[ نصائح وقصص من الواقع للأب أن يتعجل بتزويج ابنته ]
السؤال:
ما نصيحتك في طريقة النكاح ؟
الجواب :
إذا كنت صالحاً وصاحب عقل ، الآن تزوج، كم من أخ فاضل يحب بناته حباً جماً، ويحب لبناته أن يأتيها صاحب دين وصاحب خلق، همس في أذني بعض الأثرياء يقول:
والله لو أجد رجلاً يحفظ ابنتي ويحفظ دينها وتربيتها، والله إني أزوجه ولا يتحمل شيئاً ، وهذا عاقل.
لـ حَـماي (وهو أبو الزوجة) عشرة من البنات، فسمعته يقول (وكان هذا السماع سبباً من أسباب زيادة رغبتي في زوجتي) سمعته يقول:
أنا عندي عشرة من البنات، فيقول: والله ما سجدتُ لله سجدة قط إلا ودعوت لِـ بناتي بالستر.
تخيل كم من إنسان عنده بنات ولا يدعو لهن!
فالعاقل الذي يحرص على زوج ابنته ، وزوج الابنة عند العاقل مقدم على زوجة الابن، زوج البنت مقدم على زوجة الابن.
لا قدر الله ابتليتَ بزوجة ابن تعبانة ؛ طلاق فراق، لكن زوجة الابنة مصيبة.
البنات أحوج الناس للرعاية من قِـبَل الآباء، وأحوج الناس بالدعاء أن يدعو الوالد لهن، وأن يبحث لهن عن أزواج.
الشيخ محمد جميل زينو ( 1344 – 1431 هـ ) من علماء مكة الكبار، توفي رحمه الله، ودرَّس في هذا المسجد وزارني عدة مرات.
يقول: بقيت عندي ابنة، قال: فجئت الأردن (هو شامِيّ الجنسية أصله سوريّ).
يقول:
عندي ابنة وجئت الأردن وكنت أدعو الله عز وجل أن يرزقها زوجًا صالحاً، قال: فكنت في المسجد الذي سكنت بجانبه أصلي الفريضة وأجلس على كرسي (وكان كبيراً في السن ، وصل لقرابة السبعين).
قال :
أجلس على كرسي في مؤخرة المسجد وأراقب الشباب، أنظر إليهم، أنظر إلى حرصهم على الصلاة وطريقة صلاتهم، وطول صلاتهم إلى آخره، وبقيت أرقب حتى وقعت عيني على رجل حريص على الصلاة ، والتبكير للصلاة ، ويصلي صلاة طويلة ووفق السنة وصلاته حسنة، قال:
بعد فترة استخرتُ الله عز وجل ثم ذهبت إليه، السلام عليكم، السلام، أنا فلان، يقول له:
أنا جميل زينو ، قال: أنت شيخنا وأستاذنا من لا يعرفك؟ لك مؤلفات وأكثر واحد عنده مؤلفات ، وانتشر في هذا الزمان (الشيخ محمد جميل ، كتب في كل شيء ، وكان يراعي الناس ، كل شيء الناس يفعلوه خطأ كتب لهم رسالة صغيرة).
من لا يعرفك؟
قال: أطلب منك طلباً، قال: تفضل، قال: تقبل ابنتي زوجتك؟ قال : استغرَب جداً.
استغرَب من هذا الطلب، قال: أنت متزوج؟
سأل: وأنت متزوج؟ قال: لا، قال: تقبل؟ قال: يا شيخ من لا يحب نسبك؟ قال: ما المانع؟
قال: والله الإمكانات ضعيفة عندي، قال:
أنا أعطيك ، تزوَّج وهذا المال.
وعاشت معه حياة طيبة، هذا صنيع الأب البار بابنته، عندك مال ، وأولادك يريدون أن يعيشون، أنت عايش مرتاح وتحتك زوجة ومرتاح، ومش سائل!
لكن لما تربي أولادك انتبهوا يا أيها الآباء، ربوا أولادكم بزمانهم كما قال الإمام أبو حنيفة لأبي يوسف رحمهما الله.
أوصى الإمام أبو حنيفة تلميذه أبا يوسف قال:
ربِّ ولدك بزمنه ولا تربِّ ولدك بزمنك، لك زمانك لك حال وأولادك لهم زمان ولهم حال، ربوا أولادكم على حسب زمنهم وليس على حسب زمانك، كان الله في عون الشباب وفي عون الشابات، كان الله في عونهم.
والله لي ابن أخت ، كان يُدرِّس هنا في منطقتنا “مرج الحمام” (في العاصمة الأردنية عَـمان).
خرج، قال:
فلحقتني امرأة معلمة مجلببة، قالت: كنت واضعة عيني عليك بدي إياك زوج، ليش ما تطلبني؟
تقول له البنت المعلمة: ماذا ينقصني؟
يقولون عني جميلة وأنا مُـدرِّسة وأبحث عن زوج ، وأسأل الله في السجود كل يوم بالزوج.
هذه عاقلة أم هذه قليلة الدين؟!
ثبت في مسند أحمد أن أنس ذهب للنبي ﷺ وكانت معه ابنة لابن أنس، فجاءت امرأة للنبي ﷺ فعرضت نفسها على النبي ﷺ، فقالت بنت أنس: ما أقل حيائكِ!
فقال لها أنس:
والله إنها خير منك تَعرض نفسها على رسول الله ﷺ، فوالله إنها خير منك ، وليست قليلة حياء.
فحاجة المرأة للرجل، إما أن تكون صاحبة زوج وسعيدة في بيتها وصاحبة أسرة ولها أولاد، أو تكون خادمة عند أولادك.
إذا ما جاء لها زوج تصبح خادمة عند ابنك ، وخادمة عند زوجة ابنك .
فالأصل في العاقل يحرص على موضوع الزواج، زواج البنت.
فالأخ الذي يسأل كيف الزواج؟
والله كثير من الآباء يحبون يناسبون أناس عقلاء أصحاب ديانة أصحاب خُـلق، ما نريد ديناً فقط!
نريد دِيناً وخُـلُـقاً.
إذا جاءكم من ترضون دينه وخُـلُقه (رواه الترمذي وابن ماجه).
والله هناك متدينين ليس عندهم أخلاق ، وطلبة علم ليسوا أصحاب أخلاق.
والله هناك طلبة علم أنا أتبوَّاهم (أخاف منهم) ، ويكون ملازم لك عشرين سنة!
ومع ذلك تتبوَّاه ، تخاف منه ، ليس خوف وَجَل ، بل مخافة أن يؤذيك.
فالمطلوب في طالب العلم أن يكون:
إذا جاءكم من ترضون دينه وخُـلُقه (رواه الترمذي وابن ماجه).
الدِّين والخُلُق، دينه وخُـلُقه، فصاحب الدين والخُلُق بضاعة ماشية في الزواج سهل، وإذا كنت لستَ على هاتين الصفتين ؛ عدِّل حالك ثم ابحث عن زوجة، عدل حالك الله بيسرك الزوجة، تفقَّـد خُـلُقك ، وتَـفقَّد دِينك.
المصدر:
الدرس السادس عشر – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن.
التاريخ
6, جمادى أول 1447 هـ
28 أكتوبر 2025 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :
