[ قصة إسلام الفرنسي الطبيب “موريس بوكاي” ، وبيان سر صد كثير من أهل الكتاب الذين يعيشون في أوروبا عن القرآن ؟ ]
السؤال:
هل إقامة الحُجة تحصل بترجمة القرآن؟
الجواب:
قد تحصل وقد لا تحصل، الإسلام انتشر في أوروبا لأسباب، من بين الأسباب التي انتشر فيها الإسلام في سبعينيات القرن الماضي عالم فرنسي جزاه الله خيرًا كان نصرانيًا فأسلم، اسمه موريس بوكاي.
موريس بوكاي له كتاب تُرجم للغات عديدة جدًا عنوانه “العلم في القرآن والتوراة والإنجيل”، بَيّن فيه أن القرآن لا يخالف العلم، وأن الذي يخالف العلم ما هو في التوراة وما هو في الإنجيل، وحاضر، وكان يترحل إلى كثير من عواصم الدول الأوروبية وحاضر في الكتاب، ونفع الله تعالى به كثيرًا،
هذا إسلامه له قصة على موضوع الترجمة، هو طبيب، موريس بوكاي طبيب، وكتب عدة كتب وفهمه للإسلام جيد وكلامه على الإسلام جيد، بخلاف “روجيه غارودي”.
“روجيه غارودي” يدعو إلى الأديان كلها، بل كان اشتراكيًا شيوعيًا، وكان يقول في بعض مقابلاته:
“أنا ما تركت الاشتراكية”، يعني بقي شيوعيًا، ويدعو لكل الأديان، والدعوة لكل الأديان هذا مصيبة، وهذه طامة في هذا الزمان.
الخلاصة :
موريس بوكاي طبيب يقول: “كنت طبيبًا وكنت مبشرًا بالدين النصراني، وكلما جاءني مريض أبدأ معه بالتشكيك”، قال: “وقرأت القرآن ثلاث مرات، ولكني قرأت القرآن بالترجمة، لم أقرأه باللغة التي أنزلها الله، العربية”، “قرأته بالترجمة”، قال: “فذات يوم اتصل عليّ ديوان الملك السعودي، وقالوا: نريد أن تعالج الملك فيصل، الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود”،
والملك فيصل رجل صالح، غيور على دين الله ، قال: “فترددت، كيف أعالجه وكيف أعامله؟ هل أعامله كما أعامل الناس؟”، قال: “فعزمت أن أُبقي على نهجي، أبدأ أُشكك في الإسلام وألقي عليه الشبه”، قال: “فجاء وعالجته، وبدأت أُلقي عليه الشبه كالعادة”، قال: “فوجدته هادئًا، العالِم عنده يقين، يعرف القرآن ويفهم القرآن”.
قال: “فمد يده، صافحني”، فصافحته، قال: “أريد منك أن تعاهدني أن تقرأ القرآن الكريم”، قال: “فقلت بتبجح: قرأته ثلاث مرات”، قال لي: “هل قرأته بلغة الأم، أم أنك قرأته مترجمًا؟”، قال: “قرأته مترجمًا”، قال: “فالفساد وصل إليك من المترجِم، أنت لا تفهم القرآن، أنت لا تفهم القرآن، عاهدني أن تقرأ القرآن باللغة العربية”.
فقال: “اتصلت بجامعة باريس، وطلبت أن أتعلم العربية” ، وتعلم العربية، ثم ذهب إلى الجزائر ومكثت فيها سبع سنوات يتعلم العربية.
ثم قال :
قرأت القرآن، وبدأت أفتش في القرآن، وأنا في كل علمي أن القرآن مثل التوراة والإنجيل، وهذا هو سر صد كثير من أهل الكتاب الذين يعيشون في أوروبا عن القرآن، يظنون أن القرآن كالتوراة والإنجيل، هناك سلطان يجعلك تتخلى عن عقلك، تتخلى عن فهمك، والسلطان سلطان الدين، يسيطر عليك وتقتنع بأشياء لا يمكن أن تقتنع بها، فيصدون عن سبيل الله ، الآن النصارى ليسوا نصارى، واليهود ليسوا يهود، هم أقرب للإلحاد”.
الخلاصة: قال: “فبدأتُ أتعلم، ثم الله شرح صدري للإسلام”، قال: “فتكلمتُ مع الشيخ ابن باز”، تكلم مع الشيخ ابن باز، قالوا: “الشيخ ابن باز تكلم مع محمد تقي الدين الهلالي”، قال: “فذهب، فكان يعرف الفرنسية، فذهب لموريس بوكاي إلى فرنسا، والتقى به ودعاه للإسلام”، فقال: “أنا على وشك الإسلام، أنا قرأتُ الإسلام وأنا على وشك الإسلام”، فأسلم، وتحمس للإسلام، وألّف كتبًا وحاضر محاضرات عديدة كان لها أثر عظيم واضح جلي في نشر الإسلام، فالترجمة تصلح ولا تصلح.
المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الرابعة.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️
◀️ رابط الفتوى: