفضلية وإنما في أشياء كثيرة، فالصحابة رضي الله عنهم هم خير الخلق.
المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
٢٠ صفر ١٤٤٧ هـ
١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م.✍️✍️
◀️ رابط الفتوى: