[ هل نستسلم للفتن ونقبلها، أم نجفف مواردها ، ونبعدها عنا بكل سبيل ممكن لنا ؟ ]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
الصحابة فهموا الفتن من باب تحذير النبي ﷺ لهم إياها ، وفهموها ليدفعوها ويبتعدوا عنها وعمَّن يلوذ بهم.
ولا يجوز لنا أن نكون قدريين ، وأن نردد مع الضُّـلال القدريين أن هذا قضاء الله ولا بد أن يقع فنستسلم للفتن ونقبلها، بل الواجب علينا أن نجفف مواردها وأن نبعدها عنا بكل سبيل ممكن لنا.
لا أستطيع أن أتتبع الفتن جميعها، وقد كتب في الفتن عدد كبير من أهل العلم، وما من مُحدِّث ولا سيما أصحاب الكتب الستة إلا وهم كتبوا في الفتن، وعلى رأس كتب الفتن صحيح البخاري، في البخاري كتاب جليل هو كتاب الفتن، وكذلك للإمام مسلم كتاب الفتن، و”سنن الملاحم” لأبي داود، و”الفتن” للجامع الترمذي وهكذا.
وممن أفردها من المتأخرين الحافظ ابن كثير، وكتابه جيد وأنصح به، فابن كثير كتب كتابه كما تعلمون “البداية والنهاية”، البداية من لدن آدم والنهاية إلى عصره، ثم كتب كتاب الفتن فسماه “نهاية البداية والنهاية”، ومراده بـ “نهاية البداية والنهاية” هو أحاديث الفتن، في نهاية البداية ونهاية النهاية وهو مطبوع في مجلد تارة وفي مجلدين ، والكتاب جيد بعيد عن الإسناد، ينفع المثقف والمتخصص في غير علم الحديث، أما طالب علم الحديث فلا بد أن يقرأ الفتن على الأقل أن يقرأ كتاب الفتن من صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم.
قد يسَّر الله ولله الحمد والمنة أن شرحت كتاب الفتن في درس أسبوعي لمدة ثلاث سنوات من صحيح الإمام البخاري، وشرحي موجود على النت ، هذا لمن أراد الاستزادة في معرفة أحاديث الفتن بعامة، وأما دورتي هذه بخاصة فهي الفتن التي تموج موج البحر والتي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الأولى.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️
◀️ رابط الفتوى:
[ هل نستسلم للفتن ونقبلها، أم نجفف مواردها ، ونبعدها عنا بكل سبيل ممكن لنا ؟ ]