السؤال:
هل يُعَد كل مُبتدع خارجي ؟
الجواب :
لا، فعكس الخوارج، الإرجاء.
قال بعض السلف: أُعبد الله عز وجل بالمحبة والخوف والرجاء، ثم قال: من عبد الله بالمحبة فقط فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف فقط فهو خارجي، ومن عبد الله بالرجاء فقط فهو مُرجئ.
بعض الناس يعبد الله وهو زنديق، ماذا يعني زنديق؟
تجده وقت الصلاة لا يصلي، تقول له صلي، فيقول: أنا أتوضأ بماء الغيب وأصلي عند الكعبة، أنتم تشاهدون جسمي لكني أنا عند الكعبة، أصلي عند الكعبة.
بعض الطرفاء من العقلاء ممن كان يقال لهم هذا الكلام كثيراً قال: كنا أغبياء، كنا في بلد في أفريقيا و يُقال لنا هذا وفي الوقت الذي كان يقال لنا هذا يكون وقت العصر في بلادنا ولا يكون وقت العصر قد جاء في مكة فكيف صليت في الكعبة وما أذن العصر فيها كيف صليت في الكعبة؟
بعض الناس يعبد ربنا بالزندقة، أرأيتم المرأة الجميلة شكلها جميل ولها دِل ولا تطيع زوجها لأنها تعلم مكانتها في قلبه ومحبته لها يشفع لها كل خطأ، محبة مدَّعاة مثل محبة اليهود الذين قالوا: *﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ(18)﴾ المائدة*، وإذا أدخلنا النار يدخلنا النار أيام معدودات.
هنالك أُناس مسلمين في الاسم يعبدون الله بالمحبة.
الله يقول *{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} الحجر*.
فزعموا أنك إذا وصلت اليقين كشف ربنا على نظرك فنظرت إليه فسقطت العبادة في حقك.
اعلم علمني الله وإياك أن علاقة البشر جميعاً بِدأً من الأنبياء بالله علاقة العبد بالرب، وعلاقة الفقير بالغني، ولا يوجد صلة بين الله وبين أحد من خلقه، ومن زعم أنه يعبد الله بالمحبة وأنه مُختص بمحبته وأن هذه المحبة تشفع له كل شيء فهذا زنديق.
العبادة لها ثلاث أركان:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين *محبة*، الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيم *رجاء*.
مَالِكِ يَوْمِ الدِّين *الخوف*.
بعد ما تقول: *{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} الفاتحة* ، تقول: إِيَّاكَ نَعْبُدُ فتحصل العبادة.
فهل كل مبتدع خارجي؟
لا.
الخروج نوع من أنواع البِدَع يقابله الإرجاء، فالإرجاء كالخروج ويقابله الزعم بعبادة الله تعالى بالمحبة.
بعض الناس عنده مشكلة في عقله فعقله مُقدَّم على كل شيء، وهذا مذهب المعتزلة، يقدم العقل على كل شيء.
ولذلك *الكيا الهراسي – عماد الدين بن محمد الطبري* شافعي كان يقول: *“إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح، طارت رؤوس المقاييس في مهاب الريح”* .
فإذا جاء النص ذهب العقل فلا رأي مع وجود النص.
لذا قال الشاعر وبه أختم قال:
*عِلْمُ الْعَلِيمِ وَعَقْلُ الْعَاقِلِ اِخْتَلَفَا مَنْ ذَا الَّذِي فِيهِمَا قَدْ أَحْرَزَ الشَرَفَا*
*فَالْعِلْمُ قَـــــــالَ أَنَا أَحْرَزَتُ غَايَتُهُ وَالْعَقْلُ قَــــالَ أَنَا الرَّحْمَنُ بيْ عُرِفَا*
*فَأْفْصَحَ الْعِلْمُ إفْصَاحَاً وَقَـــالَ لَهُ: بأَيِّنَا اللهُ فِيْ فُــرْقَــانِــــــهِ اِتَّـصَـفَـا*
الله سمى نفسه عليم ولم يسمي نفسه عاقل
*فَبَانَ لِلْعَقْلِ أَنَّ الْعِلْمَ سَــــيِّــدُهُ وَقَبَّلَ الْعَقْلُ رَأْسَ الْـعـِلْـمِ وَاِنْصَرَفَـا*
فالعلم مقدم على العقل، النص قال الله، قال رسول الله ﷺ مقدم على العقل. والذي يقدم العقل على النص هذا نوع من أنواع الإبتداع الذي له حضور و وجود كثير في الصحافة وفي وسائل الإعلام يزينون الأمور بالعقول ويتركون النقول.
أسأل الله العافية والعافية وصلى الله وسلم وبارك.
المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله.
15 جمادى أول 1447 هـ
06 نوفمبر 2025 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :
