[ما هو الثابت عن النبي ﷺ في رواية تحريك الإصبع في التشهد ؟]

[ما هو الثابت عن النبي ﷺ في رواية تحريك الإصبع في التشهد ؟]

السؤال:
جاء عن بعض طلبة العلم أن زيادة لفظة “يحركها” في حديث وائل بن حجر شاذة، تفرد بها هنالك مخالف للجماعة الذين قالوا “أشار بها”، وما الجمع بين هذا في بعض الروايات “نصبَ إصبعه”؟

الجواب:
حديث “يحركها” حديث وائل بن حجر الحضرمي الصحابي اليمني، وحديث وائل بن حجر الحضرمي رواه جمع، ومداره على عاصم بن كليب الشاشي عن أبيه عن وائل، وعاصم بن كليب رواه عنه عدد من الرواة نحو 20، وقديمًا بحثت الحديث بحثًا مفصلاً، وقفت على أزيد من 20، وقفت على 24 راويًا، ومن بين الرواة الذين رووه عن عاصم عن أبيه عن وائل: زائدة بن قدامة، زائدة بن قدامة هو الذي روى “كان يشير بإصبعه السبابة يحركها”، وانفرد بهذه الزيادة، وهو أيضًا انفرد “كان يقبض بيمينه على يساره ويضعها على صدره”، فانفرد بهذه أيضًا.

انتبه !
الآن، أخاطب السائل أولاً، وطلبة علم الحديث ثانيًا، ثم أخاطب الإخوة الأفاضل الذين يسمعوني.

ما سرد واحد من الأربعة والعشرين عن صفة صلاة النبي ﷺ بتمامها وكمالها، وإنما كل منهم ذكر شيئًا من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فالقول بـ”انفرد” ليس دقيقًا، لو واحد سرد كل شيء إلا كلمة “يحركها” فأقول هذا “انفرد”، وواحد ذكر أن النبي ﷺ كيف ينزل، كان ينزل على يديه أو ركبتيه، وآخر كيف يضع يديه وهو قائم وهكذا، فكلمة “الانفراد” كلمة فيها ما فيها.

نقول “تفرد” لكن لا نقول “شذ”، أقول “تفرد” لكن لا أقول “شذ”، لماذا لا أقول “شذ”؟
لأن كل واحد منهم ذكر شيئًا.

الخلاصة :
والذي استقر عندي وكتبت هذا في كتاب ‘القول المبين في خطأ المصلين” قبل أكثر من 30 سنة وزيادة، أي الذي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضوع السبابة حديثان:

حديث عبد الله بن الزبير:
“كان صلى الله عليه وسلم يشير بالسبابة وكان يلقي ببصره عليها”، وأنت تصلي فانظر إلى مكان سجودك، إلا إن جلستَ للتشهد فتمد السبابة وتلقي ببصرك على السبابة، وهذا حديث عبد الله بن الزبير وفي صحيح مسلم.

وحديث وائل بن حجر الحضرمي “كان يشير بالسبابة ويحركها”.

وعلماؤنا يقولون :
إذا اختلف المَخرج (هذا حديث مستقل وهذا حديث مستقل)، هذه حادثة مستقلة وهذه حادثة مستقلة، والمراد بالمَخرج الصحابي، حديث عبد الله بن الزبير عند مسلم ، والحديث الذي عند الطبراني واختصره أبو داوود، الطبراني فيه “كان يحركها” وأورده أبو داوود ، وأورد قطعة من الحديث، فهذا ثابت وهذا ثابت.

بما أن الصحابة اختلفا والمَخرج اختلف، فهذا يحمل على حالة وهذا يحمل على حالة، بمعنى أنه تارة كان صلى الله عليه وسلم يمد إصبعه ويحركها، وتارة كان يمدها ولا يحركها.

أما الرواية التي عند أبي داود في حديث عبد الله بن الزبير “وكان يشير بسبابته ولا يحركها”، فهذه الرواية الشاذة، هذه عصارة وخلاصة المبحث الحديثي في موضوع السبابة.

الخلاصة:
لك أن تمد دون تحريك، ولك أن تمد مع التحريك، وهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله – الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الرابعة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ما هو الثابت عن النبي ﷺ في رواية تحريك الإصبع في التشهد ؟]