السؤال: شيخ السؤال: شيخنا الحبيب: كيف ينفع الله بنا، ونحن فينا ما فينا من المعاصي والآثام؟

السؤال: شيخ
السؤال: شيخنا الحبيب: كيف ينفع الله بنا، ونحن فينا ما فينا من المعاصي والآثام؟

الجواب:
الحريصين على امتثال ما ورد في كتاب الله تعالى، وعلى لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

نسأل الله أن يجبر كسرنا، وأن يرحم ضعفنا، وأن يغفر لنا.

فمن أجلّ الطاعات والعبادات وهي قاعدة معروفة ولها مسميات كثيرة: أن العبادة المتعدية في النفع أقرب إلى الله تعالى من العبادة غير المتعدية، وبركتها ونفعها في الدنيا والآخرة من حيث اللزوم، والواجب على المسلم وإن استشعر بقصوره أن يكون نفّاعاً، وفي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: قَالَ: “مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ”. مسلم ٢١٩٩.
في كل شيء.

لعل محافظتك على زِيِّك ومشيك في الطريق بهذا الزي تدعو بعض الناس، أو ترفع غربة عن السنة بمجرد لبسك السُنِّي.

ومتى وجب لله عليك مقال في أي مقام؛ فبين هذا الواجب الذي، عليك وادعُ إلى التي هي أقوم بالتي هي أحسن.

فالنجاة عند الله -عز وجل- إيمان وعمل صالح وتواصٍ بالحق وتواصٍ بالصبر.

طالب العلم طالب نجاة أولاً؛ فموضوع الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر أمر يجري في دمه وما يغيب عنه لحظة، فهو طالب نجاة، فكيف يكون طالب علم وهو ليس طالب نجاة، والنجاة لا يمكن أن تحققها إلا بالأمور الأربعة، فمن داوم على التشبث والتمسك بأسباب النجاة نفع الله به.

وأولى الناس بالنفع: هم أقرب الناس إليك وأعرف الناس بك.
فمتى الخير يفيض على الغير؟ حتى تجد زوجتك وأولادك وبناتك قرة عين لك.

تأمل معي قول الله تعالى: ﴿وَالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾[الفرقان: ٧٤].
تكون للمتقين إماما عندما تكون قرير العين.
ومتى تكون قرير العين؟ بالتزامك في الشرع من غير كلفة، ما تتكلف.

أنا اليوم مستقيم وظاهري الاستقامة وباطني غير ذلك!!، ليس هكذا الاستقامة.

فلما تجد زوجتك وأولادك وذريتك قرة عين، فالخير يبدأ يفيض من النفس على الغير، وأول ما يصل الخير على من حولك.

ثم قال الله تعالى: ﴿وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾؛ فالإنسان المبارك الله -عز وجل- ينفع به، وبأولاده وبذريته، وبمن هو قريب منه؛ ثم هذا النفع يتعدى ويبدأ يتسع شيئاً فشيئاً وتحصيل حاصلٍ بدون كُلفة.

ولذا من أكبر آفات جماعة التبليغ: أنه يكون داعٍ في وقت وفي وقت آخر ليس بداعٍ، يدعو شهرا، وأربعة أشهر وثلاثة أشهر وثلاث أيام… إلخ، وما أدري أيش قانونهم والباقي ليس بداعي، فهم يمارسون أشياء هم ليسو أهلاً لها، هم ليسو أهلاً لهذه الدعوة.

فالمقصد أن طالب العلم الخير الذي عنده مغروس فيه لا ينفك عنه، ولا يستكشف هذا الخير إلا بمن لازمه.

ولذا السعيد من لازم رجلاً تنتقل إليه أخلاق غيره ممن هو أفضل منه ويتطبع عليه، والويل كل الويل لمن يظهر أنه متطبع بأخلاق الصالحين، وهذه الأخلاق والعياذ بالله ليست أصيلة عنده، هذا الويل له.

فما نستقل بأنفسنا ونبذل جهدنا، ونسأل الله تعالى أن يجبر كسرنا ويرحم ضعفنا وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
✍️✍️

↩ رابط الفتوى:

السؤال: شيخ السؤال: شيخنا الحبيب: كيف ينفع الله بنا، ونحن فينا ما فينا من المعاصي والآثام؟

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor