[ دقة الإسناد وحفظُ الله تعالى القرآن والسنة ]

[ دقة الإسناد وحفظُ الله تعالى القرآن والسنة ]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
ولذا المستشرقون يقولون لا يوجد في تاريخ البشرية علم أدق من علم الحديث، يفصلون ويدققون في كل رواية، يفصلون بين الحديث النبوي والحديث الإلهي، النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو قائم ثم كان جالسًا ثم كان قاعدًا فجلس إلى آخره، يفصلون في كل شيء.

الآن التوراة والإنجيل في قطيعة بين رواة الإنجيل مع عيسى عليه السلام، مدة الانفصام بينهما أقل شيء 500 سنة، 500 سنة!

علماء الحديث يدققون في كل كلمة، وما زال الحديث يروى لهذا اليوم، وهذه دلالة واضحة جدًا أن الله الذي تكفل بهذا الدِّيـن، إذا قال الله عز وجل: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (سورة الحِجر: الآية 9)، الذكر: القرآن والسنة، افهم واحفظ لما يذكر الذكر، الذكر يراد به القرآن والسنة، القرآن هو الذي يبينه، والذي يفصله، والذي يخصصه، والذي يقيد إطلاقه، وهذا ميزة، لذا قال عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ): “الإسناد لهذه الأمة فقط”.

أمة محمد عندها إسناد صلى الله عليه وسلم، غيرها من الأمم لا إسناد عندهم، طيب، ماذا قال الله عن أهل الكتاب لما أنزل التوراة والإنجيل؟
قال الله تعالى في سورة المائدة: قال:
{…بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ…} (سورة المائدة: جزء من الآية 44).
إن حفظوه بقي التوراة والإنجيل، وإن حرفوه حُرِّفَ، وأما القرآن، فمن الذي حفظه؟ الله، لماذا؟ لأن القرآن هو دين الله المهيمن الخالد الباقي إلى قيام الساعة، يقول محمد تقي الدين الهلالي (ت 1407 هـ) في بعض مقالاته: يقول: إسبانيا طبعت مصحفًا في “تطوان”، وأسقطت منه كلمة “منكم” بعد “أولي الأمر”، ، من قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُم }
(سورة النساء: جزء من الآية 59)

أسقطت “منكم” بعد “أولي الأمر”، حتى إسبانيا تدخل، كانت مستعمرة لشمال إفريقيا، فرنسا استعمرت المغرب، وإيطاليا استعمرتها فرنسا وإسبانيا، أما إيطاليا فكانت لليبيا بتواطؤ بينهم.

الشاهد :
فكتبوا المصحف وفيه: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر”، وما في “منكم”، يقول: فجاء ولد صغير يراجع حفظه، فجاءني بالمصحف، قال: يا شيخ، هذه “منكم” ساقطة، قال: ما يعني؟ أمس وزعوه، اليوم اكتشفوا الأمر!

فالله عز وجل هو الذي حفظ هذا الدين، لذا قال عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ)، انتبه هذه المقولة لتربط بين سنة الله في شرعه وسنة الله في كونه، قال عبد الله بن المبارك:
“ما بَيَّتَ كذاب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل إلا وقيَّض الله له بالنهار من يفضحه”.

هذا عمل ربنا، وليس عملنا، كشف تحريف الدين عمل الله عز وجل، ويهيئ له العلماء، والتحريف في الدين قسمان: أشدهما وهو كفر يخرج من الملة: التحريف بالألفاظ، ثم التحريف بالمعاني.

لذا لما الخوارج كانوا يحتجون بالأحاديث الصحيحة لكن يحرفون معانيها، فكان علي رضي الله تعالى عنه (ت 40 هـ) يقول: “والله لأقاتلنكم على تأويله كما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفار على تنزيله” .

فجعل التأويل قسمين: تأويل تنزيل وهو صنع الكفار، وتأويل في المعاني وتحريف في المعاني، وهذا من الذي يقوم بكشفه؟ العلماء، ومن الذي سخرهم له؟ الله جل في علاه.

المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
6 رجب 1445 هـ
18 يناير 2024 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[ دقة الإسناد وحفظُ الله تعالى القرآن والسنة ]