السؤال:
كيف نجمع بين فتوى الشيخ الإمام الألباني عن قول “الله ورسوله ﷺ أعلم” أنها شرك لفظي، وقول الصحابة في بعض الأحاديث “الله ورسوله ﷺ أعلم”؟
الجواب:
علم الغيب على وجه العموم والشمول من الذي يتصف به؟
الله، والنبي صلى الله عليه وسلم فيما أطلعه الله، قال تعالى:
{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ .. (27)} [الجن : 26-27]
فإخبار النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة من الغيب الذي ارتضاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وفي حادثة الإفك في الصحيحين، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة:
« وإنْ كُنْتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وتُوبِي إلَيْهِ ».
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4690
| التخريج : أخرجه مسلم (2770)
ما كان يعلم الغيب، :
{ .. وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ}
[الأعراف : 188]
فالنبي ﷺ لا يعلم الغيب، وأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على شيء.
الآن أنت تسأل عن مسألة في العلوم التجريبية، واحد طالب يذاكر، آخر يسأل عن الرياضيات والفيزياء والكيمياء وما شابه، فتقول: “الله ورسوله أعلم”؟
كيف علمت أن الرسول ﷺ يعلم هذه القاعدة الرياضية أو هذه الحقيقة المذكورة في علم الفيزياء أو هذه الحقيقة المذكورة في علم الكيمياء مثلًا أو في الطب أو في أي شيء؟
ما الذي أدرى الرسول ﷺ ؟
الله أعلم.
نعم، علم الله عز وجل يشمل الموجود والجائز والممكن والمستحيل، لا يخفى على الله شيء، أما البشر ؛ لا.
الصحابة لما يسألون عن الحلال والحرام ، قالوا: “الله ورسوله ﷺ أعلم”، يسألون عن أحكام الحلال والحرام، هل من أحد أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان ما يحب الله عز وجل وفي الأحكام الشرعية؟
فالشيخ الألباني يقول “الله ورسوله ﷺ أعلم” شرك لفظي في غير الأحكام الشرعية، في علم الفيزياء والكيمياء وما شابه، فهذا شرك لفظي، ليس كفرا مخرجًا من الملة، شرك لفظي، لكن في أحكام الشرع لا حرج أن تقول “الله ورسوله ﷺ أعلم”.
فالصحابة قالوا “الله ورسوله ﷺ أعلم” في بيان أحكام الشرع، ليس في غير المواطن التي قال عنها الشيخ رحمه الله فيها شرك لفظي.
فالشيخ لما قال “شرك لفظي” في مسائل ما سئل عنه الصحابة وما علموها، ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ما علمها، وعدم علمها بها ليس منقصة له، إنما هي علوم فهمناها في مدار أعصارنا وأماكننا وأوقاتنا، وما علمونا إياه في المدارس وما شابه ، وهذه المسائل ما كانوا يعرفونها من قبل، فالزعم أن النبي ﷺ يعلمها ، هذا زعم باطل، فقول الشيخ “الله ورسوله ﷺ أعلم” وأنها شرك لفظي في مجال غير المجال الذي قال فيه الصحابة “الله ورسوله ﷺ أعلم”.
هذا في واد وهذا في واد، هذا في باب وهذا في باب، وبذا يرفع التعارض، ولا أقول تناقض، فرق عند العلماء بين التعارض والتناقض.
التناقض: أمران متضادان لا يمكن الجمع بينهما.
التعارض:
أمران متضادان يمكن أن تجمع بينهما.
فهذان أمران متعارضان لا متناقضان، يمكن الجمع بينهما، أن هذه لها مجال وذاك له مجال، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
٢٠ صفر ١٤٤٧ هـ
١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م.✍️✍️
◀️ رابط الفتوى: