السؤال:
شيخنا أحسن الله إليك، مسألة الطعن في الأئمة الكبار كالنووي وابن حجر هل هي قديمة أم حديثة ظهورها؟
الجواب:
لا هي قديمة، وأظن أن تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ذكر أن بعضهم حذف من شرح النووي على صحيح مسلم تأويله للصفات، من أمثال محمد شمس الدين وما شابه. فردود الفعل اختلفت. والرجل حصر نفسه وحصر التأويلات. أنا قمت بدراسة استقرائية كاملة، كل التاويلات التي في شرح صحيح مسلم أخذها من القاضي عياض في “إكمال المعلم”، وما أوَّل صفة من عنده. إنما أخذ كلام القاضي عياض. يعني هو في كتابه “الصوت والحرف” يعني يحوم حول مذهب السلف. ومات ونترحم عليه، وابن حجر رحمهم الله تعالى.
والظروف تلك الفترة يعني لاحظ الآن تلميذه المعروف بعلاء الدين إبراهيم بن عطار ، الملقب بمختصر النووي ولما كان النووي حيا ما أخذ عن غيره، عن غير النووي، وهو أخو الإمام الذهبي من الرضاعة.
لما التقى مع الذهبي غير وبدل، وكتب كتابه البديع (الاعتقاد الخالص من الشك) وقرر عقيدة السلف، خلاف الإمام النووي رحمه الله تعالى. فكنت وأظن ويحوك في صدري أن النووي أعذر من ابن حجر، حتى قرأت ما كتبت عن محنة ابن ناصر الدين ومحنة ابن أبي العز خاصة أن في عصره وُجِد أناسا كانوا يطعنون في الحكام، ويشتمونهم، وكانوا ينتسبون للسلف. شبهت هذا الرجل الذي كان في عصره وأثار الفتنة (فتنة الحكام) شبهته بابن لادن، يعني ثور الناس كلهم بعجلة.
وبرقوق حاكم ذاك الزمان آذاه وعذبه عذابا شديداً، لذاك الرجل ابراهيم الظاهري اسمه إبراهيم الظاهري وأدرك ابن حجر هذا في فتح الباري. ولذا قلل من النقل عن شيخ الإسلام، وكان اتباع ابن تيميه التيميون في زمنه في دائرة الاتهام.
فعكست وقلت والله ابن حجر أعذر من النووي، النووي ما كان تحت هذا الضغط أصلا، إلا التتابع، ما وجده عند السابقين. فلكل فترة تحتاج لدراسة استقرائيه جيدة، مع وجوب تحسين الظن بالكبار أمثال ابن حجر وأمثال الإمام النووي. ولا سيما أن هذه ما هي طريقة علمائنا في التعامل معهم ( أي علماؤنا لا يطعنون فيهم )، فوجود الشذود والبحث عن الشذود والبحث عن كلمة شاذة، أو بعض الناس كما قال شيخ الإسلام كالذباب لا يسقط إلا على الجروح فالمسائل التي فيها جروح يعيش ويتربى ويكبر فيها.
أنا قلت مثلا الله عز وجل المكان الذي ننسبه إليه مكان عدمي فقام بعض الناس يشوش: طب مكان وجودي، يعني إذا مكان عدمي وجوده وجودي، يعني الله يكون في مكان وجودي، معناه المكان أكبر من الله، والله بحاجه للمكان ،وهذا كلام باطل.
معتقد أهل السنة أن الله جل في علاه مستو على عرشه، والعرش مفتقر إليه، بحاجة إليه. وهو ليس بحاجة لعرشه، فكذلك المكان.
لذا قال شيخ الإسلام ابن تيميه والإمام الذهبي وطول في هذه المسالة شيخنا الألباني في مختصره على العلو، له كلام بديع جدا عن المكان العدمي. والمكان الذي نثبته لله عز وجل مكان عدمي. بمعنى أنه ليس كالمكان الحسي، وأن الله عز وجل لا يسعه المكان الحسي، وإنما مكانه عدمي ،فهو أكبر من كل شيء سبحانه وتعالى. فبعض الناس يبحث عن عبارات عن جزئيات ويحاول يلتص بها ويتسلل ليكون له وجود كالذباب نسال الله العفو.✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :