السؤال:
أحد من يسمون دعاة ولهم متابعون كثر ذكر أن الأمة ابتليت بست نكبات، أولها وفاة رسول الله ﷺ، وقد مات ولم يصنع للأمة دستوراً للحكم ؟
الجواب :
الله تعالى قال عن كتابه: {فِيهِ تِبْيَانٌ لِّكُلِّ شَيْءٍ} (النحل: 89)، القرآن فيه كل شيء، وليس فقط الدستور ، حتى قال بعض الظرفاء لبعض المشايخ يعني مُـتَعلِّـماً :
الساندويتش مذكور في القرآن؟
الله يقول فيه تبيان كل شيء، كيف أصنع الساندويتش؟
فأجابه: نعم، قال إن الله يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النحل: 43)، فرد الأمر إلى أهل الخبرة، ففيه كل شيء، القرآن فيه كل شيء.
ونحن في درسنا الماضي في أصول الفقه “حكم العام” ، فصلناها تفصيلاً أصولياً مهماً جداً.
فالقول بأن النبي ﷺ ترك أمته هملاً أي في متاهة، ولا يوجد في دينهم ما فيه الكفاية، فهذا قول باطل وليس بصحيح، وله لوازم خطيرة وخطيرة جداً.
متى افترقت السياسة والأحكام السياسية عن الأحكام الشرعية ؟
متى بدأت المناكدة بين الأمرين ؟
بدأت في القرن السابع، ابن القيم في أعلام الموقعين ذكَر حكم الساسة وحكم الشرع على أنهما قبيلان.
فتركُ النبي ﷺ أمته هملا، وأنه ما وضع لهم دستوراً ، وليس فيه بيان كيف يختارون الحاكم، هذا قول خطير وفيه نبز وطعن بأن هنالك أحكاماً ما ينبغي أن تُؤخَـذ من الشريعة، وإنما تؤخذ من السياسة، وهذه مناكدة ومناكدة عظيمة ، وبدأت في عصر المماليك الأُوَل ، لَما جهلوا الشريعة ؛ أطلقوا مثل هذه العبارات ، والإمام ابن القيم في “الطرق الحكمية” فَـصَّل في هذا ، وفي “إعلام الموقعين” كذلك.
فالقول بأن أمته ﷺ تُـرِكَت هَـملاً، فهذا أمر خطير جدًا.
المصدر:
البث المباشر – لدرس شرح صحيح مسلم – الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
10 ربيع الآخر 1447 هـ
2 أكتوبر 2025 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :