[ فرق بين زماننا وبين زمان عمر وخالد في الدفاع عن رسول الله ﷺ ]

[ فرق بين زماننا وبين زمان عمر وخالد في الدفاع عن رسول الله ﷺ ]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
فالذي قام يستأذن رسول الله ﷺ في قتل ذاك الخارجي هما الاثنان، هما عمر وخالد رضي الله عنهما، فلا شك في الموضوع، ما تقول والله من الذي قام خالد أم عمر، هنا قال بعد أن ذكر ذاك خالد، هنا قال فقام إليه عمر أيضًا، فقام الاثنان، كل منهما استأذن رسول الله ﷺ.

من يعتدي على رسول الله ﷺ وعلى حكم رسول الله ﷺ هذا لا خير فيه، في ذاك الحين، وفي هذا الزمان تكثر المعاذير، تكثر التأويلات، والتأويلات في من خالف أمر رسول الله ﷺ، في هذا الزمان ، في ذاك الزمان سمعوا رسول الله ﷺ ثم يقوم إليه رجل فيقول له: “اعدل إنك لم تعدل”، هذا لا خير فيه، “إإذن لي أن أقتله، ألا أضرب عنقه”، قال: “لا”.
قال أبو سعيد: ثم أدبر، فقام خالد، جمع بين الروايتين، رواية عمر ورواية خالد، كان عمر قبل خالد، فقام إليه خالد سيف الله، هذه مهمة سيف الله، يعرف أبو سعيد الخدري أن خالدًا يلقب بسيف الله، إذا هذا اللقب لقب سيف الله لقب قديم.

وهنا لفتة وهي مفيدة وطربت لها لما قرأتها طربت، وصاحبها أحمد الغماري، لماذا خالد سمي سيف الله، سماه النبي ﷺ سيف الله، نسأل الآن لماذا مات خالد في فراشه؟
لأن سيف الله يبقى سيفًا لا يغمد، فـخالد سيف الله فلا يموت إلا على فراشه، لأنه إن سُل لا يستطيع أحد أن يغمده، فـخالد لما مات قال: “لقد خضت كذا وجرحت كذا”، فهاأنا ذا أموت على الفراش.

ما كان يحب أن يموت خالد على الفراش، موت الفراش موت ليس بمحمود، موت الفراش ليس للرجال، الرجال لهم ساحات الوغى، وكان خالد هو أشهر من كان مجاهدًا في سبيل الله سبحانه وتعالى، فمات على الفراش.
لماذا مات على الفراش؟
لأنه سيف الله، إذا سُل لا يقدر عليه أحد فيغمده، فلم يبق له إلا الفراش.
فقول أبي سعيد أعجبني هنا في هذا الحديث قال: “فقام إليه خالد سيف الله” (الحديث رواه البخاري [3344] ومسلم [1064]).

في إشارة من أبي سعيد في وصف خالد سيف الله أن هذا الرجل يستحق القتل، أن هذا الرجل يستحق القتل، في إشارة واضحة، ما قال فقام خالد، ربط بين اللقب الذي سماه النبي ﷺ له سيف الله وبين هذه الحادثة الذي يريد أن يقتل هذا الرجل الخارجي، إنما هو سيف من سيوف الله، هذه تتضمن مدحًا لصنيع خالد، “فقام إليه خالد سيف الله فقال خالد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال لا” (الحديث رواه البخاري [3344] ومسلم [1064]).

هذا ليس وقت خروجه كالدجال.
إن كان الدجال هو ابن صياد، استأذن عمر أن يقتله، وكان ابن صياد يهوديًا خرج في المدينة وادعى الإسلام وقامت الدنيا وما قعدت هل هو الدجال الأكبر أم هو دجال من الدجالين، والقصة مذكورة في صحيح مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة.
وتأتينا مفصلة مطولة بديعة، وياريتكم ترجعون إلى قصة ابن صياد في صحيح مسلم في أشراط الساعة، كان عمر يحلف بالله أن هذا الرجل هو الدجال أي ابن صياد وقال: “نضرب عنقه ونرتاح”، فقال له النبي ﷺ: “إن كان هو فلن تسلَّط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله” (جزء من حديث رواه مسلم [2930])، إن كان هذا هو الدجال فلن تسلَّط عليه، لست أنت يا عمر الذي تقتله.

الدجال داء ودواؤه عيسى بن مريم.
لذا أعجبني جدًا كلام الحافظ ابن كثير في تفسير أواخر سورة النساء، لما ذكر نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان قال: “نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان هو دواء للدجال”، الدجال داء، “وما أنزل الله من داء إلا جعل له دواء” (الحديث رواه البخاري [5678])، “ما أنزل الله من داء إلا جعل له دواء” (الحديث رواه البخاري [5678])، إن كان هذا الذي تظن فلا أنت يا عمر ولا أنت يا خالد تقدرون أن تقتلوه ، لن تسلطا عليه، الذي يسلَّط عليه هو علي رضي الله تعالى عنه.

والنبي ﷺ في بعض طرق حديث أبي سعيد وهي الآتية إما في هذا الدرس أو الدرس القادم ذكر أوصافًا مفصلة لبعض أتباعه، “فأنت يا خالد وأنت يا عمر لن تسلَّطا عليه، قال لا فقال خالد يا رسول الله قال لا فقال صلى الله عليه وسلم” (الحديث رواه البخاري [3344] ومسلم [1064])، “إنه سيخرج من يخرج من ضِئْضِئِ هذا” (الحديث رواه البخاري [3344] ومسلم [1064]).

قلنا من ضِئْضِئ إما المنهج والطريقة وإما النسل ورجحنا النسل، ضِئْضِئِ هذا قوم يتلون كتاب الله ليِّنًا رطبًا بيِّنًا سهلًا كما أنزل، مجرد تلاوة القرآن وتجويد قراءة القرآن لا يمدح الإنسان عليه، فإن استقام حاله واستقام مشربه واستقامت عقيدته فحينئذ يصلح المدح، مدح قارئ القرآن، أما أن يقرأ الإنسان القرآن أو أن يكثر من الطاعات والعبادات وهو على منهج ضال و طريقة عقدية ومشرب فاسد فهذا لا ينفعه المدح.

المصدر:
درس شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
17 ربيع الآخر 1447 هـ
09 أكتوبر 2025 م✍️✍️

[ فرق بين زماننا وبين زمان عمر وخالد في الدفاع عن رسول الله ﷺ ]