[هذا يعيش طوال حياته يطعن في فلان ويطعن في هذا، فهل هذا علم؟!
هل هذا علم يقرب للآخرة ويقرب لله عز وجل؟! ]
علم دون تزكية! خلاف.
ماذا قال الله تعالى:
{ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ }
[الجاثية : 17]
صار العلم بغياً، هذا يبغي على هذا وهذا يبغي على هذا، وهذا يطعن في هذا وهذا يطعن في هذا، وهذا يعيش طوال حياته يطعن في فلان ويطعن في هذا،فهل هذا علم؟!
هل هذا علم يقرب للآخرة ويقرب لله عز وجل؟!
تأمل الآفة العظيمة، قال تعالى:
{وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ }
[الشورى : 14]
هذه آفة أخروية.
والآفة الدنيوية انتبه:
{ .. وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} [الشورى : 14]
إذا كان العلم يولد هذا البغي وهذا الظلم، الأتباع اللاحقون لهؤلاء الذين يزعمون أنهم علماء ويُعلمون في شك مريب عن الحقائق الشرعية.
أحسن شيء وأكثر شيء يروج دعوتك أن تبقى منصفاً، أن تنصف الناس، نعم، أمرنا أن نبين الحقائق الشرعية، لكن نبينها بالأدلة والبراهين، وأن نتثبت إن تكلمنا على الناس ، ولاسيما في وقت الفتن، وذكرت لكم في هذه المحاضرة وفي هذه المحاضرات أن الفتَن كيف تبدأ؟
تبدأ بالخلاف ، ثم يشتد الخلاف حتى يصل إلى القتال، والخلاف يشتد لما تقع وتوزع الأمة، فتصبح أحزاباً وفرقاً ، وهذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم.
المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثالثة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️
◀️ رابط الفتوى: