[لا يمكن أن نفهم الشريعة ومراد الشريعة بمعزل عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمل الصحابة والتابعين وتابعيهم ]

[لا يمكن أن نفهم الشريعة ومراد الشريعة بمعزل عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمل الصحابة والتابعين وتابعيهم ]

الذي لم يفهم أن الشريعة جاءت لأنها عمل، سِـمت العمل في النص ؛ يظِل.

ولذا لا يمكن أن نفهم الشريعة ومراد الشريعة بمعزل عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمل الصحابة والتابعين وتابعيهم، لا يمكن أن نفهم شرع الله إلا مع عمل النبي صلى الله عليه وسلم أولًا، ثم عمل السلف الصالح، ثم من بعدهم، ثم من بعدهم، ولذا زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم.

مباحث علم الأصول متداخلة، ولذا لما يتكلم طالب العلم، وهذا نبه عليه وكيع بن الجراح ، شيخ الإمام الشافعي وشيخ الإمام أحمد، كما ذكر ذلك، أسند عنه الإمام الدارقطني في مقدمة السنن، قال:
أهل السنة يقولون ما لهم وما عليهم، وأهل البدعة لا يذكرون إلا الذي لهم.

ولذا السلف يقولون عبارة عجيبة:
يقولون ما من مبتدع إلا وهو يبغض شيئًا من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحزبي بيكره آيات الوحدة، _المسلمون فريق واحد_، ما من مبتدع إلا يكره شيئًا.
الخلاصة “فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا” عموم، لكن لا يجوز العمل بالعموم لأن النبي صلى الله عليه وسلم خصصه، الآن انظر بعض من تشرَّع، يتكلم بالشريعة يقول:
فعل النبي ﷺ الأصل فيه السنية وليس الوجوب، وبالتالي بقيت الآية على عمومها.

الأصل في فعل النبي صلى الله عليه وسلم إيش؟
السُنية، هذا صحيح لكن في هذا الموطن ليس بصحيح، لماذا؟ لأن فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي فيه تطبيق لأمر رباني ورد في الكتاب قوليّ ليس للسُّنية، وإنما هو واجب، كل فعل للنبي صلى الله عليه وسلم فيه تطبيق لأمر قولي ؛ هذا الأمر فعله ما يصبح الأصل فيه سُنية.

طيب بعض الآن الذين يحبون أن يجاروا الكفار وأن يفهموا الدين حتى يرضى الكفار عنا، قال بهذا بعض المعاصرين وهو زندقة، القول زندقة، أنا لا أكفر صاحبه، صاحبه جاهل، قال:
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا .. } [المائدة : 38]

قال المعنى :
كافؤوهما، “فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا” عن السرقة، أعطوهما مالًا، هل هذا كلام صحيح ؟
هذا كلام مستحيل!

طيب أين ذهب كلام النبي ﷺ ؟
“والله لو أن فاطمة بنت محمد ﷺ سرقت لقطعت يدها”، إيش يعني؟ لماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة؟

فموضوع العام والخاص الشريعة كلها تدور عليه، والموفّق، وأرجو الله أن نكون وإياكم من الموفقين، يعلم علم اليقين أن الشريعة فيها الغنية وفيها الكفاية وفيها السعادة وفيها رضا الله عز وجل والتوفيق في الدنيا والآخرة، الله جل في علاه علمه يشمل الحياة التي نعيش، التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم وما سيأتي إلى يوم الدين، علمه شامل كل شيء، فشرع للأمة ما يكفيهم، وكل نازلة تنزل بالأمة ولم ينزِع صاحبها الجواب من كتاب الله فهذا ليس براسخ في العلم.

لذا من بديع تقريرات الشاطبي في الموافقات أن طالب العلم والمفتي إن تكلم في أي مسألة، إن تكلم، يبدأ بماذا؟
يبدأ بالقرآن.

المصدر:
الدرس الثامن – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن.
التاريخ:
11 ربيع أول 1447 هـ
03 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[لا يمكن أن نفهم الشريعة ومراد الشريعة بمعزل عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمل الصحابة والتابعين وتابعيهم ]