[مما يجري في محاولة لزعزعة الأمن في بلدنا الأردن الحبيب]

AUD-20251203-WA0006

[مما يجري في محاولة لزعزعة الأمن في بلدنا الأردن الحبيب]

[ما جرى على يد التكفيريين :
في مدينة إربد في 2 آذار 2016م]

قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:

هذا ماذا يفيد ؟
أخذ الاحتياط والحذر والتنبه والتيقظ ممن يؤذون عباد الله وخلق الله ، هذا أمر واجب.

وهذا لا ينافي التوكل واتخاذ جميع الإجراءات للقضاء على أمثال هؤلاء ، كما جرى في بلادنا المباركة الأسبوع الماضي ، والأيام الماضية القليلة ، أمر حسن وجزى الله من قام بذلك خيراً ، وإلا لعل هذه المتفجرات التي وُجدت مع أولئك القوم ، لعلها توضع في بعض المساجد ، ولعلها توضع في بعض البيوت.

وهؤلاء قوم حمقى لا دين لهم ولا عقل ، سماهم النبي صلى الله عليه وسلم سفهاء الأحلام ، صغار السن ، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم.

وفي هذا الباب :
إياك تظن أن الخوارج فرقة مضت وانتهت!

في البخاري عن علي قال لا تقوم الساعة حتى يظهر قوم ، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج.

الخوارج يبقون إلى الدجال ففي سنن ابن ماجة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
حتى يظهر حتى يشهد آخرهم عرض الدجال.

روى ابن ماجة (174) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ ) قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ ) أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً ( حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ ) وصححه البوصيري في “الزوائد” (1/ 26) ، وحسنه الألباني في “صحيح ابن ماجة” .

يكونون مع الدجال في آخر الزمان ، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنهم فقال كلما ظهر منهم قرن قُطِع.

والنبي صلى الله عليه وسلم جعل قُطِع فعل مبني للمجهول ، من الذي يقطعهم؟
الله يدبر لهم كيف يُـقطَعون ، فقد يُـقطَعون بالقوة والحديد ، أي بقوة السلطان ، وقد يُقطَعون بحجة العلماء ، وقد يُقطعون بنفرة الناس منهم ، والبعد عنهم ، فهذه سنة لله تعالى لا تتخلف ، أنه كلما ظهر منهم قَرن ، النبي ﷺ قال ، الله الذي يتولى قطعه ، قد يقطعه بالمناظرة ، والمحاججة والبيان.

وهؤلاء القوم أحوج الناس إلى الفقه وإلى العلم ، لأنهم أقبلوا على دين الله بحماسات رعناء ، ولَم يعرفوا الأحكام الشرعية على الوجه الذي قررها علماؤنا رحمهم الله تعالى.

شيخنا الإمام الألباني أول ما جاء إلى ديارنا الأردن جاء في سنة 1977 م ، وجاء يناظر تنظيم الطليعة ، ولما وصلهم العشاء ؛ ما كانوا قد صلوا العشاء ، فقال لهم :
تصلون بي ، أم أصلي بكم ؟

فالشيخ طبعاً قالها -وهو فطن- ، فقال :
لا ، أنا أصلي مأموماً ، ولا أصلي إماماً.

أنتم تكفرونني ، وأنا لا أكفركم ، فأنا أصلي خلفكم ، فصلى خلفهم ، وناقشهم من العشاء ، للفجر ، فتاب جميعهم إلا واحد ، فهذا الذي لم يَـتُب أصبح ملحداً كافراً بالله ، وكافراً بدينه.

ألحد والعياذ بالله!
وخرج من الملة.

وهؤلاء الشباب عادوا ، لما جلسوا مع علماء صادقين مخلصين امتن الله تعالى عليهم بالتوبة ، ولَما خرج شباب طائش في الجزائر ، خرج أربعين ألف شاب وشابة إلى الجبال ، وقد كان يتصل بي بعض المسؤولين منهم ، وأخبرني بأثر يعني المناظرة ، التي تمت بين بعض إخواننا من طلبة العلم في هذا البلد المبارك ، وبينهم على الهاتف ، ثم رُتِّـبَت مناظرة مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، فرجع بسبب المناظرة ألوف مؤلفة.

فيا ليت هؤلاء يجلسون في حلقات العلم ويتعلمون من العلماء -هؤلاء الشباب- حتى تدخل الرحمة في قلوبهم على الخَلق ، وحتى لا يتعجلون في تكفير الناس.

الإنسان المتدين ، ماذا يلزمه؟!
التفجيرات ، المفجرات والأسلحة ، ماذا تلزمه؟!
لماذا تكون معه ؟!
يريد أن يقتل من ؟!
فالناس ولله الحمد والمنة ، حتى العصاة ، حتى تاركي الصلاة ليسوا بكفار ، هم مسلمون هم يشهدون أن لا إله إلا الله ، وهكذا.

فهؤلاء جُهال ، اعلم علم اليقين أن هؤلاء القوم إن سمعتَ أن رجلاً يُـكفِّر ؛ فالإنسان لا يتعجل في التكفير إلا بسبب جهله ، يقول شيخ الإسلام :
كلما ازداد عِلم الإنسان ؛ عَـلِمَ شبهات هي أدلة عند المخالفين ، فلا يتعجل في تكفيرهم.

لَما يتسع العلم ؛ تصبح الآن تتسع في قلبك الرحمة على خلق الله عز وجل ، وتخاف من تكفير الناس ، فالتكفير من ورائه التقتيل والتفجير والدماء.

فهذا كله هو فرع من فروع تكفير المسلم.

المصدر:
شرح صحيح مسلم
3 آذار 2016 م
23 جمادى الأولى 1437 هـ✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[مما يجري في محاولة لزعزعة الأمن في بلدنا الأردن الحبيب]