[ ولازم الكفرِ ليس كفراً ]
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:
ولازم الكفرِ ليس كفراً، وإذا كان لازم الكفرِ كفراً فالويل لنا.
ومن يعرف أن لازم الكفر ليس كفراً، ينظر للمسلمين وقلبه ممتلئ بالحسرة والشفقة، بعض الناس يقول: أنت لا تبصق على أحد -أجلكم الله- ، إلا إن أردت إهانته.
فجاء بعضهم ففرَّع على هذا، فقال: من وضع البصاقة على أصبعه ، وقلَّب المصحف ؛ كَفر بـ اللازم !
وهذا يقع في كثير من القراء ، أحياناً تقرأ القرآن وتنقل ورقة تفعل هكذا، لو رآك واحد ضال من الضُّـلال الذين يُكفرون الناس لقال هذا كافر.
وهذا مذهب شنيع ، والفعل ابتعد عنه، هذا الفعل ابتعد عنه_ أي لا تضع على اصبعك بصاق وتقلب صفحة المصحف _، الفعل هذا ابتعد عنه،لكن القول بالتكفير جرأة، جرأة.
والأمر أشد من هذا في موضوع اللوازم، واحد يبيع حَلَب (نوع حلوى) ، الباعة في الطرقات ، وينادي على الحَـلَب يقول: يا كريم يا كريم.
يأتيك واحد متنطع يقول:
هذا يبيع الله!
الكريم هو الله!
وهذا تكفير باللازم ، وهذا موجود، يعني موجود بكثرة في بعض البِـيئات، نسأل الله عز وجل العفو والعافية.
إمام على المنبر يقول: العصمة لله.
فيقوم عليه رجل فيقول:
من الذي عَـصَمَ الله؟
واللهُ عُصِم من ماذا؟
والله يقول:
{يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [غافر : 33]
اللهُ هو العاصِم، فالله لا يُعصَم، والعصمة لا تكون إلا في حق من يوجد في حقه الخطأ.
فيقول :
العصمة لله تدل على كفر باللازم.
والأمر ليس كذلك ، فاللوازم ما ينبغي أن نكفِّر بها ، ولا أن نحوم حول التكفير بها، اللازم لا يُكفَّـر به.
هذه قاعدة ينبغي أن تكون مقررة في العقول والقلوب، والأمثلة ينبغي أن تكون حاضرة فيما لها أثر في حياة الناس، أما أثرها التصوريّ مع الاحتمالات فكثيرة جداً.
ولذا قد يقول الإنسان الكفر وهو لا يريده، وبالتالي هو لا يَـكفر، فقال النبي ﷺ في الحديث:
“أخطأ من شدة الفرح فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك” .. الحديث.
قال النبي ﷺ: “أخطأ من شدة الفرح”، خطأ ظاهر هذا ليس لازم، هذا خطأ ظاهر، “أنت عبدي وأنا ربك”، وهكذا.
المصدر :
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
08 جمادى أول 1447 هـ
30 أكتوبر 2025 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :
