[حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فتنة كبيرة وكبيرة جداً، هي فتنة ابن صياد ]
حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فتنة كبيرة وكبيرة جداً، هي فتنة ابن صياد، سمعتم بفتنة ابن صياد؟
فتنة ابن صياد ثابتة في الصحيحين، وأذكر لكم حديثاً واحداً، وفصل فيه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، فاتفق الشيخان البخاري ومسلم من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه،
أنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ في رَهْطٍ مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حتَّى وجَدُوهُ يَلْعَبُ مع الغِلْمَانِ، عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وقدْ قَارَبَ يَومَئذٍ ابنُ صَيَّادٍ يَحْتَلِمُ، فَلَمْ يَشْعُرْ بشيءٍ حتَّى ضَرَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ظَهْرَهُ بيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ؟، فَنَظَرَ إلَيْهِ ابنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ الأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابنُ صَيَّادٍ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ؟ قَالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: آمَنْتُ باللَّهِ ورُسُلِهِ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَاذَا تَرَى؟ قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكَاذِبٌ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خُلِطَ عَلَيْكَ الأمْرُ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبِيئًا، قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اخْسَأْ ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، قَالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لي فيه أضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يَكُنْهُ، فَلَنْ تُسَلَّطَ عليه، وإنْ لَمْ يَكُنْهُ، فلا خَيْرَ لكَ في قَتْلِهِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 3055
التخريج : أخرجه مسلم (2930) باختلاف يسير
“أُطُم بني مغالة”:
الأُطم تلة، يلعب بجانب هذه التلة مع صبيان.
“وقد قارب ابن صياد الحلم”:
يعني صغير بعد، قارب أن يحتلم، أن يبلغ، أن يكون بالغاً.
ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني قد خبأت لك خبيئاً” :
تزعم الغيب، خبأت، أخبرني بالذي خبأته.
فقال ابن صياد: “هو الدُّخْ،” والذي بيّته النبي صلى الله عليه وسلم له الدخان، فقال: “الدُّخْ،” الشياطين تلعب بالناس، فكان معه شيطان.
إلى ما يدعو الدجال؟
يدعو أولاً بأنه نبي، ثم من بعد النبوة يدعي أنه إله، الدجال فتنة عظيمة، الدجال يظهر في وقت مجاعة، الناس تجوع، ولذا فتنة الدجال معه جبال من خبز، فمن آمن به أطعمه ومن لم يؤمن به تركه جائعاً، ومعه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ومكتوب بين عينيه “ك ف ر” ، هكذا تهجاها النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “يقرأها كل مسلم، قارئ وغير قارئ.
اختلف أهل العلم: ابن صياد هو الدجال ولا غيره؟ نسمع ثم رواية ابن عمر في الصحيحين، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “اِخْسَأْ فلن تعدو قدرك،” لا تعرف الغيب، اخسأ لما قال: “دُّخْ”، ما أكمل، فقال له صلى الله عليه وسلم: “اِخْسَأْ، أنت بشر لن تعدو قدرك”.
فقال عمر: “يا رسول الله، اضرب عنقه، ذرني أضرب عنقه،” رضي الله تعالى عنه، كان شديداً في دين الله، فقاله النبي صلى الله عليه وسلم معلماً إياه أن لا يتعجل، قال: “إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله”.
إيش يعني؟ “إن يكنه”؟
إن كان ابن صياد الدجال فلن تسلط عليه، الدجال داء له دواء، ما هو دواء الدجال؟
دواء الدجال ذاك عيسى عليه السلام، نبي الله عيسى ينزل ويطعنه حتى يقتله عند باب لد، الباب الشرقي في مدينة لُدّ، ومدينة لُدّ في فلسطين، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: “إن يكنه، إذا كان هذا هو الدجال، فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله”.
الحافظ ابن كثير في التفسير في أواخر النساء لما ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله داء إلا وجعل له دواء،” فقال: “ومن هذا الحديث يستدل على أن قاتل الدجال هو عيسى عليهالسلام، لأنه داء ودواء، الداء الدجال والدواء عيسى عليه السلام”.
هذه حصلت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبقي وكبر وجرت له مناظرة مع أبي سعيد الخدري، والكلام طويل ولا أريد أن أجعل الكلام خاص بابن صياد، الكلام طويل جداً عن ابن صياد، لكن قال بعض أهل العلم كابن كثير أنه فُـقد في الحَرَّة، ابن صياد فقد، فلعله هو الدجال، لعله هو الدجال.
فالدجال حي، الشاهد من الإيراد أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ظهرت عندهم فتن أولاً “من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا” ، بدايات الاختلاف، أما الفتن التي تجسدت وأصبح لها قوة، وهذه القوة أصبحت تبطح الناس، هذا جرى في العصور المتأخرة، وسيأتينا رسم بياني في أن الفتن كلما تقدم الزمن اشتدت، والفتن لله فيها سنة، وذكرته لكم في الحديث السابق الطويل، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:
«وإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِه جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا».
صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 1844
ما معنى: “فيرقق بعضها بعضاً”؟
فتنة أمس رقيقة بالنسبة لفتنة اليوم، فتنة اليوم بالنسبة لفتنة الغد تكون فتنة رقيقة، وفتنة الغد بالنسبة إلى فتنة بعد غد ؛ فيرقق بعضها بعضاً.
ما الفحوى والمعنى م “يرقق بعضها بعضاً” ؟
أن الفتنة تشتد بمضي الزمن.
المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثانية.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :
[حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فتنة كبيرة وكبيرة جداً، هي فتنة ابن صياد ]