تفصيل حول دعاء المسألة ودعاء الثناء من قول الله عز وجل : { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء : 110]

تفصيل حول دعاء المسألة ودعاء الثناء من قول الله عز وجل :
{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا}
[الإسراء : 110]

قال الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:

ما معنى الدعاء؟
هذه مهمة، وهذه مهمة للمتأله ، المتعبد.

كيف يتعبد الإنسان ربَّه سبحانه وتعالى، ولا سيما في المواسم التي عظَّمها الله، ولا سيما في الدعاء في عرفة.

فقوله: “فادعوه بها”، المراد: الدعاء المعهود في القرآن، وقيل: فادعوه بها، أي فسموه بها.

وهذا باب يفتح باب النفي في الصفات في الأسماء، فمال إليه الزمخشري المعتزلي المعروف في كتابه الكشاف.

قال:
{ .. وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا}
[الإسراء : 110]

قال الإمام ابن القيم في بدائع الفوائد:
قال هذا لازم المعنى، فسموه بها لازم المعنى.

والمراد بالدعاء في الآية ليس هو عين المراد، لوازم المعاني حُجَّة.
كلام الله جل في علاه لا يأتيه الباطل، كلام البشر فيه باطل.
فاللازم في كلام البشر: منفك وغير منفك.
فاللازم ليس مذهبًا حتى يُصرِّح به صاحبُه، فلازم المذهب ليس بمذهب.

وأما دلالة اللازم في القرآن الكريم، في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، دلالة معتبرة.
لما تتزاحم الدلالات، المنطوق يُقدَّم على دلالة اللازم.
فأقوى الدلالات دلالة المنطوق، لكن دلالة اللازم مطلوبة، وكثير من الآيات فُسِّرت بلازم المعنى، وليست هي المراد بالمعنى.

{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا …} [الأعراف : 180]

فادعوه بها، فادعوه بها، لازمها أن الله جل في علاه له أسماء، سموه بها.

سموا الله بالرحمن، الله جل في علاه…
وقيل: الله الاسم الأعظم ، لله سبحانه وتعالى.

والدعاء في الشرع له معنيان:
دعاء مسألة ودعاء ثناء.

الدعاء: العبد يتوجه إلى الله بالدعاء.
فادعوه بها: إما أن تطلب حاجتك وتُسَمِّيها، وتتذلل إلى الله عز وجل أن يُحقِّقها لك، هذا دعاء مسألة.

والدعاء الآخر ما هو؟
ثناء.
دعاء ثناء.

وروى الترمذي (3585) عن ابن عمرو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
وحسنه الألباني في “صحيح الترمذي”.

“أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي”
في يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

ومن المقرَّر عند العلماء أن أحب الكلام إلى الله في الدنيا: “لا إله إلا الله”،
وأن “الحمد لله” أحب الكلام إلى الله في الآخرة.

في الآخرة أن تقول: “الحمد لله” أحسن من أن تقول: “لا إله إلا الله”، وفي الدنيا أن تقول: “لا إله إلا الله” أفضل من أن تقول: “الحمد لله”.

فجمع في دعاء الثناء في عرفة خير الكلام في الدنيا والآخرة،
بقوله صلى الله عليه وسلم:
“خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.

أحسن دعاء لله سبحانه وتعالى:
دعاء الثناء.

ولذا ينبغي للعبد قبل أن يبدأ بدعاء المسألة أن يَسبق ذلك بدعاء الثناء، أن تُثني على الله عز وجل، وأن تدعو بحمده، وأن تُثني على الله بذلك الثناء.

ما معنى الثناء؟
تكرار الحمد.

فالحمد إن كررته أصبح ثناء.

فمن آداب الدعاء أن تحمد الله وتثني عليه.

معنى تثني عليه:
تكرر الحمد.

بعد ذلك تنتقل من دعاء الثناء إلى دعاء المسألة.
وقوله سبحانه وتعالى: “فادعوه بها” يشمل دعاء الثناء ، ودعاء المسألة.

ومن اللطائف التي أُثِرت عن سفيان بن عيينة:
ربط الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم:
“أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.

وأخرج ذلك التيمي الأصفهاني في كتابه الترغيب والترهيب.
قال على إثر هذا الحديث: هذا إسناد حسن.
ثم قال: وقيل لسفيان بن عيينة: هذا ثناء ، لا دعاء.
فقال: هو التعرُّض للسؤال.
أما سمعتَ قول القائل وربطه بشِعر معروف قديم:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني
حياؤك إنَّ شيمتكَ الحياءُ
إذا أثنى عليك المرءُ يومًا
كفاهُ من تعرُّضك الثناء

فأنت لما تدعو دعاء ثناء في عرفة بقولك: “لا إله إلا الله”،
يقول سفيان: هذا دعاء ثناء يتضمَّن السؤال.

لما تلتقي مع إنسان تريد أن تأخذ منه حاجة، فتُثني عليه ، لماذا تُثني عليه في هذا المقام؟
حتى يُغدِق عليك العطاء.

ولذا قال الشاعر:

إذا أثنى عليك المرءُ يومًا
كفاه من تعرُّضك الثناء

هو يُثني عليك، لماذا يُثني عليك؟ يريد العطاء.
ولذا عرفة، لما يقولون: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له…”،
هذا دعاء ثناء، لكن يتضمَّن كما قال سفيان: دعاء الثناء ماذا يتضمَّن؟
مسألة.
يتضمَّن السؤال.
إذا بقيتَ تُثني على الله عز وجل، وأكثرتَ من الثناء على الله عز وجل، الله يعطيك ما تريد، ولو لم تسأل.

حالك مع ربك، وحال قلبك، وشغلك لوقتك أن تكون مع الله عز وجل ؛ الله يحفظك، والله يعطيك بالثناء.

ولذا: “فادعوه بها”، المراد من قوله “فادعوه بها”:
دعاء الثناء، ثم يُعقب دعاء الثناء دعاء المسألة.

طيب، أسماء الله كثيرة، وأسماء الله تعالى توقيفية، كما قال الناظم:
“اعلَمْ أن أسمائَهُ توقيفيةٌ لَنا بلا أدِلَّةٍ وَفِية”.

يحرُم عليك أن تُسَمِّي ربك بما لم يرد في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل قول: “النساء الكبار بالسن” :
“يا أبو القُبَّة الزرقاء”،
هذا حرام شرعًا.

أسماء الله جل في علاه توقيفية، كيف تعرف أن هذا اسم لله جل في علاه؟
تعرفه بـماذا؟ بالنص.

قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولذا قال الله عز وجل:
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} [الصافات : 180-182]

فبعد أن نزَّه الله تعالى نفسَه عما يصفه الواصفون، وهم المشركون، أثنى على أنبيائه، فقال بعد قوله: “سبحان ربك رب العزة عما يصفون”:
“وسلام على المرسلين”.

ثناءٌ على أنبيائه، ومعنى ثنائه على أنبيائه بعد أن نزَّه الله تعالى نفسه عمَّا يفعله المشركون:
يتضمَّن هذا مدحُ الأنبياء، لأنهم لا يصفون ربهم إلا بما يُحب.

فبعد أن نزَّه الله نفسه قال:
“وسلام على المرسلين”.

ما هو سر السلام على المرسلين؟
لأنهم لا يصفون ربهم إلا بصفاته.

ولذا صفات الله جل في علاه توقيفية، كثيرة.
كم صفة لله؟ كم اسمًا لله؟ كثيرة لا نعرفها.

كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميتَ به نفسَك، أو أنزلته في كتابك، أو علمتَه أحدًا من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمِّي”.
قال: “أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك”،
فهناك أسماء لله استأثر الله بها لا يعرفها أحد.

طيب، ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة – وقيل إنه متواتر، والراجح أنه ليس كذلك، هو صحيح لكنه ليس متواترًا – ، وألف فيه الإمام أبو نعيم الأصفهاني جزءًا:
“إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مئة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة”

معناه: هذا ليس حصرًا لأسماء الله.
النبي صلى الله عليه وسلم أكد أن لله جل في علاه تسعة وتسعين،
ما قال: “إن لله تسعة وتسعين اسمًا فقط”،
وإنما قال بعدها: “مئة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة”.

الله، من كَرَمه سبحانه وتعالى، أن فَضَّل بعض الأسماء على بعض.
أسماء الله ليست سواء، وهذه نقطة نأتيها بعد قليل وهي مهمة،
وينبغي أن نتكلم بعلم، وأن يقوم – أي في معتقدك – أن يقوم بدليل.

ومسألة المفاضلة مسألة فيها تشويش كثير،
الناس غير واضح عندهم مسألة المفاضلة.

فخَصَّ الله عز وجل تسعة وتسعين اسمًا، فذَكرها النبي صلى الله عليه وسلم لربه، والروايات التي فيها تعداد الأسماء عند الترمذي مدرجة وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم،
وإنما هي مأخوذة بالاستقراء من الآيات والأحاديث، وأدرجها بقيّة بن الوليد.

والحافظ ابن حجر جلس مجلسًا فيه إملاء وبيان أن هذه الأسماء ليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم،
وإنما هي مدرَجة.

لما تقول: “أنا عندي مئة من العبيد أعددتهم للجهاد”
هل يُفهم من قولك هذا أن العبيد الذين عندك فقط مئة؟
ولا الذين أعددتهم للجهاد مئة، وعندك غيرهم؟

ها؟
لما تقول: “عندي مئة من العبيد أعددتهم للجهاد”،
كم عدد العبيد عندك؟
لا يُعرَف.

لا يجوز أحد يفتري عليك ، أن يقول :
من قال عندي مئة من العبيد أعددتهم للجهاد أنه ليس عنده إلا مائة !

لأن المائة للجهاد، لكن الزائد وارد، بل ظاهر الكلام أن عنده فوق المئة.

ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث:
“إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مئة إلا واحدًا، من أحصاها، من حفظها وعمل بمقتضاها دخل الجنة”.

فمعنى الإحصاء: أن تحفظ هذه الأسماء أولًا، ثم أن تعمل بمقتضى هذه الأسماء ، دخلتَ الجنة.

فأسماء الله عز وجل كثيرة، وخصَّ النبي صلى الله عليه وسلم ربه بـ 99 اسمًا.

قال الله عز وجل:
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ …} [الإسراء : 110]

فيه ردٌّ وتعليم بأن تعدُّد الأسماء لا يقتضي تعدُّد الذوات، وشَتَّان شتَّان بين دعاء المشركين آلهةً مختلفة، وبين أن تدعو أنت ربك الذي له أكثر من اسم.

{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ}

ولذا بعض المشركين لما سمعوا الآية قالوا:
“محمد له إلهان!”
وهذا من الباطل.

محمد له إله واحد، وأتباعه موحدون، ويؤمنون بإلهٍ واحد،
ولكن هذا الإله له أسماء متعددة.
فهو الله، أو هو الرحمن.

وخصَّ الله جل في علاه اسم الله واسم الرحمن لأنهما أصلٌ لبقية الأسماء، وهذا التخصيص يدل على أنهما أشرف من سائر الأسماء، وتقديم اسم الله عز وجل على الرحمن يدل على أن اسم الله عز وجل هو الأصل في الأسماء.

الآن مسألة، وهذه المسألة مهمة:
هل الأسماء تتفاوت فيما بينها؟
نعم.

هل آيات القرآن الكريم تتفاوت فيما بينها؟
نعم.

هل الرسل يتفاوتون فيما بينهم؟
نعم.

والتفضيل للشرع، فالله عز وجل يقول عن الأنبياء مثلًا:
{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ }.
[سورة البقرة 253]

وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي المنذر أُبَيِّ بن كعب،
قال: “تدري أي آية في كتاب الله أعظم؟”،
فأرشده صلى الله عليه وسلم إلى أن أعظم آية من كتاب الله: آية الكرسي.
وأفضل سورة من القرآن الكريم: سورة الفاتحة.

فالفاتحة أحسن من غيرها من السور، وآية الكرسي أفضل من غيرها من الآيات.

فالآيات تتفاوت فيما بينها، والأسماء كذلك.

وأفضل أسماء الله عز وجل: الله والرحمن.

لكن: مفاضلة الأسماء، مفاضلة الأنبياء، مفاضلة الآيات،
لا يجوز لك عند المفاضلة أن تَغْمِز بالمفضول.

من باب أولى:
نُفَضِّل بين المشايخ.

وطلبة العلم ينشغلوا دائمًا:
“من أعلم؟ من أحسن؟ من الذي يفيد أكثر؟” من المشايخ…
فالمفاضلة جائزة، بشرط ألا تغمز بالمفضول، فإن غمزت بالمفضول فالمفاضلة حرام.

ولذا لما فَضَّلوا النبي صلى الله عليه وسلم على يونس بن متىعليهالسلام، زجرهم النبي ﷺ ، قال:
“لا تُفَضِّلوني على يونس بن متى”.

ما هو سر زجر النبي صلى الله عليه وسلم؟
الزجر ليس نفي أصل المفاضلة، لأن الكلام يُوحي بفتح باب غمز، فمنع النبي هذا الباب.

لا أقول غمزًا، أقول: إن فُـتِحَ الكلام في الغمز.

بعض الناس إذا أراد أن يمدح عالمًا يغلو فيه، ويكون المقصد حفي الغلو فيه النبز حبالآخر، فهذا النبز حرام.

ولما تقوم القرائن على أن هذا التفضيل من أجل الغمز، فيجب إغلاقه، ولا يجوز الاسترسال فيه.
ح
ولذا قال الله عز وجل:
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ .. } [الإسراء : 110]

المصدر:
المحاضرة الـرابعة
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان
نيل المرام في شرح آيات الأحكام
الدورة العلمية 27
التاريخ:
6 صفر 1447 هـ
31 يوليو 2025 م✍️✍️

◀️الرابط في الموقع الرسمي:

تفصيل حول دعاء المسألة ودعاء الثناء من قول الله عز وجل : { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء : 110]