[ أصول التوراة والإنجيل محفوظة بحفظ أصحابها لها، فإن قصروا في حفظها ؛ غُيِّرَتْ وبُدِّلَتْ، وأما كتابنا ؛ الله هو الذي تولى حفظه، سواء المنزَّل في القرآن الكريم أو في أحاديث النبي ﷺ ]

[ أصول التوراة والإنجيل محفوظة بحفظ أصحابها لها، فإن قصروا في حفظها ؛ غُيِّرَتْ وبُدِّلَتْ، وأما كتابنا ؛ الله هو الذي تولى حفظه، سواء المنزَّل في القرآن الكريم أو في أحاديث النبي ﷺ ]

الله جل في علاه يقول كما تعلمون في الحجر:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر : 9]

من الذي يحفظ كتابه سبحانه وتعالى ؟
الله ، وانتبه معي للآية.

آخر الزمان لَما يبعث الله ريحاً تقبض أرواح المؤمنين، يُرفع القرآن من السطور ، ويُرفع القرآن من الصدور، فالضبط ضبط سطر وضبط صدر، في آخر الزمان يُرفع الضبطان، يُرفع من السطور ومن الصدور، أما والإسلام قائم، فالله هو الذي تكفل بالحفظ:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر : 9]

في كتاب إعلام الموقعين، ثلاث أرباع كتاب إعلام الموقعين شرح كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري في القضاء، وكان من ضمن ما قال: “فعليكم بـكتاب الله”،
وقال ابن القيم: “الذكر والكتاب غير القرآن”.

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ .. } أي الكتاب والسُّـنَّة، هذا هو سر عدم ذكر ربنا سبحانه وتعالى إنا نحن نزلنا القرآن، قال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.

الذي يَحفظ هو الله، يحفظ القرآن والسنة، هذا هو الذِّكر، لذا قال بعض المحدثين في بيان شيء من تفسير الآية: “ما بُيِّتَتْ كذبة على رسول الله ﷺ بالليل، إلا وقيَّض الله له جَهْبَذَ من علماء السنة ففضحه”.

فالله الحافظ ، لَما احتلت إسبانيا شمال المغرب، تطوان وما حولها، طبعوا نسخة من المصحف وذكَـر هذه القصة، تقي الدين الهلالي رحمه الله، وكان في تطوان ، مما يعني عاش في تطوان فترة، فطبعوا المصحف ، وأسقطوا كلمة من قول الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ .. } [النساء : 59]

ما كتبوا (منكم) ، قالوا فقط:
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر.

أرادوا أن يفهموا الناس أنهم أولياء أمور المغرب، احتلها قسمان، فرنسا واحتلتها إسبانيا، شمال المغرب احتلته إسبانيا، (وأولي الأمر) ، فكان ولد صغير يقرأ في الصباح، يقرأ حافظ، بارك الله في المغاربة لهم عناية شديدة بالقرآن والحفظ، فقال: “هذه كلمة ساقطة، منكم”، تفسير الآية عجيب، نمط الآية.

الله يقول:
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ، ما قال (والرسول) ، قال: (وأطيعوا الرسول)، ثم لَم يقل: (وأطيعوا أولي الأمر) ، إنما قال الله: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

إيش يعني (وأولي الأمر) ؟
الجواب : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لو أن الله قال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر منكم) ؛ لكان فيها تعارض مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا طاعة إلا بمعروف، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”، ومن أشد إعجاز القرآن:
“قل لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً”.

كل القرآن، بكل الأوامر ؛ كلها لا يوجد فيها تعارض، كلام البشر فيه تعارض أنَّا كان ، فالقرآن حفظه الله جل في علاه، ولذا لما نتكلم عن الفتن، فنحن نتكلم عن الفتن والمرجعية محفوظة، وهذا الحفظ ليس لي ولك وإنما هو ابتلاء، الفتنة اختبار لقدرتك، اختبار لإرادتك، أما الأصول محفوظة، لا نخشى على أصولنا، الأصول واضحة ظاهرة، (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

طيب أهل الكتاب، كتبهم محفوظة؟
ماذا قال الله في المائدة عن أهل الكتاب؟
قال الله:
{ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ .. } [المائدة : 44]

فأصول التوراة والإنجيل، أصولها محفوظة بحفظ أصحابها لها، فإن قصروا في حفظها ؛ غُيِّرَتْ وبُدِّلَتْ، وأما كتابنا، كتاب الله عز وجل، فالله هو الذي تولى حفظه، سواء المنزَّل في القرآن الكريم أو في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

طيب الأمة؟
الأمة عندها خلل، الخلل عندها في الفهم، وسبب الخلل في الفهم أنهم استقلوا بعقولهم بفهم خلاف ما عليه السلف الصالح، في ضلال كثير في حق المنتسبين للإسلام، الفرَق كثيرة والآراء شديدة، والآراء لا تنتهي، سواء الفرق السابقة أو الفرق اللاحقة، لكن التحريف تحريف إيش؟
تحريف تنزيل أم تحريف تأويل؟
تحريف تأويل، التنزيل محفوظ، أما التأويل باطل.

المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الرابعة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ أصول التوراة والإنجيل محفوظة بحفظ أصحابها لها، فإن قصروا في حفظها ؛ غُيِّرَتْ وبُدِّلَتْ، وأما كتابنا ؛ الله هو الذي تولى حفظه، سواء المنزَّل في القرآن الكريم أو في أحاديث النبي ﷺ ]