📌دفاع ابن القيم -رحمه الله- عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب إعلام الموقعين وعلاقتهم مع ابن حزم -رحمه الله-.

📌دفاع ابن القيم -رحمه الله- عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب إعلام الموقعين وعلاقتهم مع ابن حزم -رحمه الله-.

في مواضيع في إعلام الموقعين نجد أسرارا مذكورة فيه خارجة عن موضوع الشريعة، خصوصا في مباحث الطلاق.
لما تقرأ مسائل الطلاق في الإعلام تنزل درجات، فتكون الآن تنظر في حِكَمِ الشريعة ثم تبدأ في مسائل الطلاق.

فجواب سؤالك المباشر الآن أن شيخ الإسلام ابن القيم عندما كتب الإعلام دافع دفاعًا مريرًا عن شيخ الإسلام بسبب اختياراته في مسائل الطلاق.

بعض تلاميذ شيخ الإسلام كابن رجب ما بقي ثابتًا على اختيارات ابن تيمية و تراجع عنها، كان هناك ضغط شديد، وتزعم الضغط قاضي قضاة الشافعية تقي الدين السبكي في دمشق.

و هذا جعل ابن القيم يدافع عن شيخ الإسلام ابن تيمية .

وعلى وفق قانون المدافعة، علماء الاجتماع يقولون:
أن الذي يسود في نهاية قانون المدافعع الأصلح وهو القول الصحيح والأقوال الضعيفة تزول مع الزمن.

انظر الآن إلى قوانين الأحوال الشخصية في العالم كله للمسلمين كلها تختار بلا استثناء قول ابن تيمية في الطلاق، هذا القول الذي كان غريبًا في يوم من الأيام وأصحابه محاربون ومنبوذون وغير مقبول، اليوم هو المقبول.
فعلا ابن القيم دافع عن ابن تيمية في مسائل الطلاق دفاعا شديدا، وذكره وذكر معرفته بالطلاق، وأنه كتب فوق العشرين ألف فتوى في موضوع الطلاق …إلخ.

مداخلة أحد الحضور:
شيخنا هل قصد ابن القيم ابن حزم ولم يذكر اسمه في الدفاع عن شيخ الإسلامابن تيمية؟

الشيخ مشهور:
أقول لك أشياء عرفته بعد تعب، بعد عدة سنوات، ابن تيمية وابن القيم هما ابن حزم المحقق، يعني إذا حققت ابن حزم تحقيق قوي يظهر عندك ابن القيم و ابن تيمية.

و ابن حزم عالم كبير وظلمه كثير من الناس، و شرب وأكل مذهبه ابن تيمية وبإنصاف.

الآن مبحث يثار ويذكر بين الباحثين موضوع العذر بالجهل في المعتقد، من أخطأ في العقيدة هل يعذر بجهله؟
لم يؤثر كلمة عن الإمام أحمد ولا عن الحنابلة أنهم يعذرون الجاهل في العقيدة.

علماء الدعوة في نجد لا يخرجون عن هذا القول، ويعرفون أن الذي يقول بالعذر هو شيخ الاسلام ابن تيمية، وابن تيمية أخذ هذه المقولة من ابن حزم.

ابن تيمية وابن القيم قرؤوا كتب ابن حزم قراءة دقيقة.
أنا اقول بعد تجربة طويلة بلغت سنوات، كل أثر مذكور في كتب ابن تيمية وابن القيم إذا أردت أن تخرجه فهو عند ابن حزم، فإن وجدته عند ابن حزم في المحلى وجدت إسناده، وإذا ما وجدته فهو في كتب ابن حزم الأخرى، وظهر لي هذا واضحا.

الله أكرمني فحققت كتاب (إعلام الموقعين)، ووجدت آثار ما وقفت على أسانيدها، ثم بعد ذلك الله أكرمني بتحقيق كتاب (الصادع) لابن حزم وحققته بعد الإعلام، فلما وجدت الآثار التي يستدل بها ابن حزم على نفي القياس، يستدل بأقوال الصحابة وأقوال التابعين ويكثر، وجدتها في الإعلام بترتيب الصادع، يعني بنفس الترتيب، وفي مقدمتي للصادع استدركت على نفسي، أو ليس استدراكا إنما قلت في الإعلام في المقدمة، ونحت نحتا مقدمتي عن الإعلام، مقدمتي عن الإعلام كانت في مجلدة وفيها من الفوائد من الأمور المهمة للغاية في مقدمة تحقيقي على “إعلام الموقعين”.

و ما ينتبه كثير من الطلبة إذا قرؤوا الكتب لا ينتبهون للمقدمات، والمقدمات عند الصادقين -وأرجو الله أن أكون منهم- من المحققين مفتاح مهم جدا في معرفة الكتاب.

فأكدت في مقدمتي على “الصادع” وبلغت مبلغا طويلا، وصلت فوق المئة صفحة من الصادع بينت أن الكلام الذي حمت حوله وذكرته وادندن حوله في استفادة ابن القيم واستفادة شيخ الإسلام ابن تيمية من ابن حزم.

لما تعرض ابن القيم في الإعلام لمبحث القياس؛ مهد بمقدمة تشعرك أنه مقبل على حرب.
المشكلة عند المحدثين وأهل الظاهر أكثر ما تبرز الفرق بين السلفي وصاحب علم الحديث -منهج أهل الحديث- و بين أهل الظاهر تكمن في حجية القياس، فأهل الحديث يرون حجية القياس، وابن حزم لا يرى هذا، فلما ابن القيم بدأ يناقش بهذا الموضوع الخطير قال: الآن حمي الوطيس، وآن لأنصار دين الله أن يتكلموا، وبدأ بمقدمة تشعر بأنها حرب، وبدأ يسرد الآثار التي كتبها ابن حزم في “الصادع” يذكرها بنفس الترتيب، وكان الصادع بين يدي ابن القيم ، من المستحيل أن لا يكون الصادع بين يدي ابن القيم وبدأ يسرد ويناقش ويتكلم.

لذا إذا أردت أن تناقش أهل الظاهر ينبغي أن تكون شبعان وريان وكثير النظر والتكرار في كتب ابن تيمية وابن القيم، إذا لم تكن كذلك لن تستطيع التفاهم معهم.

طبعا أهل الظاهر وأحباب ابن حزم وأتباع ابن حزم ومن فضل الله علينا أنهم يحبون ابن تيمية و يحبون ابن القيم، فالهوة قريبة ليست بعيدة، لكن الذي يدقق يجد أن مبحث القياس هو الأصل.

مثلا: الإمام البخاري يرى حجيه القياس، وأئمة الحديث يروا حجية القياس، والإمام أحمد موضع القياس شغله، وعندما التقى الإمام أحمد بالشافعي قال له: القياس؟ وفي ذلك الزمان هذا السؤال له قيمة عظيمة جدا.
الشافعي عندما كان في العراق وجد الناس حلقتين في المساجد، وجد حلقة لأهل الرأي، وحلقة لأهل الحديث، أهل الحديث لا يحسنون إلا “حدثنا فلان عن فلان عن فلان”، و كل سؤال يُسأل له جوابه وأهل الرأي كلها ” أرأيت أرأيت أرأيت” كلها مسائل افتراضية ومسائل غير واقعية، فنظر فوجد الحق موزع بينهم فقال: لأجلسنّ بإذن الله تعالى مجلسا أجمع فيه بين الطرفين، وفعل ذالك بجمع أهل الرأي وأهل الحديث.
لذا الشافعي صاحب مناظرات عجيبة، عندما تقرأ مناظرات للشافعي مع محمد بن الحسن، والشافعي لم يدرك أبي حنيفة، قيل أن اليوم الذي مات فيه أبو حنيفة وُلد فيه الشافعي، سبحان الله، ولله عز وجل سنن.
فالتقى بتلميذه محمد بن الحسن الشيباني وكان يمازحه، وكان محمد بن الحسن سمين، وعندما جلس الشافعي مع محمد بن الحسن وجده عالما، ويمتاز محمد ابن الحسن بين علماء الحنفية بالعلم بالرأي والعلم بالحديث، فأعلم علماء الحديث من علماء الحنفية هو محمد بن الحسن، وله رواية كثيرة.
فيقول الشافعي لمحمد بن الحسن: “ما رأيت سمينًا قط فيه خيرا إلا أنت”.

الشاهد أن ابن حزم قد شربه وأكله وهضمه ودرسه وعرف خيره من شره شيخ الإسلام.

وكم أتمنى -طبعا للأسف هذا أمر مرفوض- وأشرت على كثير من إخواننا الطلبة أن يكتب رسالة دكتوراة عن أثر ابن حزم في ابن تيمية، فيقولون لا يمكن وأنا أقول لا يمكن لأن تراث ابن حزم و ابن تيمية غير مقروء، ولو واحد قرأ تراث ابن حزم و تراث ابن تيمية لقال هذا من أوجب الواجبات أو لقال هذه محاكمة من أوجب الواجبات.
وهذه تفيد كثيرا، تفيد في أشياء كثيرة جدا، وتفيد في أن تراث ابن حزم في أيام ابن تيمية كان محفوظا، وكتبه ما زال ينقل منها، نحن للآن كتابه الإيصال ما وجدنا منه إلا قطعة يسيرة في شستر بتي ، وخطها وخط كتاب الصادع ألغاز وتحتاج لقراءة الكلمة الواحدة لساعات، و لما بدأت أشتغل -وهذا من كرم الله علي، وأقول هذا من باب التحدث بنعمة الله وأرجوا أن يتقبل الله مني ومنكم- عندما بدأت أشتغل بكتاب الصادع تعبت في النسخ، لأنه عند قراءة المخطوط تحتاج لربع ساعة لقراءة الكلمة، فادخرت هذا المشروع للأسفار، وأكثرت من الأسفار وكانت آخر جولة مع الكتاب الصادع في منى في الحج بفضل الله علي، فكلما أدخل الطائرة أبدأ بالنسخ وكتبت هذا في آخره -قلت: وأتممت نَسخه وأنا بين الارض والسماء-، وأنا في الطائرة بتاريخ كذا و كذا، وبعدها علمت بنسخة أخرى في مكتبة -هالة- في ألمانيا وحصّلت النسخة، وقلت يا ليتني حصلتها قبل الانتهاء من نسخه لأنها مقروءة، لكن خط النسخة الأولى التي اعتمدتها، وهي أقدم من الثانية و لو اعتمدت الثانية لكان المشي سريعا.
فأكرمني الله سبحانه وتعالى، فأخرجت كتاب الصادع.
✍️✍️

↩ رابط الفتوى:

📌دفاع ابن القيم -رحمه الله- عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب إعلام الموقعين وعلاقتهم مع ابن حزم -رحمه الله-.

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor