[نحتاج همة أشد من همم الذين في ساحات الوغى]

[نحتاج همة أشد من همم الذين في ساحات الوغى]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:

الشريعة كلها قائمة على العمومات، ولذا موضوع العموم في الحقيقة موضوع، أي: من نبغ فيه وفهمه وأعطاه حقه من الفهم، خرج من حدّ كونه عامياً إلى كونه مشاركاً في العلم، ما أقول عالماً ، أقول: خرج من كونه عاميّاً محضاً إلى كونه مشاركاً في العلم، ويحتاج أن يفحص خاطره وقريحته وما طرأ عليها من شيء، وأن يعرضها على المفسرين وشراح الحديث، ويقرأ ما يخص هذه الجزئية التي انقدحت لك، وأن تقرأ وردك اليومي، وأن تطلب العلم وتقرأ الأحاديث من خلال ما سمعتم في هذا الدرس.

ينبغي أن ينقدح في نفسك فهم، ينبغي أن تراجع النصوص، فإن وجدت الموافقة، فاحمد الله تعالى.

إن وجدت الذي وقع في خاطرك هو المدون في كتب أهل العلم، أنت خرجت من كونك عاميّاً إلى كونك أصبحت مشاركاً ، وهكذا يتسع المجال أمام طالب العلم حتى يفهم المسائل فهماً صحيحاً.

لا ينبل ولا ينبغ طالب العلم إلا بمثل هذا، أن تقوى قريحته بالتدريج وفق ما تعلم من قواعد كلية أخذها عن المشايخ والعلماء، فيبدأ بفحص هذا الخاطر، فإن وجدَ أن هذا الفحص مع مضي الزمن والتكرار وكثرة الأمثلة، إن وجده صواباً ، فليحمد الله ، هو الآن من فضل الله أصبح على شيء، أصبحت له جذور ممتدة، وهذه الجذور، انتبه!

لا يمكن للأمة كلها إن اجتمعت على الإسلام والمسلمين، إذا وصل العبد وطالب العلم جذوره بجذور مَن قبله، لا يمكن أن يُنتزع هذا الدين، ولا يمكن أن يضيع هذا الدين.

ولذا كان هذا الدين وطريقة نشر هذا الدين مربوطة ومرهونة بالعلماء.

فمن فهم العلم فهماً كما فهمه العلماء بأصولهم وقواعدهم الكلية، مهما جرى لا يمكن إلا أن يبقى الدين قائماً.

فقيام الدين قائم على أن تَـفهمَـه، ثم بعد ذلك أن تعرف واجب الوقت الذي تعيّن عليك، ثم واجب الوقت الذي هو فرض كفائي، وأن تنشغل فيما تعيّن عليك، وفي إيجاد الفرض
الكفائي لهذه الأمة ، حينئذٍ نحن سعداء، ما نخشى غيرنا ما دمنا على الجادة، وما دامت أصولنا مربوطة بأصول العلماء.

حينئذ لا نخشى على الأمة أبداً ، ولذا الأمة بخير ما داموا يترسمون طريقة العلماء.

الخبط واللصق والضرب والشتم والصراخ، هذا ما يجدي، مظاهر نافعة فيها غيرة على الشريعة، لكن ليست هي الميزان الحقيقي لفحص حال الأمة، يعني تجد انفعالات، وهذا طيب، وهذه انفعالات وإن كان الله يحاسب صاحبها على حسب نيته وعلى حسب مراده، لكن من حيث الصواب والخطأ، الأمر يعود إلى قواعد العلماء.

الآن نحمل موازين بأيدينا ومعايير، ومن هذه المعايير نقيس كل ما يجري، نقيس بها كل ما يجري.

نحن الآن في خطر كبير، يعني الآن في أمر عظيم، يعني عملنا أشد دقة ويحتاج إلى همة أشد من همم الذين هم في ساحات الوغى ، فالأمر ليس سهلاً.

لذا المسلمون أينما كانوا، بأي لغة تكلموا، كانوا في مشارق الأرض أو مغاربها، يعودون إلى قواعد العلماء، فمن أصاب نقول له: جزاك الله خيرًا، عرفت الطريق، تقدم فيه، احمد الله.

ومن أخطأ يَظهر خطؤه، من الذي يَـكشِـف خطأ الناس؟
العلم.

المصدر:
الدرس الثاني عشر – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
10 ربيع الآخر 1447 هـ
2 أكتوبر 2025 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[نحتاج همة أشد من همم الذين في ساحات الوغى]