[ هل تُقبل قراءة القرآن الكريم من غير تدبر؟ ]

[ هل تُقبل قراءة القرآن الكريم من غير تدبر؟ ]

قال رحمه الله : قوله صلى الله عليه وسلم :
يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، قال القاضي فيه تأويلان أحدهما معناه لا تفقهه قلوبهم ولا ينتفعون بما تلو منه ، ولا لهم حظ سوى تلاوة الفم والحنجرة والحلق ، إذ بهما تقطيع الحروف ، والثاني معناه لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا يتقبل.

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
إذن هذان التأويلان محمولان ، وقد يقعا مجتمعين وقد يقعا متفرقين في حق بعض الناس في قوله صلى الله عليه وسلم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم.

الأول لا تفقهه القلوب يبقى فقط يتردد في الحنجرة ، وبالتالي لا يتأثر القلب ، وبالتالي لا تظهر له ثمرة على السلوك والتأويل.

الثاني :
لا يتجاوز حناجرهما أنه لا يصعد إلى الله والله لا يقبله.

مسالة :
هل الذي يقرأ القرآن دون فهم يرفع ويقبل؟
نعم يُرفع ويُقبل.

ولذا من مفاضلات العلماء في مسألة مهمة أيهما الأفضل أن تقرأ بتدبر بشيء قليل أم أن تقرأ القرآن بكثرة من غير تدبر؟

الذي أراه راجحاً في المسألة :
في رمضان أكثِـر من القراءة ولو كان بغير تدبر ، وأما في غير رمضان فاقرأ بتدبر.

وهل يَـلزم لمن لم يَقرأ بفهم ألا يُـرفع ؟
لا يلزم ، قد تقرأ ، ولا تفهم ، والله يبارك لك في القبول.

ولذا ورد عن أحمد أنه رأى الله في المنام فسأله أأقرأ يا الله بالتدبر أم بغير التدبر ؟

قال : اقرأ كيف ما كنت.

فالقراءة بتدبر وغير تدبر مقبولة ، فإذا في انفكاك بين المعنين أو بين التأويلين المذكورين ، والذين نقلهما الشارح الإمام النووي من القاضي عياض في كتابه إكمال المعلم في الجزء الثالث صفحة 609 .

فممكن إنسان يقرأ القرآن ولا يفهمه ، ولكن يرفع إلى الله عز وجل ويقبل.

مثل الرزق ، بعض النحويين دخل السوق وجد الباعة ينادون ويلحنون استغرب ، قال :
سبحان الله يَـلحنون ويُـرزقون !

فالذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه ويخطئ فيه ، ويكتب له فيه أجران ليس أجر ، وهو يتتعتع فيه لا يجوده التجويد اللازم ، فمن باب أولى إذا كان يقرأ وهو لا يفهمه ؛ أن يُكتب له فيه أجر ، وهذا يستفاد بدلالة الإشارة.

المصدر :
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
08 جمادى أول 1447 هـ
30 أكتوبر 2025 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[ هل تُقبل قراءة القرآن الكريم من غير تدبر؟ ]