[ متى يخرج الإنسان من دائرة أهل السنة والجماعة إلى دائرة المبتدعة ؟ ]

AUD-20251122-WA0004

[ متى يخرج الإنسان من دائرة أهل السنة والجماعة إلى دائرة المبتدعة ؟ ]

قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

فالإسلام له وجهتان، مبدأ عظيم: الواجهة الأمامية: لا يمكن لك أن تدخل الإسلام إلا بقولك: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ » [ جزء من حديث «بني الإسلام على خمس» متفق عليه].

وأما الواجهة الخلفية :
فالمكفرات كثيرة، تخرج منها بأشياء كثيرة، فعلى هذا القول بالتكفير يكون هذا خروجاً سريعاً جداً، خروجاً سريعاً من الإسلام إن كان المراد التكفير، وإن لم يكن، فالخروج عن الجادة بأصل يخالف أصلاً من أصول أهل السنة فهذا يخرجه.

ولذا هذه المسألة يحتاجها الطلبة، ينبغي أن تكون واضحة في أذهانهم، وفصّلها الشاطبي شديداً في كتابه «الاعتصام».

احفظ عني هذه المسألة، دوّنها واحفظها ورددها في مجالسِك: متى يخرج الإنسان من دائرة أهل السنة والجماعة في المفهوم الخاص إلى دائرة المبتدعة؟

قال الشاطبي: يخرج بثلاثة أمور.
① الأمر الأول: أن يعتقد أصلاً يخالف أصل أهل السنة والجماعة، كالخوارج يعتقد التكفير، الخروج، استحلال الدم، فهذا خرج كونه من أهل السنة والجماعة إلى أهل البدع، إلى دائرة أهل البدع، هذا الأصل الأول.

② الأصل الثاني:
أن تَـكثُر الفروع التي يفتي فيها كَـثرة شديدة، تتنوع في أمور كثيرة، تدل على فساد أصل، ولا محالة.

تَـكثُـر الفروع ، لَـما تجمع بينها ترى أن الجامع المشترك بينها هو فساد أصل، هذا الصنف الثاني يقع فيه اشتباه.

ولذا العلماء الكبار قد يتحرجون، فيقولون فيه عرق كذا، لأن الأصل لَم يظهر، وإنما عُرف الأصل من خلال كثرة الأخطاء في الفروع التي تدل على فساد الأصل، هذا المسألة الثانية.

الأول أقوى من الثاني، وأوضح في الدلالة.

③ وأما الأمر الثالث كما يقول الإمام الشاطبي:
أن توافق أهل البدع في مسألة أصبحت علامة عليهم.

فإن وافقتهم فحينئذ أنت مبتدع -والعياذ بالله تعالى-.

أهل البدع لهم مسائل معروفة، فإذا أصبحت هناك مسألة وهذه المسألة هي علامة على أهل البدع، فوافقتَ أهل البدع فيها، فأنت خرجت من مسمى أهل السنة والجماعة بالمفهوم الخاص إلى مفهوم المبتدعة.

هذه الإمارات والعلامات كثيرة.

يعني واحد قال:
أنا على مذهب أهل السنة والجماعة وأعتقد كل ما يعتقده فلان، كما كان يقول أبو الحسن الأشعري -رحمه الله تعالى- عن الإمام أحمد، وفرح أهل السنة بقول الإمام أبي الحسن الأشعري في كتابه «الإبانة».

قال:
إلا مسألة خَـلق القرآن فقط، أخالف أهل السنة في مسألة القرآن ، خَـلْق القرآن علامة على أهل البدع.

فمن وافق أهل البدع في هذه المسألة -وإن حصرها فيهم- فهو يلحق بهم .

ولهذا فمن وافق أهل البدع في مسألة هي علامة عليهم فهو يَلحق به، كمن يتحزب ويقول بما يقوله الحزبيون وما شابه، فهذا يلحق به وهكذا.

المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله.
22 جمادى أول 1447 هـ
13 نوفمبر 2025 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[ متى يخرج الإنسان من دائرة أهل السنة والجماعة إلى دائرة المبتدعة ؟ ]