[الإسلام في الأول انتشر من بلاد الحجاز، وفي الآخر ينتشر من بلاد الشام]

[الإسلام في الأول انتشر من بلاد الحجاز، وفي الآخر ينتشر من بلاد الشام]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
قال الحِب ابن الحِب أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما، قال:
«أشرفَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى أُطمٍ ، من آطامِ المدينةِ ، فقالَ : هل ترَونَ ما أرَى ، إنِّي لأرَى مواقعَ الفتنِ خلالَ بيوتِكُم كمواقعِ القطرِ ».
أخرجه البخاري (1878)، ومسلم (2885).

والأُطُم تَلَّة مرتفعة، فليست هي مرتفعة كالجبل ولا هي مستوية، وإنما تَلة صعد إليها استكشف واستشرف شيئاً لم يَرَه من كان على الأرض.

فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو مع أصحابه يسير فارقهم واستشرف أُطُمَة من آطام المدينة، على مكان مرتفعًا صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه:
“هل ترون ما أرى؟”.

والموضوع رؤية ليست رؤية قلبية ولا رؤية ذهنية، وإنما هي رؤيا بصرية، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
“هل ترون ما أرى؟” قالوا: “لا،” قال صلى الله عليه وسلم: “فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القَطر”.

كيف ترون أسطح البيوت والمطر نازل، والمطر يتخلل الأسطح، هذه رؤية، كيف تكون الرؤية؟
هذه رؤية عينية.

ترون المطر يتخلل البيوت، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إني أرى الفتن،”.

حتى المدينة ؟
الجواب: حتى المدينة في آخر الزمان يتحول الخير كله إلى بلاد الشام، والإسلام في الأول انتشر من بلاد الحجاز، وفي الآخر ينتشر من بلاد الشام.

فالبركة والخير، والملائكة واضعة أجنحتها على بلاد الشام.

تكون فِتَنٌ ؟
نعم، وهذا في موطأ مالك، بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: سيترك أهل المدينة المدينة، قيل لمن؟ قال: “للعوافي والطير”.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “حتى يُـغذِّي الذئب أو الكلب”، شكَّ الراوي، “حتى يبول على منبر مسجدي هذا”، يأتي الذئب أو الكلب يغذي، ومعنى يغذِّي أن يَـشغَـر رجليه ويرفع إحداهما لما يبول، هذا شأن الكلب أجلكم الله أو الذئب.

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعة حتى يترك أهل المدينة المدينة”؟ وفي رواية يقول: “حتى يقول الرجل: لا تقوم الساعة حتى يغادر أهل المدينة المدينة، ويبحثون عن مكان آخر”، قال صلى الله عليه وسلم: “لا يصبر على لَأْوائها إلا مؤمن”.

الفتن في آخر الزمان تنتشر في كل مكان ، ولذا من المنزلة بمكان أن يتعلم طالب العلم أحاديث الفتن.

تعجبني كلمه لابن أبي جمرة في كتابه “بهجة النفوس” الذي اختصر فيه صحيح البخاري وشرحه في “بهجة النفوس” يقول: “ينبغي للناس، -وذلك في زمن الخير والعافية- قال: ينبغي للعالم أن يجلس وأن يحدث الناس عن فقه النية، وقال: لو كان الأمر بيدي لجعلت في كل مسجد من مساجد المسلمين من يُـذكِّر الناس بالنية حتى ترفع أعمالهم”.

أنا أستعير منه هذه المقولة فأقول:
لو كان الأمر بيدي لجعلت في كل مسجد من مساجد المسلمين من يشرح لهم الفتن ومن يحذرهم مما جاء في أحاديث الفتن، ولاسيما أنه ثبت في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ ولمنِ ابتُلِيَ فصبرَ فواهًا ».

الراوي : المقداد بن عمرو بن الأسود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم : 4263

من ابتلي فصبر فواهًا ، هنيئًا له، ولذا في آخر الزمان يكون الدين غريبًا، في الحديث الصحيح :
«بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ».

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 145

فالدين في آخر الزمان يحتاج لتوفيق من الله سبحانه وتعالى والأخذ بالأسباب، ومن ضمن الأخذ بالأسباب أن نتعلم أحاديث الفتن وأن نفهمها كما فهمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الأولى.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[الإسلام في الأول انتشر من بلاد الحجاز، وفي الآخر ينتشر من بلاد الشام]