السؤال: هل صيام التسع مِن ذي الحجَّة كاملة لا يجوز؟

السؤال:
هل صيِام التِسع مِن ذي الحجَّة كاملة لا يجوز؟

الجواب:
في حديث هنيدة بنت خالد في سنن أبي داود صام النبي صلى الله عليه وسلم التسع.
الحديث:
ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻴﺒﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺮ ﺑﻦ ﺻﻴﺎﺡ ﻋﻦ ﻫﻨﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻦ اﻣﺮﺃﺗﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎء اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭاء ﻭﺗﺴﻌﺎ ﻣﻦ ﺫﻱ اﻟﺤﺠﺔ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ ﺃﻭﻝ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ ﻭﺧﻤﻴﺴﻴﻦ.
ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ: ﺻﺤﻴﺢ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺑﻲ ﺩاﻭﺩ (2106)
وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: ما صام النبي صلى الله عليه وسلم العشر، -أي العشر من ذي الحجة-.
الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت ما رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ صائِمًا في العَشْرِ قَطُّ.
صحيح مسلم ١١٧٦ • [صحيح] •

والعلماء لهم كلام في هذا الباب، فمنهم من قال أن عائشة نفت في سنة، وهنيدة أثبتت في سنة أخرى، ويؤكد هذا حديث عائشة كانت تقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم.
الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ حتّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيامَ شَهْرٍ إلّا رَمَضانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيامًا منه في شَعْبانَ.
صحيح البخاري ١٩٦٩ •
فهنا هنيدة أخبرت عن سنة، وعائشة أخبرت عن سنة أخرى؛ بمعنى أن السُنة في الصيام ليست سنة راتبة؛ بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم ما دوامها.
وشُرّاحِ سنن أبي داود أجابوا جواباً آخر، قالوا: حديث هنيدة صام التسع، المراد اليوم التاسع وليس المراد التسع الأوائل من ذي الحجة.

صام النبي صلى الله عليه وسلم اليوم التاسع، واليوم التاسع هو يوم عرفة، فصيام عرفة لغير الحاج مستحب، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي قتادة قال: والحديث في صحيح مسلم؛ قال: صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنةٍ ماضية وسنة لاحقة، وصيام يوم العاشر من محرم يكفر ذنوب سنة ماضية.

أتدرون عاشوراء لماذا صامه النبي صلى الله عليه وسلم؟
فإنه وجد اليهود يصوموه وهذا اليوم الذي نجا الله فيه موسى عليه السلام من فرعون، قال صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بموسى منهم؛ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من أكل وشرب أن يُتِمَّ صومه، فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن صوم العاشر من محرم (صوم عاشوراء) يكفر ذنوب سنة ماضية.
سُئِلَ ابن الجوزي -رحمه الله: ما السبب في أن يوم عرفة يكفر ذنوب سنة ماضية ولاحقة، وصوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة ماضية؟

فقال: يوم عرفة يوم محمدي، ويوم عاشوراء يوم موسوي، ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى، فكان صوم محمد صلى الله عليه وسلم يكفر ذنوب سنتين، وصوم يوم موسى عليه السلام يكفر ذنوب سنة ماضية.

فالشاهد بأن يوم عرفة يستحب صيامه لغير الحاج، والحاج لا يستحب صيامه والنبي صلى الله عليه وسلم ما صام هذا اليوم وهو في الحج.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة✍✍🏻

3 ذو الحجة 1438 هجري 2017 – 8 – 25 إفرنجي

↩ رابط الفتوى:

السؤال: هل صيام التسع مِن ذي الحجَّة كاملة لا يجوز؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor